كشف لـ (قووول أون لاين) السيد بيير كيخيا رئيس مجموعة وورلد سبورت WSG المسوقة لحقوق النقل والرعاية لجميع بطولات الاتحاد الآسيوي لكرة القدم أن اتحاد إذاعات الدول العربية تأخر وسوًف في شراء حقوق النقل لمباريات المنتخبات والأندية في آسيا، وفي فترة لاحقة لم يستجيبوا مع تجاوب قناة الجزيرة الرياضية في بيع الحقوق، وحمًل القنوات الخليجية واتحاد إذاعات الدول العربية المسؤولية في تضييع فرصة الحصول على حقوق النقل.
وأوضح في نهاية الحديث وبعد حوار عن الأرقام والعوائد والصراع الفضائي أن كل قناة من الأربع قنوات الخليجية (الرياضية السعودية، ودبي، وأبوظبي، والكويت) حصتها (تسعة ملايين دولار) في السنة على مدار ثماني سنوات لو اشتروا بـ 300 مليون دولار لثماني سنوات.
وبدورنا في قووول أون لاين قسمنا المبلغ فوجدناه بالضبط تسعة ملايين وثلاثمائة وخمسة وسبعون ألف دولار (نحو 53 مليون ريال).
لن يربحوا الشكوى
وتحدث كيخيا باستفاضة في تصريح خاص لـ (قووول أون لاين) عن التساؤلات المتداولة في أعقاب تشدد قناة الجزيرة في (حصرية) النقل، ولا سيما بعد بيان هيئة الإذاعة التلفزيون السعودية، والتلويح برفع شكوى من خلال التعاقد مع محام مختص وبدعم من بعض القنوات الأخرى.
وفي هذا الصدد شدد كيخيا على أن العقود موثقة والأدلة تدين الآخرين ولن يطولوا شيئا في هذا الجانب.
وصادق على أغلب المعلومات التي أشرنا إليها من مصادرنا قبل 21 يوما ، ولا سيما في شأن المبالغ التي دفعت من قنوات يابانية وكورية وإيرانية، وقبل ذلك القيمة التي اشترت بها قنوات الجزيرة حقوق النقل لثماني سنوات.
عقد تسويقي بمليار دولار
وفي البداية وحول عقد شركته مع الاتحاد الآسيوي والذي يبلغ مليار دولار أمريكي حسب مصادرنا، أوضح أن العقد السابق حتى 2012 كان بمثابة (ملكية حقوق التسويق)، أما العقد الجديد لمجموعة وورلد سبورت اعتبارا من 2012 هو بمثابة (وكالة لتسويق حقوق النقل والدعاية) أي أنها شركة مسوقة، على أن تدفع 600 مليون دولار أمريكي للاتحاد الآسيوي على دفعات على مدى ثماني سنوات بغض النظر عن العوائد، وهناك اتفاقية بنسب معينة لمصلحة الطرفين متى كانت العوائد أكثر من مليار، وهذا أكده مسؤول في الاتحاد الآسيوي أيضا، وتوقعه كيخيا في حديثه هذا.
وحول تفاوت الأسعار بين الشرق والغرب وبعض الدول والعقد الخاص بقناة الجزيرة، أوضح كيخيا أن وورلد سبورت باعت لأربع قنوات من كوريا الجنوبية مقابل 21 مليون دولار لأربع سنوات. ولمجموعة قنوات في اليابان مقابل 148 مليون دولار لأربع سنوات، وللصين بـ 15 مليون دولار، مبينا في هذا الصدد أن شركته قصرت البيع لليابان وكوريا والصين على أربع سنوات تحسبا لتضخم الأسعار لاحقا. وأوضح أن القنوات في هذه الدول تتحد مع بعضها لدفع مبلغ موحد بمصطلح (اللوبي)، بحثا عن مصالحها، ولذا كان لابد من التعامل بما يكفل تسويق أفضل للشركة والاتحاد الآسيوي.
أما إيران التي قلنا له إنها اشترت بمبلغ زهيد من شركته دون أن نعرف البملغ، فأوضح أن البيع تم من قبل قناة الجزيرة وبسعر خاص بين الجهتين، بناء على ظروف خاصة تحكم الجهتين وهذا شأن الجزيرة مبينا أنه يؤيدها بسبب الظروف الخاصة بالشأن الإيراني.
