,,
الأشخاص الذين يعرفون أنفسهم , لايدلّ الملل طريقًا إليهم !
يقدّرون ذواتهم , هُم أصدقاء أنفسهم , رفقَاء أرواحهم , أحبّاء قلوبهم .
جرّب يومًا أن تُصادق نفسك !
أن تحبّها بكلّ مافيها , بعيوبها قبل مزَاياهَا
أن تحبّ الأشياء التي تعتقدُ بأنّها لَن تسبب لكَ معضلة
أن تتقبّل ذاتك , وأن تخصّص لها وقتًا تستمعُ إلى مشاعرك , تُسعد كيانك
أن تحبّ الزّهر والعطر والضوء والغيم , أن تجعل من الأشيَاء البسيطَة إلهامًا لكْ ..
جرّب أن تكُون وحيدًا دونَ أن تشعرَ بالوحدَة , أن تقف أمام المرآة وتخبرهَا بمَا تشعر بصوتٍ مسموع
حدّثهَا عن مشاعرك تجاه شخصٍ آخر , عن يومكَ كيفَ قضيته , أن تبوحَ بالمشكلة التِي تواجهها ثمّ تقترحُ عليها الحلول
أن تقنعهَا بأمرٍ مّا , فأنتَ الشخصُ الوحيد الذِي يستطيعُ التأثير على نفسك بشكلٍ مرضِي , دونَ ضغوطٍ منَ الآخر , دونَ اختبَاء نوايا . .
جرّب أن تخرج منك , وتتخيّلك شخصًا آخر , شخصًا صديقًا لن يوشِي بما تقول , لَن يفهمك بطريقة خاطئة
كلٌّ منّا سيجد بداخله الشخصَ الذِي يبحث عنه , نحتاجُ فقط لأن نحبّنا ونتقبّلنا كما نحن
أن نرتقِي بنَا لأجلنا أولًا , أن نفكّر بما سنشعر به قبل أن نفكر بما سيشعرُ به الآخرون , نحتاجُ لقليلٍ منَ الأنانية فقط مع ذواتنَا
وكثيرًا من العطَاء مع الآخر . .
فالآخر هوَ جزءٌ منَ النّص ونحنُ النّص بأكمله , الآخر كيانٌ كنحنُ
الآخر سيحبنَا إن نحنُ أحببنا ذواتنَا , سيتقبّلنا إن نحنُ تقبّلنا ذواتنا , سيحترمنَا إن نحنُ احترمنَا ذواتنا . .
مُفردَة الآخر ليست كمَا يعتقد البَعض !
الآخر يتكوّن بتكوّن إنطباعنَا عن أنفسنَا ,
بالرّسالة اللامرئية واللامحسوسَة التِي نطلقهَا نحنُ دونَ أن يشعر الآخر فيقوم بالتجَاوب معهَا . .
في كلّ شخصٍ منا اربعةُ مناطق كمَا يُطلق عليها ” نافذة جوهاري” ,
حاول أن ترى نفسك من خلال هذه المناطق , اكتشف نفسك وكَن بقمّة فضولك
لَن يُسعدك شخصٌ آخر إن لم تتقنْ أنتَ لغة سعادتك , فالسعادةُ تنتقلُ بالعدوَى
سيشعر الآخرون بالسعادَة معك , ستحلّق روحكَ في المكَان الذِي تجلسُ فيه وستصعد معكَ الأرواح تتوق إلى عناقكْ . .
جرّب أن تفرح بالوقت الذِي تخلو بهِ مع نفسكْ , حتّى وإن لَم تقمْ بشيءٍ مسلٍّ
يكفيكَ بأن تتوقُ لمجالستكْ والإستماع إلى أفكارك , ومحاورةِ قلبك , وتذكّر الأشياء الجمِيلة التِي تمرّ في خيالك . .
ابتعد قليلًا عن نفسكْ , وعُد إليها بشوق , افعلِ الأمور الرّوحانية التِي تزيدُ مِن سعادتك وراحتك
رتّل القرآن بصوتٍ مسموع , صلّ بانسجَامٍ تام , أطلِ السجود
كلّما أردتَ أمرًا ادعُ بهِ , مهمَا كان صغيرًا اطلبه من الله , ستسعدُ أكثر . .
