.
سبع عشرة تغريدة عن العلم والتزكية
* نايف اليحيى
1/17 انشغال طالب العلم بالخلاف والأقوال والراجح والمرجوح، وتتبع الأسانيد والطرق والعلل، سيعتريه فيه نوع غفلة عن تزكية
2/17 النفس، خاصةً إذا تبع ذلك ردودٌ وتعقباتٌ على بعض المسائل المطروحة، ولذا كان للسلف عنايةٌ بالغةٌ في جانب تزكية النفس
3/17 أثناء مدارستهم للعلم وطلبهم له، فلم يكونوا يغفلوها بذريعة (الانشغـال بالطـلب). ولترى مثالاً حياً على ذلك، تأمل
4/17 هذا الدرس الموقِظ من الإمام أبي شريح المعافري. فعن محمد بن عبادة قال: كنا عند أبي شريح فكثرت المسائل، فقال: قد
5/17 درنت قلوبكم، فقوموا إلى خالد المهري، استقلوا قلوبكم، وتعلموا هذه الرغائب والرقائق، فإنها تجدد العبادة، وتورث
6/17 الزهادة، وتجر الصداقة، وأقلوا المسائل، فإنها في غير ما نزل تقسي القلب، وتورث العداوة. قال الذهبي معلقاً: صدق
7/17 -والله- فما الظن إذا كانت مسائل الأصول، ولوازم الكلام في معارضة النص؟ فكيف إذا كانت من تشكيكات المنطق، وقواعد
8/17 الحكمة، ودين الأوائل؟! وهذا الإمام الحسن البصري كان له مجلس خاص في منزله، لا يكاد يتكلم فيه إلا في معاني الزهد
9/17 والنسك وعلوم الباطن، فإن سأله إنسان غيرها، تبرم به، وقال: إنما خلونا مع إخواننا نتذاكر. فخذ أخي الغالي هذه الوصايا
10/17 من أطباء القلوب: يقول ابن تيمية: (لا بد للعبد من أوقات ينفرد بها بنفسه في دعائه وذكره وصلاته وتفكره ومحاسبة نفسه
11/17 وإصلاح قلبه، وما يختص به من الأمور التي لا يشركه فيها غيره، فهذه يحتاج فيها إلى انفراده بنفسه إما في بيته، كما
12/17 قال طاوس: "نعم صومعة الرجل بيته، يكف فيها بصره ولسانه"، وإما في غير بيته). ويشير ابن الجوزي إلى أن طالب العلم يحتاج
13/17 لــ (تلذيع النفس بأسباب المرققات تلذيعًا لا يقدح في كمال التشاغل بالعلم). ويقول أيضاً: (فالله الله في العمل
14/17 بالعلم، فإنه الأصل الأكبر. والمسكين كل المسكين من ضاع عمره في علم لم يعمل به، ففاتته لذات الدنيا وخيرات الآخرة،
15/17 فقدم مفلسًا، على قوة الحجة عليه). ويقول أيضاً: (وعلى قدر انتفاعك بالعلم ينتفع السماعون، ومتى لم يعمل الواعظ
16/17 بعلمه زلت موعظته عن القلوب، كما يزل الماء عن الحجر، فلا تعظن إلا بنية، ولا تمشين إلا بنية، ولا تأكلن لقمة إلا
17/17 بنية، ومع مطالعة أخلاق السلف ينكشف لك الأمر).
الوسم ( #العلم_والتزكية )