سيرين
في إحدى ضواحي القرى الشرقية في مدينة تركيا في أعلى التلة تعيش عائلة حسان أوغلو المكونة من أربعة أولاد و الأبنه الكبري سيرين تلك الفتاة التي يضرب بها المثل في الجمال و الأخلاق و المعاملة و حب مساعدة الغير فقد كانت خير معين لوالدتها في تربية إخوتها الأصغر منها رغم صغر سنها و ساندت والدتها في كل أمور الحياة فوالدتها تعتمد عليها في كل ما يخص شؤون المنزل و لكن ذلك لم يثنيها عن دراستها فكانت فتاة مجدة و مجتهدة في كل المراحل الدراسية فقد تفوقت علي أقرانها في جميع المراحل، و أنهت دراستها الجامعية و كان طموحها أن تصبح معلمة لأجيال المستقبل ، و لكن بسبب ظروف البلد و الأزمة التي تمر بها البلاد لم تكن هناك وظائف، و جلست في البيت في إنتظار الوظيفة و كانت دائمة قبل تخرجها من الجامعة كيف ستكون حياتها المستقبلية، ففكرة أن تصبح أم لم تفارق تفكيرها في تلك الفترة فأخذت تفكر في موضوع الخاطبات، التي يسعون للتزويج و قررت إستشارة والدها في ذلك الأمر. و قال لها بأنه سوف يستشير أخاها الذي يصغرها بسنتين و هنا قال كيف نستعين بخاطبة ؟ كيف سيكون موقفنا امام الناس؟ و ماذا سوف يقول عمي عنا؟ مع أن سيرين وضحت الأمر لهم بأنه سوف يتم في سرية تامه الأ أن الأب قد رفض الفكرة بسبب رأي أخوها و قد هددها والدها أن أقدمت علي الأستعانة بالخاطبة، و هنا تبددت أحلام سيرين أمامها فكل الجهد المبذول لجمع أسماء و أرقام الخاطبات قد ذهب هباء. فأخذت سيرين تمشي و حلمها يمشي بإتجاة معاكس لها و دخلت الى غرفتها و طرحت الأوراق في إحدى الأدراج الحديدية و أغلقت الدرج و مع مرور الأيام نسيت الأمر. و بعد مرور أربع سنوات أراد اخاها الذي رفض الخاطبات أن يستعين بالخاطبات فقد أمرها والدها بأن تعطيهم الأوراق التي بها عناوين الخاطبات فقدمتها سيرين لهم و هنا أخذت الأم بالأتصال علي الخاطبات، و ردت إحدي الخاطبات و أسمها أم سليم علي والدة سيرين و قالت أريد فتاة لأبني بيضاء و ان تكون من عائلة معروفة و هنا أخذت الخاطبة تبحث عن فتاة و خلال أيام وجدت الفتاة ، و ذهبت سيرين و والدتها لرؤية القتاة و لكن الفتاة كانت سمينه و بيضاء، و لكن سيرين لم تعجبها الفتاة فهناك إحساس يقول لها بأنها فتاة لا تصلح للزواج و لكن رغم ذلك تركت الأمر لأخيها حتي يري الفتاة بنفسه و عندما رأها وافق عليها، و هنا بدأت مراسم الأعداد للزواج و رغم حزن سيرين الأ أنها لم تظهر هذا الحزن لأحد، فقد كانت تفكر كيف يعقل ؟ أن من منعها عن الأستعانه بالخاطبة هو من قام بالأستعانه بها ولكن ذلك لم يثنيها عن متابعة الحياة فأخذت تقوم بالمساعدة في الأستعداد لهذا الحفل، و هاهو اليوم المشهود قد جاء بالرغم من أن عائلة الفتاة قد طلبت القاعة الفلانية، و ان تكون قائمة الطعام هكذا، الأ أن الزواج قد مر بسلام و لكن سيرين قد تعجبت مما حدث في العرس، فهي البنت الوحيدة في العائلة و عندما أرادت أن تهنيء العروس في القاعة إذا بأم العروس تخرجها من غرفة العروس، و لكن سيرين أخذت ذاك الموقف بصدر رحب، و بعد الأنتهاء من زف العروس، و أثناء توجه المعازيم للعشاء تفاجاءت سيرين للمرة الثانية برؤية اهل العروس و هم يتسابقون علي سرقة الطعام . نعم لقد سرقوا كل الطعام أثناء دخول المعازيم ،و لم يتركوا شيء ،و بما أن سيرين الفتاة الوحيد في العائلة، لم تستطع فعل شيء