سعادتهم ليست في المال وإنما في صفاء قلوبهم الطيبة
«بسطاء» يعيشون على رائحة «الترف»!
أسر تبحث عن السعادة غير المادية
الخبر، تحقيق- عبير البراهيم
كل شيء كان يتسارع في تغير كبير.. شكل المباني الشاهقة.. أعداد المولات التي تزايدت.. طريقة التشجير التي أصبحت تسير في الطرقات بشكل منتظم وكأنها في طابور يومي تنتظر دورها في شيء ما.. أشكال السيارات التي أصبحت تبرق في الظلام لفرط أناقتها.. صورة المطاعم الفخمة التي تنتشر منها رائحة شهية لطعام لم يخبره يوماً قبل أربعين عاماً، ومقاهٍ تبيع قهوة أمريكية ليست كقهوة والدته التي اعتادت أن تقلبها على الموقد في كل صباح لتقدمها له قبل أن يذهب إلى المصنع الذي كان يعمل فيه، حتى شكل الرصيف المجاور لمنزله تغيّر فلم يعد ذاك الذي كان يملك عتبة جاره «أبو علي»، الذي كثيراً ما احتضن حكاياتهما الحميمة، ومغامراتهما غير العادية، فقد تم إزالة البيوت القديمة ليتحول الرصيف إلى شارع عام لسيارات تذهب وتأتي!.
تلك الحياة المتسارعة تغيّرت كثيراً، أصبح الترف في كل مكان، فتحولت "البقالات" الصغيرة إلى "سوبر ماركت" كبيرة جداًّ، لا يبيع فقط المواد الغذائية الجديدة والغريبة، بل أصبح يحتوي الأواني المنزلية والألعاب الإلكترونية، وشيء من أثاث المنزل والنباتات المغرية، التي كم كان يبذل جهداً كبيراً ليزرع واحدة مشابهة لها في مساحة المنزل الخاصة به.. كل شيء اختلف، فالحياة أصبحت تتطلب كثيرا من الترف.. كثيرا من التسارع مع نبضها الذي يتطلب مزيدا من المال، وهو مازال الرجل البسيط الذي يعيش على راتبه الذي لا يتجاوز (3000) ريال، فيما يعول عائلته المكونة من زوجته وخمسة أبناء منهم فتاتان تدرسان في الجامعة.