جدة - سبورتس أرابيا:
لم يكن الفوز المهم والثمين الذي حققه المنتخب السعودي خارج أرضه وأمام مضيفه الاندونيسي 2-1 هو سر سعادة وفرح الجماهير السعودية وعشاق الأخضر.
فالأداء الرائع والروح القتالية وجماعية اللاعبين في العطاء والقتال وتقاسمهم لأدوارهم المختلفة كان هو العنوان الأبرز لما ظهر عليه المنتخب، وحمل معه رضا وفرحة كافة من تابعوا المباراة، فالمنتخب قدم المستوى وحقق النتيجة وقرن ذلك بالروح المعروفة عن المنتخب السعودي والتي فقدناها مؤخرا وعلى مدار ثلاث سنوات سابقة، بالأمس لا يصعب على المحللين والجماهير منح لاعب بمفرده نجومية المباراة، وأمام اندونيسيا احترنا في البحث عن لاعب لم يؤد دوره بالشكل المطلوب.
ولعل الأهم فيما شاهدناه على أداء اللاعبين روحهم العالية وجماعيتهم في تطبيق النهج التكتيكي الذي أراد المدرب تنفيذه في المباراة وتحقيق الثلاث نقاط منه.
ولم يؤثر تقدم الاندونيسيين بهدف مبكر على نفسيات لاعبي (الأخضر) ولم يستسلموا أمام تحدي وإصرار خصمهم الذي زحفت جماهيره وملأت المدرجات، لان لاعبي المنتخب السعودي كانوا في الموعد، واستفادوا من درس الماضي، واتخذوا من تحديهم وإصرارهم على الكسب ومواصلة الانتصارات طريقا لا عودة منه، فنجحوا في قلب تأخرهم بهدف إلى فوز ثمين بنتيجة 2-1 في المباراة التي قدم فيها المنتخب كل الصور التي كنا نبحث عنها من العطاء وتغيير التكتيك ليتوافق مع معطيات المباراة.
فكان الاعتماد على الأطراف واستغلال الانكماش الدفاعي بطريقة مبتكرة بين سلطان البيشي ويوسف السالم اللذين أوجدا تفاهما كبيرا أعاد لنا زمن إبداع الجيل الذهبي.
وكانت الروح العالية وراء حصد “الأخضر” العلامة الكاملة ليصبح رصيده 6 نقاط من مباراتين بفوزه على التنين الصيني والاندونيسي في الجولتين الماضيتين بالدمام وجاكرتا ليؤكدوا أن المنتخب عائد مادامت روحه حاضرة.
ومن تابع المباراة رأى كيف تعامل المدرب واللاعبون مع واقع المباراة الذي واجهوا فيه عناد وكبرياء المنتخب الاندونيسي الذي أراد من هدفه المبكر تحقيق أول فوز له في تاريخه على المنتخب السعودي، بيد أن الهدف كان الدافع الأكبر لقلب النتيجة، فكشر فيه المنتخب عن أنيابه ليتألق ويبدع ويحقق الفوز المستحق ويخطو خطوات واثقة نحو عودته للتألق والإبداع وإعادة هيبة الكرة السعودية التي كنا نبحث عنها في العديد من البطولات والمسابقات القارية والدولية.
بعث لاعبو الأخضر رسالة اطمئنان إلى الجماهير السعودية كافة، ليؤكدوا أن الكرة السعودية عائدة لامحال وان طال انتظارها بعد أن مرت بالعديد من المنعطفات والمطبات التي كانت محل تساؤل وخلاف لم ينته إلا بحلم هؤلاء الشباب الذين سطروا أروع المستويات فهنيئا لنا بمنتخبنا وهؤلاء النجوم الذين يرسمون أجمل لوحات الإبداع من العطاء.