بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللحظة الأخيرة قبل الوادع
ها أنا على فراش الموت أترقب لحظاتي الأخيرة
لم أستطع أن أفسر معناها ...
هل هي حزنٌ على مفارقة الحياة ؟
أم هي ندمٌ على الأخطاء والذنوب التي تثقل نفسي ؟
أم هي ندمٌ على الوقت الذي ضيعته ولم أستغله بالعمل الصالح ؟
أمكث في الفراش رغم الحشود الذي تزورني بشكل دوري
إلا أنني أشعر أني وحيدة ... وحيدة
بين الساعة والدقيقة يأتي صديق ويذهب أخر
أسمع منهم كلمات المواساة التي ....
لا تواسيني
وأصوات دعائهم لي بالصحة والعافية ....
التي لا تعزيني
يزورني الأقارب ... ويتناوب الأهل في السهر من أجل راحتي ...
الغير منشودة ... والغيرموجودة
أنظر إليهم بحزنٍ ... ليتني أستطيع أن أقول لهم
ارحلوا عني واقضوا عمركم بالعبادة والتوبة..فهو أفضل لكم
عندما يأتي المساء أتظاهر بالنوم حتى أختلي بنفسي
أفكر وأفكر ... وأتمنى لو تهرب الأفكار مني
لكن على هذا الفراش ... لا أستطيع ان أفعل شيء سوى ...
النظر... والتفكير ... والندم .... والتمني
أتمنى لو لم أجرح ذاك الشخص
وأتمنى وأتمنى ...لو....لوووووووووووو
لكن أنا الآن على فراش الموت
فلو أطلب العفو من ربي هل يغفر لي ربي ؟..ما أقبحني من إنسانة
الآن إنسانة ضعيفة منهكة القوى عاجزة مذلولة أطلب المغفرة ؟
أين كنت في قوتي أين كنتُ في صحوتي ؟
كنتُ ألهو هنا وهناك وأذكر أي شيء إلا ربي وقضاء ربي
الآن أذكر الله وأطلب منه السماح والمغفرة
ما أقبحك يا نفسي
لو أستطيع جلد ذاتي الآن وأعاقبها على كل الأخطاء والذنوب
وأصحح من نفسي وأكون إنسانة جيدة الخلق وحسن السيرة والتعامل
وأرضي ربي
آآه لو يرجع العمر سنيناً إلى الوراء حتى أعلن توبتي وأعمل لصفاء روحي
فعسى أن تستقبلني ملائكة ربي..إستقبال المؤمنين الأتقياء
يااااانفسي
كيف ستواجهين "الموت" نعم"الموت"،
تلك الكلمة التي طالما هربتى منها
و أشغلتى فكركِ عن تدبرها، وألهيت نفسكِ عند تذكرها،
فقد آن الأوان أن تتأمليها!..هااااأنتى في ساعة السكرة
ماذا تتمنين؟!
ساعة عشر دقائق.لماذا؟
كي تتداركي عمرك!! كي تتوبي!! أم تردي المظالم أم توصي!!
قال تعالى:
[حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ .. (100)]المؤمنون.
كلها دقائق وتغادري الحياة والمال والأهل والجاه.أين ستهربين؟؟
أين تذهبين؟؟
أين كنت يا نفس طوال هذا العمر !؟
لما وضعت نفسك في هذا المأزق الخطير؟!
انتهى كل شيء انتهى العمل انتهى مقامك في الدنيا سترحلين إلى دار الجزاء
لم أستطع أن أفكر أكثر من ذلك
فجأة إنطفأ نور عيني وتوقفت دقات قلبي
وإذا بملاك الموت يطبق على روحي
أطفئت شمعات عمري.. وانتهى يومي وشهري
قد رحلت بلا اياب.. نحو اكفاني وقبري
وبكت امي عليا.. ونعانى صوت دهرى
تحت ترب الأرض بت..اشتكي من ثقل وزري
اه من دنيايا لما البستنى ثوب غدرى
اه من دنيايا لما اشربتني كأس غدري
عشت فيها فى سرور دون هم دون كدر
اكتم الأثام جهراآاملا فى طول عمرى
فجأة ألفيت نفسي والأخيرة وسط صدرى
زفرة تعني رحيلي زفرة في القلب تجري
والأخيرة كبلتنى ذكرتنى كل امرى
والأخيرة ذكرتني خير أعمالي وشري
ليتني مِتُ مطيعا ليتني نورت قبري ليتني مثل رسولي مِتُ فى عز وفخر
وهنا إستيقظت..وهي تقول لي
ماذا بكِ لماذا تصرخين وأنتى نائمة ؟
صحوت من نومي وكأني..
صحوت من الموت نطقت من فوري بالشهادتين
حينها
حضر عقلي الشارد وفقت من سكرتي .
يا أسفى على عمري الضائع، يا حسرتي على أيام اللهو والطرب،
يا ندامتي على تفريطي في فروضي وواجباتي..
