الســؤال
ما معنى الروح الرياضية؟ وما معنى الحياة الجماعية؟
الجـــواب
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فهذا المصطلح ( الروح الرياضية) هو مصطلح عصري، ومعناه عند أهل الرياضة، أن يكون اللاعب متحلياً بالأخلاق الرياضية، والتي منها مثلاً عدم الغضب وعدم صدور أخلاق تنافي الأدب عندهم، ومن ذلك أيضاً تقبل النتيجة الحاصلة بنفس رياضية، فيقولون مثلاً تقبل فلان النتيجة بروح رياضية ( أي بنفس متأدبة بأخلاق أهل الرياضة التي يتأدبون بها).
ثم توسع الناس في هذا المعنى والاصطلاح، فصاروا يستخدمونها في غير مجال الرياضة، فمثلاً عندما تكون في وظيفتك ويعاتبك أحد زملائك، فإنه ربما يقول لك إن عليك أن تتقبل هذا الكلام بروح رياضية، يعني بنفس تقبل الاعتراف بالخطأ، فهذا نوع من التوسع في الكلام المتداول بين عامة الناس.
غير أننا نود لفت نظرك الكريم إلى أن هذا الدين العظيم، لم يترك جانباً من جوانب حياة الإنسان إلا ونظمه ورتبه، حتى الآداب والأخلاق رتبها هذا الدين العظيم الجليل، وبين الآداب العالية، والأخلاق السيئة، بل إن هذا الدين هو دين الأخلاق الفاضلة، فإن الله تعالى لا يأمر إلا بالإحسان، ولا ينهى إلا عن الشر والإساءة والعدوان، كما قال تعالى: {إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون}.
وثبت في مسند البزار عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق).
فالواجب هو استمداد هذه الأخلاق وهذه الآداب من شريعة الله تعالى، فما استحسنه الله ورسوله هو الخلق الحسن، وما ذمه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم هو الخلق السيء، وهذا أمر يحتاج لإيضاح وبسط ليس هذا محله.
وأما عن معنى الجماعية، فهي أن يتعاون الناس بين بعضهم البعض بحيث يكمل منهم الآخر، والإسلام هو دين الحياة الجماعية، فإن الله تعالى جعل الجماعة رحمة وجعل الفرقة والشتات عذاباً، كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( الجماعة رحمة والفرقة عذاب ) أخرجه الإمام أحمد في المسند بإسناد حسن.
وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (وأنا آمركم بخمس الله أمرني بهن السمع والطاعة والجهاد والهجرة والجماعة فإن من فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه).
وأصل هذا في كتاب الله تعالى من قوله: { وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان} وقوله تعالى: { والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض}.
وثبت في صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: { المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعض وشبك بين أصابعه ) والآيات والأحاديث في هذا كثيرة جداً تفوق الحصر، وقد أشرنا إلى بعض منها.
ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والهدى والسداد.