اتحاد اذاعات الدول العربية غير جادين
وفيما يخص القنوات الخليجية واتحاد إذاعات الدول العربية (أسبو) وتطور القضية إلى عدم الاتفاق ومن ثم صدود مسؤولي قناة الجزيرة وعدم الرد بناء على بيانات وتصريحات من مسؤولين في قنوات خليجية، قال "أولا نحن ومنذ يناير 2011 حاولنا مع اتحاد إذاعات الدول العربية وتواصلنا من البداية بنفس المبلغ 300 مليون ريال لجميع الدول العربية في هذا الاتحاد في الشرق الأوسط، ولكنهم توقفوا عند 220 مليون، إلى أن أتت الجزيرة واشترت بالمبلغ الذي طلبناه 300 مليون دولار لثماني سنوات، وتم توقيع العقد (حصريا) في كل شيء في حينه عام 2011 ويبدأ 2013 ، ومع ذلك لم يتحركوا إلا في الوقت الضائع ودون جدية".
وأوضح أن العقد يشمل جميع البطولات في الأندية والمنتخبات بمختلف الفئات، مشددا على أنه مبلغ منطقي، منتقدا مسؤولي اتحاد إذاعات الدول العربية في عدم جديتهم، مقابل جدية قنوات الجزيرة.
وشدد على أن المسألة في النهاية تجارية وتسويق وصراع أسعار بين عرض وطلب.
جدية الجزيرة ومهنيتها وحصريتها عالميا
واستشهد بشراء الجزيرة لحقوق نقل كأس العالم في الشرق الأوسط وعدم وجود معارضات. ونوه كثيرا بجودة النقل واحترافية الجزيرة في عملها وتعاملها وحرصها على الأفضل دائما، وجديتها في عملها ومفاوضاتها.
وأوضح أن الجزيرة أيضا كانت حريصة على التعامل مع القنوات الخليجية لكن المشكلة في الآخرين بعدم جديتهم أو تسويفهم.
(حكي في حكي) واستقلالية سعودية
وفجر كيخيا أكثر من مفاجأة، الأولى أنه ومنذ عشرة أشهر كان هناك محاولات من طرفه مع مندوب من إذاعات اتحاد الدول العربية في دبي بمشاركة ممثلين لقنوات خليجية، واتفق معهم على أن يمنحوه – أي كيخيا – تفويضا لعمل ما في وسعه مع قناة الجزيرة لمصلحة القنوات العربية، لكن العشرة أشهر مرت دون أي تجاوب، وزاد (كله حكي في حكي...!).
وشدد هنا على أنه لابد من أن تكون الجدية شعارا للعمل والتعامل وهذا مالم يفعله مسؤولوا اتحاد إذاعات الدول العربية ولا التلفزيونات الخليجية.
وأضاف "نحن كشركة أبلغناهم أيضا أن الجزيرة لا تمانع في بيع الحقوق، ونحن يهمنا مصلحة اللعبة ومصلحة الاتحاد الآسيوي لكن للأسف الشديد لا جدية ولا تفاعل".
9 ملايين دولار سنويا فقط
وحول المبلغ المطلوب قال كيخيا "الجزيرة طلبت 300 مليون من جميع القنوات الراغبة أي حينما تقسم المبلغ على أربع قنوات هي السعودية ودبي وأبو ظبي والكويت تكون حصة كل قناة تسعة ملايين ريال في السنة الواحدة، والعقد لمدة ثماني سنوات".
أما المفاجأة الثانية في حديث بيير كيخيا فهي خروج القناة الرياضية السعودية عن القنوات الأخرى وعدم رغبتها في المفاوصات بأكثر من المبلغ المحدد 300 مليون ريال.
أكثر من 300 مباراة في العام
وأشار إلى أن أي قناة ستنقل في السنة الواحدة نحو 300 مباراة، منها 162 في دوري آسيا، وهناك مختلف المنتخبات السنية، وبطولة كأس آسيا بأستراليا، بينما في بطولة الخليج الأخيرة بالبحرين دفعت كل قناة ثلاثة ملايين دولار لـ 16 مباراة.
وشدد في هذا السياق على أن المبلغ عادي جدا من خلال هذه المقارنات وعوائد الإعلانات.
وحول رفض الجزيرة لمشاركة أي قناة في نقل المؤتمرات الصحفية وتمارين الفرق قبل 48 ساعة من المباريات، أوضح أن هذا منصوص عليه في العقد مع الجزيرة، وهذا يحفظ الحقوق الحصرية بما يعزز قيمة المنتج.
بيان سعودي
بقي أن نشير إلى أن بيانا من المتحدث الرسمي باسم هيئة الإذاعة والتلفزيون السعودي المهندس صالح المغيليث الأسبوع الماضي أشار إلى أن المفاوضات مع الجزيرة في الأيام الأخيرة كانت وصلت إلى اتفاق بـ 300 مليون دلار بعد وساطة مجموعة وورلد سبورت لكن الجزيرة عادت وطلبت 360 مليون دولار، وشدد على أنهم لن يتوقفوا وسيسستمرون في المفاوضات لأجل إرضاء مشاهدي القنوات الرياضية السعودية.