أيقظ منتخب كوت ديفوار نظيره التونسي من الحلم الجميل الذي عاشه بعد فوزه على الجزائر، وتغلب عليه بثلاثة أهداف نظيفة في الجولة الثانية من الدور الأول لبطولة كأس الأمم الأفريقية المقامة حاليا بجنوب أفريقيا.
أحرز أهداف المباراة جيرفينهو في الدقيقة 21، ويايا توريه في الدقيقة 87، وكونان في الدقيقة 90.
واقترب المنتخب الإيفواري الدور التالي بشدة، وسيكون أول المتأهلين رسميا إلى دور الثمانية في حال انتهاء مباراة الجزائر وتوجو بالتعادل وذلك بعدما حقق الفوز الثاني له وتصدر المجموعة الرابعة برصيد 6 نقاط، يليه المنتخب التونسي برصيد 3 نقاط، في انتظار نتيجة مباراة الجزائر وتوجو في وقت لاحق مساء اليوم.
وكان المنتخب التونسي قد اقتنص فوزا عسيرا من شقيقه الجزائري الذي قدم أداء جيدا لكنه لم يستغل الفرص التي سنحت له.
قدم المنتخب التونسي أداء هزيلا في الشوط الأول كما حدث في مباراة الجزائر، بينما كلفته الانتفاضة الهجومية في الربع ساعة الأخير استقبال شباكه لهدفين آخرين بعدما أخفق في تأمين دفاعاته.
اعتمد المدرب سامي الطرابلسي على طريقة 4-3-3 التي تتحول في بعض الأحيان إلى 4-3-2-1، ودفع بفخر الدين بن يوسف في مركز المهاجم الصريح مدعوما بالثنائي صابر بن خليفة، ويوسف المساكني، وأسند مهمة وسط الملعب للثلاثي شادي الهمامي، ومجدي تراوي، وخالد المويلهي، أمام الرباعي بوسعيدي والعيفة عبد النور وشمام، بينما حمى معز بن شريفية عرين النسور كالعادة.
وفاجأ صبري لاموشي المدير الفني "للأفيال" منافسه، ووضع قائد الفريق وهدافه التاريخي ديدييه دروجبا على مقاعد البدلاء، ودفع بلاعب الوسط يايا توريه في مكانه في تغيير تكتيكي ليجوار لاسنا تراوري معتمدا على طريقة 4-4-2، ودفع بجرفينهو في الجناح الأيسر، وسالمون كالو في الجناح الأيمن.
تكرر نفس السيناريو في مباراة المنتخب الجزائري، حيث تراجع المنتخب التونسي دون أي مبرر في بداية المباراة، وسمح للاعبي كوت ديفوار التقدم والسيطرة على منتصف الملعب.
اعتمد المنتخب الإيفواري على التوغل بشكل مكثف من الجبهة اليسرى مستغلا وجود الجناح المهاري السريع جيرفينهو والذي سبب العديد من المشاكل لخط الدفاع التونسي وخاصة بوسعيدي والعيفة.
شهدت الدقيقة 9 أول تهديد خطير على مرمى نسور قرطاج بعدما انطلق جيرفينهو ومرر إلى تراوري الذي سدد كرة مرت قريبة من مرمى الحارس بن شريفية.
ولم يصمد الدفاع التونسي أمام المد الإيفواري لأكثر من 21 دقيقة قبل أن تتلق شباكه الهدف الأول، حيث توغل جيرفينهو في الجبهة اليسرى وتبادل التمرير مع تراوري قبل أن يسدد بقوة في شباك الحارس بن شريفية.
لم يمنع الهدف منتخب ساحل العاج من مواصلة الهجوم، خاصة في ظل استمرار تراجع المنتخب التونسي الذي حاول الاعتماد على الهجمات المرتدة عن طريقة الكرات الطويلة البينية المرسلة إلى المساكني وبن يوسف.
وأهدر سالمون كالو هدفا محققا ثانيا للمنتخب الإيفواري بعدما انفرد وسط مضايقة من عبد النور وتباطأ في التسديد قبل أن يخرج بن شريفية ويلتقط الكرة من أمامه ويمنعه من التسديد. حاول سامي الطرابلسي إصلاح الخلل الهجومي في فريقه، وأشرك الخطير أسامة الدراجي في بداية الشوط الثاني بدلا من فخر الدين بن يوسف الذي لم يقدم الكثير بسبب أيضا عدم الحصول على المساندة الكافية من زملائه.
تحسن أداء المنتخب التونسي نسبيا في الشوط الثاني مع نزول الدراجي، وتحول صابر بن خليفة إلى مركز المهاجم الصريح، وبدأ الثنائي المساكني والدراجي في صنع العديد من الهجمات للقادمين من الخلف، لكن استمرت مشكلة اللمسة الأخيرة والتسديدات غير الدقيقة أمام المرمى.
تغير تكتيك المنتخب الايفواري مع الانتفاضة التونسية، ولجأ إلى استثمار الفراغات التي خلفها لاعبو الوسط إثر تقدمهم لمساندة زملائهم، وشكلت الهجمات الإيفوارية المرتدة خطورة بالغة على دفاع نسور قرطاج.
وبالفعل حدث ما خطط له المدرب صبري لاموشي وعزز منتخب "الأفيال" تقدمه بهدف ثان رائع بعدما تسلم يايا توريه الكرة وسيطر عليها بمهارة قبل أن يسدد بقسوة على يسار الحارس معز بن شريفية ليكون الهدف الثاني بمثابة رصاصة الرحمة قبل 3 دقائق من نهاية الوقت الأصلي للمباراة.
سادت حالة من الإحباط واليأس بين صفوف لاعبي المنتخب التونسي، وفقدوا الأمل في تحقيق التعادل مع قرب المباراة من نهايتها، وهو ما جعلهم عرضة لقبول الهدف الثالث والذي تسبب فيه جيرفينهو أيضا بعدما راوغ احد مدافعي المنتخب العربي ومرر إلى البديل كونان الذي سدد بهدوء ودقة على يسار بن شريفية لتتقدم كوت ديفوار 3-0 بحلول الدقيقة 90.
حاول المنتخب التونسي إحراز هدف لحفظ ماء الوجه، وسدد المساكني والدراجي في الوقت بدل الضائع غير أن حارس ساحل العاج حافظ على نظافة شباكه لتنتهي المباراة 3-0.