و تركتهم يفعلون ما يريدون و أخذت القليل من الطعام و خرجت من القاعة، بالرغم من أن عمات العروس ينظرون إليها و كأنها من الفضاء الخارجي، و لكن سيرين لم تعرهم أي إنتباه و بعد العشاء توجة الكل الى بيته ،و هنا ذهب الزوجان لقضاء شهر العسل في إحدى الدول الآسيوية، و بعد ذلك إنقلبت حياة بيت حسان أوغلوا رأسا علي عقب فقد أرادت زوجة أبنهم أن تسكن لديهم، بالرغم من أن بيت أهلها يبعد عن بيت أهل زوجها مسافة نصف ساعة ،و هنا قالت الأم بأنها لا تريد ،أن تسكن معهم أو تبيت معم في البيت، و لكن الأب قرر أن يستقبلها ،و أعطوها غرفة في المنزل دون أن يعلموا سبب إصرارها علي المبيت لديهم، و مع مرور الأيام أصبحت زوجة الأخ تقوم بعمل مضايقات لسيرين ، بأن تقوم بإغاضة سيرين بواسطة تحريك خاتمها بأنها تزوجت في سن صغيرة، و لكن سيرين بعقلها الكبير لم ترد عليها كما أنها كانت تشتكي لزوجها من أن سيرين لا تجلس معها، و هي في الواقع كلما أتت سيرين للجلوس معها أخذت تشغل نفسها بجهاز الموبايل، و قد تقاضت سيرين عن هذة المشكلة إيضا ، حتي جاء يوم الذي أتهمت فيه سيرين بأنها تزعج زوجة أخيها يالتليفون، و قد صدق أخو سيرين زوجتة حتي أنه أحضر الرقم و قام يتسجيل صوت الفتاة التي تزعج زوجته ،و كانت سيرين هي المتهم الأول في هذة القضية و لكن الأم و الأب في هذة الحالة لم يصدقوا ابنهم، فسيرين لا تملك أي هاتف و توالت الأحداث و وصل بها الأمر بان قامت برمي مجوهراتها في كل مكان في البيت حتي تتهم سيرين بالسرقة، و لكن الأم كانت تقوم بأعطاء المجوهرات لأبنها ليعطيها لزوجته ،و قد وصل الحد بأن قامت زوجة الأبن بوضع قصاصات ورقية في غرفتها التي في بيت زوجها حتي تتهم الأم بأنها تفتش في اغراضها. و عندما علم الأب بذلك أمر بأن تترك الأم الغرفة كما هي دون تنظيف و تمضي الأيام و عائلة سيرين تنتقل من مشكلة لمشكلة بسبب زوجة أخيها حتي جاء اليوم الذي سقط فية القناع، و ظهرت حقيقة زوجة الأبن التي لم يتوقعها أحد وبعد ان وقع خلاف بينها و بين زوجها أراد الأب ان يصلح بين الزوجين فذهب الأب مع أبنه لبيت أهل الزوجة، و تكلم الأب مع والدها فإذا بالزوجة تدخل بلا كلام ولا سلام و تنهال بالشتائم و الكلام الغير لائق علي والد زوجها ،وهنا أتخذ الأب موقفه بأن منعها من دخول بيته. ولكن بعد مدة تدخل الأبن و قال بأنها سوف تقوم بالأعتذار عما حصل و أعتذرت و تم قبول عذرها. و لكن بعد فترة و جيزة عادت لعمل المقالب من جديد و هنا تدخل الأب مرة أخرى، و طردها بلا رجعه رغم توسل الأبن لهم و لكن بعد ما فعلته بهم و وبسبب نواياهها الغير حسنه لم تعد الي البيت و لكن زوجة الأبن لم يهدأ لها بال فأرادت هذة المرة أن تصبح زوجة طيبة و ان تفعل الخير عن طريق إرسال بعض الخطاب لسيرين من الكبار في السن بحجة أن سيرين أصبحت كبيرة و لكن الأب رفض ذلك ،و نهى الأبن وزوجته عن التدخل في حياة سيرين و قال الأب أهذا هو جزاء أختك التي عاملت زوجتك أحسن معاملة أن تقوم بطاعة زوجتك في كل كلمة تقولها، و هنا أوقف الأب هذة المهزلة عند حدها . و أصبحت حياة سيرين أكثر هدوءا من قبل و بسبب صبر سيرين رزقت بزوج كل فتاة تحلم بة، و أقام لها زوجها حفلة زواج لم تشهدها تركيا من قبل،و رزقت سيرين بأولاد و بنات و عاشت حياة سعيدة وقد حفرت أحداث قصة سيرين علي كل جدار في تلك القرية .