كم كنت غافلة.. ضائعة..لاهية مفرطة..أتقلب من معصية لأخرى
ومن تفريط لتفريط. قد أغواني الشيطان وأغرتني الدنيا بشهواتها
وملذاتها..وخانتني نفسي الأمارة بالسوء.
كم سهرت الليالي .. وتابعت الأيام..في عصيان الملك العظيم المنان..
ولكن لم يمنعني ولم يحرمني من نعمه طرفة عين!! بل لازال يغدق ويفيض عليّ بالنعم.
ويسترني ويحفظني من النقم.
ماذا قدمت لنفسي؟!
هل لدي أعمالاً تنقذني من عذاب الله ؟!
هل أعمالي تؤهلني للوقوف بين يدي الملك الجبار للعرض والحساب؟!
هل لدي إيمان ينجيني ويقيني فتنه الموت وعذاب القبر؟!
ألم يقل الله تعالى في كتابه العزيز: [وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى (42)]النجم.
فمهما عشت فلابد لي من نهاية
لأسأل عن كل دقيقة وثانية،وعن كل صغيرة وكبيرة،
عملتها في هذه الحياة الدنيئة، فهل أعددت للسؤال جوابا؟
قال تعالى
[إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا (36)] الإسراء.
ماذا أقول لربي إذا ما قال لي يوماً أما استحييت تعصيني!!
وتخفي الذنب عن خلقي وبالعصيان تأتيني !! فما قولي له لما يعاتبني ويقصيني!!
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
[لا تزول قدم ابن آدم يوم القيامة من عند ربه حتى يسأل عن خمس:
عن عمره فيم أفناه ؟ وعن شبابه فيمأبلاه؟
وعن ماله من أين اكتسبه؟ وفيم أنفقه؟ وما ذا عمل فيم علم]
(صحيح الجامع2/ 7299.)
كفى يا نفس أملا، كفاك توهما
استرجعي وأحضري عقلك وفكرك واقرئي قول الله تعالى:
[وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى (39) وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى (40) ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى (41)]النجم.
فيا ترى! ماذا سوف ترين من أعمالك؟
هل الصيام والصلاة والصدقة.. أم التفريط والضياع والغفلة...
قال تعالى: [يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ (6)]الانشقاق.
فعلى حسب جهدك ومشقتك ..ستلاقي أجرك،
وعلى حسب غفلتك ولهوك ستلاقي وزرك.
ولن يظلم ربك أحد..
قال تعالى: [إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ ... (40)]النساء.
إنما سيوفيك ويعطيك أجرك كاملا.
ولكني لست أخاف ظلما منك يا رب،
فأنت الحكم العدل الرحيم..
إني أطلب منك سبحانك أن تعاملني برحمتك وعفوك.
أرجوك يارب.. فإن سيئاتي تؤهلني للوقوع في قعر الجحيم.
[رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا (65) إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا (66)]الفرقان.
فعفوك ورحمتك أوسع لي ومهما بلغت ذنوبي فعفوك أعلى وأعظم.
تنبه قبل الموت إن كنت تعقل**فعما قريب للمقابر تحمل
وتمسي رهينًا في القبور وتنثني **لدي جدث تحت الثرى تتجندل
فريدًا وحيدًا في التراب، وإنما**قرين الفتى في القبر ما كان يعمل
اخواتي في الله! تذكروا تلك اللحظة..
اللحظة الأخيرة التي تنتقلون بها من هذه الدنيا.
أختي في الله!
هل استعددت لهذااليوم العظيم؟! هل كتبتى الوصية؟!
عند رأسك كما أوصى بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم؟!
أم هو التسويف والتفريط والإضاعة
حتى إذا جاء الموت أحدهم يقول كما قال الرب جل وعلا:
حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ
[المؤمنون:99-100]
الله أكبر! لا إله إلا الله!
حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ
[المؤمنون:99-100]
كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ
فلا يُجاب إلى هذا المطلب؛ لأن العمر محدود، والأنفاس معدودة.
توبى إلى الله عز وجل ما دمتى في زمن الإمكان
اغتنمى أوقات الفضائل قبل فواتها
وتأهبى لما أمامك، وما أنتى قادمٌة عليه لا محالة ألا وهو الموت،
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث
لا إله إلا الله!
ينقطع العمل بالموت، تُطْوَى صحائفُه بالموت الذي كان يسطر فيها أعماله
في الدنيا، إذا نزل به الموت طويت صحائفه على ما فيها.
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم:
إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث:
صدقة جارية، أو علمٍ ينتفع به، أو ولدٍ صالحٍ يدعو له
أما الصلاة فقد انتهى وقتها بالموت..الصيام انتهى وقته بالموت..
الحج انتهى وقته بالموت..
إلى غير ذلك من الأعمال التي كان يقدر عليها يوم أن كان حياً معافىً
أما إذا مات فإنه ينقطع عمله
كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ [آل عمران:185].
قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلا تُظْلَمُونَ فَتِيلاً * أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ [النساء:77-78]
لا بد من الموت! لا إله إلا الله!
أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ [النساء:78]
الموت الذي كتبه الله على جميع مخلوقاته:
كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْأِكْرَامِ [الرحمن:26-27].
أخـواتى الحبيبات
فى كل يوم لنا ميت نشيعه ..وها هى قصص الموت تقرؤنها كل يوم
وتسمعونها كل يوم فلاناً مات فلانة ماتت
استعدوا للموت، فإنه تبدُّلٌ من حال إلى حال، وانتقالٌ من دار إلى دار.
فالموت هو المصيبة العظمى، والرزية الكبرى،
وأعظم منه الغفلة عنه
والإعراض عن ذكره، وقلة التفَكُّر فيه، وترك العمل.
إنه الموت، إنه الموت يأتي على غِرَّة وبدون إنذار،
أما أخذ الآباء والأجداد؟!
أما أخذ الشباب والأولاد؟!
أما ملأ القبور واللحود؟! أما أرمل النساء، وأيتم الأطفال؟!
إلى متى هذه الغفلة وقد علمتم المصير؟! قال ربنا جل جلاله:
وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ [ق:19].
اعلموا علم اليقين أنه لا بد من السفر من هذه الدار،
ومن شك في ذلك فليتذكر من سبقه من الأولين والآخرين.
قفى على قبر فلان بن فلان الذي كان يأكل معك ويشرب،
ويبيع ويشتري ويعمل، أين هو الآن؟
صُفَّت عليه اللبنات، وحُثِي عليه التراب، وتُرِك في قبره وحيداً فريداًَ
كأنني بين تلك الأهل منطرحاً على الفراش وأيديهم تقلبني
وقد أتوا بطبيبٍ كي يعالجني ولم أرَ الطب هذا اليوم ينفعني
وغمضوني وراح الكل وانصرفوا بعد الإياس وجدُّوا في شرا الكفني
وقام من كان أولى الناس في عجلٍ إلى المغسِّل يأتيني يغسلني
لا إله إلا الله!
إنها الحالة التي سوف تمر بنا جميعاً
فتذكرى إذا وُضِعْتى على المغسَّل،
وشُقَّ الثوب ليغسلوك، ويجردوك من ملابس الدنيا التي كنت تتعبى فيها.
وقدموني إلى المحراب وانصرفوا خلف الإمام فصلى ثم ودعني
صلوا عليّ صلاة لا ركوع لها ولا سجود لعل الله يرحمني
ثم بعد ذلك أين المستقر؟! إلى أن يقوم الناس لرب العالمين.
أين المثوى؟! لا إله إلا الله! أين النُّقْلة؟
!إلى عالم القبور، إلى بيت الوحدة، إلى بيت الغربة،
إلى بيت الوحشة، إلى بيت الدود، إلاَّ من وسعه الله عليه،
من ينزل معه؟! من يسكن معه في ذلك القبر الضيق
يتبعه في قبره عمله كما أخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم:
يتبع الميت ثلاثة؛ يرجع اثنان ويبقى واحد، يرجع الأهل والمال، ويبقى العمل
في ظلمة القبر لا أمٌ هناك ولا أبٌ شفيقٌ ولا أخ يؤنسني
إخواني .. أخواتي ..
كلنا سنموت .. و الله كلنا سنموت ..
و الله كلنا سندخل القبر .. و الله كلنا سنُسئل .. و الله كلنا سنُحاسب ..
ستسئلى أختي لماذا كنت تشاهدى الافلام ؟..
لماذا كنت تنظر إلى الحرام ؟
.. لماذا لم تتخيرى ميتةً كريمة؟.. لماذا سرقتكِ الدنيا و إلهتك عن القرب من سيدك و مولاك؟..
ألستَى تعشقين الجنة ؟..
ألستَى تحبين الفوز بالرضوان ؟..
ألستِى تريدين صحبة أمهات المؤمنين ؟..
إذا لماذا نموت علي غير الخير ؟.. دعونا نعاهد الله الآن ..
دعونا نعاهد الله الآن
ان نعيش ساعاتنا القادمة علي ما يُرضي الملك سبحانه و تعالى..
دعونا نعمل فيما تبقي من أعمالنا و نسعي كي نصل إلى الجنة
أنا عاشقٌ درب الجنان..انا عاشقٌ روض الحسان
انا عاشقٌ ذاك السجود يقودني نحو الامان..انا عاشقٌ محراب ذلٍ للإله بكل آن
في مُقلتي أملٌ يلوح يَلُفُّنِي بيدِ الحنان..يسمو بروحي للسماء إلى الملائك و الحسان
ما أجمل النفس التي ترنو إلى ذاك المكان .. تعلو علي الشهوات و الآثام في زمن الهوان
لا ليس يغريها البريق و ليس يخدعها الزمان
لا ليس تأثيرها الحياة بل الحياة هي الجنان
فغذائها في كلِ يومٍ دمعتان و ركعتان
و دوائها اياك نعبد من هدي السبع المثان