لاتتذمّر من كثيرة المشَاكل وتعاقبها عليك , كُن على يقينْ بأن لكلّ مشكلةٍ حلّ
وهذا ماسيحدث إن انتَ فكّرت مليًّا في المشكلة التِي تقع بهَا , وتؤمنُ بأن الفرج قريبْ
وبأنها وإن طَالت فسيكشفُ الله عنِ الحلّ دونَ أن تشعر , فقطْ اجعل صلتك به دَائمَة , وستسرّ بعطَائه وخفيّ لطفه . .
ادعُ لأصداقئك المقرّبين لكلّ من لهُ ذكرى حسنة معك , فالدعاء سيردّ لكَ , ودعوَة في ظهر الغيبِ مُجابة
تذكّر الأشخاص المرحِين , واذكر مواقفهم تذكّرك معهم , وكمَا تشتَاق إليهم اجعل لنفسكَ نصيبٌ من هذا الإشتياق . .
جرّب التغييرَ دائمًا , فلذّةُ التغيير لاتضاهيهَا لذة , غيّر مِن مكان جلوسك الدّائم
منَ الألوان التِي اعتدت على ارتدائها , غير مِن أثاث منزلكْ
غير مِن رائحة عطرك , غيّر أكلك ومِن شربك
اجعل لكَ نظامًا مُختلفًا كلّما أحسست بأنك بدأت تشعرُ بأن حياتك تسير على روتينًا واحد
اكتب في مذكّرتكَ , ثمّ اتركها لوقتٍ بعيد , ستقوم بقراءتها بعدَ فترة وأنتَ تشعرُ بأنك شخصٌ آخر . .
تكلّم إلى الأشخاص الذِي يجيدون سماعكْ والإصغاء إلى مشاعرك , حدّثهم وشاركهم الأشياء البسيطة التِي تقوم بهَا
فتواصلكَ مع الآخرين ولاسيمَا المحبّبين إليك يجعلكَ أكثرُ نشوَة واحتفاظًا بما فيكَ من طمأنينة . .
مُجالسة كبار السن تُضفِي نكهةً جمِيلة , والإستماع إلى ذكرياتهم يأخذك إلى عالمٍ آخر
عالمٍ نرَاه فقط خلف الشاشات , استمع إلى حكاياهُم , دعهم يحدّثونك عن الأشياء الجمِيلة
دعهم يضحكونَ معك , فالكبارُ في السن لايضحكون إلا مع من يشعرُهم بأهميّة مايقولون
يسعدُون لمَن يخرجُ من زحامِ عصرنا إلى هدوءِ عصرهم وبساطةِ حياتهم
يشعرونَ بسعادَة كسعَادة الأطفَال وقتَ الحدِيث عنْ ألعابهم وأحلامهم . .
اجعَل لكَ حُلمًا تتمنّى تحقيقه , فجمَالُ الحياة هو في الأحلام التِي نعيشُ لأجلها ونشتاق إلى وقت تحققها
اجعَل لكَ حلمًا عندمَا تُسأل عنه تبرقُ عيناك بأملِ الوصول إليه , فعندمَا يكونُ لكَ حلمًا ستشعر بأن شيئًا ثمينًا ينتظركَ
وأنّك كلّما أغمضت عيناك ستصحو على أملِ تحقّقه يومًا مّا , ناهيكَ عن السعادَة التِي ستجتاحُ كيانك عندمًا تلمسُ حلمكَ على أرض الواقع . .
انظر إلى عينيّ طفل , وراقبْ تصرّفاته , فالأطفال هُم الوحيدون الذين يتصرفون على سجيّتهم
وتعلّم كيف تكونُ شفافًا مثلهم , كيفَ تبوح بمشاعركَ بسهولةٍ بعيدًا عنِ تعقيدِ الغموض وسُلطةِ الكتمَان
راقبهم وهُم يطلبون من والديهم حلوَى أو لعبة , وهُم يدركونَ تمَامًا بأنهم سيحصلون علَى مايحبّون فقط من الأشخاص الذِين يحبونهم
راقبهم عندمَا يضحكون وبالبريقِ الذِي يلمعُ فِي انظارهم , فأبسط الأشياء قد تُسعدهم وإن كانت ضحكة أو صوتٌ صادر بشكلٍ فكَاهيّ
وكُن مثلهم اضحك لوشوشةِ العصافِير , ولميلان الغصنِ , ولدنوّ الأوراق منك . .
ببسَاطة اسعدُوا لتُسعدوا , وأوّل من يجدرُ بكم إسعاده هوَ أنتم , أسعدوا أنفسكم بشتّى السّبل
وكلٌّ لابدّ أن يجدَ الطرِيقة التِي يَسعدُ بها ويهنأ . .
--