الرياض - سليمان اللزام:
نجح المنتخب السعودي الشاب عمراً لا تصنيفاً في تصدر مجموعته الآسيوية الصعبة بعد تغلبه على المنتخب الاندونيسي العنيد المدجج بسلاحي الأرض والجمهور، والأمطار التي اعتادها اللاعبون الاندونيسيون وذلك بالفوز عليه بهدفين لهدف، وتحويل تأخره مطلع اللقاء إلى فوز مستحق برأسيتي السالم الجميلتين اللتين سكنتا المرمى الاندونيسي وأعلنتا أحقية المنتخب السعودي بالفوز والثلاث نقاط بعد أداء فني جميل بسط من خلاله المنتخب الشاب نفوذه على الكثير من مجريات اللقاء بل تسيد الكثير من مجرياتها.
وظهر الأداء السعودي جميلاً متناغماً بين خطوطه الثلاثة كما تجلت الروح العالية من اللاعبين والإصرار على تحقيق نتيجة إيجابية رغم الظروف الصعبة التي سبقت اللقاء، ولكنها لم تثنِ من عزيمة الرجال وإصرار الشباب، وبعد جهد جماعي منظم أدرك بعده المتابعون، وعشاق المنتخب بأن هناك عملا فنيا وإداريا كبيرا خلال الفترة الماضية أسهم في ظهور الأداء الفني والجماعي بهذه الصورة الرائعة واللافتة والغائبة عن المشهد منذ زمن بعيد.
تحقيق الفوز على المنتخب الاندونيسي لا يجعلنا نطبل له بالعبارات الرنانة والمانشتات العريضة والإشادات المتكررة ولكن من المؤكد أن من حق الشارع السعودي وعشاق "الأخضر" الفرح ونشر علامات البهجة بالفوز الصعب الذي تحقق على منتخب متطور بات يساير المنتخبات الآسيوية المتقدمة كروياً وربما يلحق بها قريباً.
كما أن هذا الفوز لا يعني بالتأكيد أن المنتخب السعودي تجاوز كل الإخفاقات السابقة وأنه بات الفريق الذي لايقهر ولكنه انتصار مهم جاء في وقت أكثر أهمية ليعطي المنتخب السعودي بكافة أفراده وأجهزته الفنية والإدارية بل حتى الجماهيرية اطمئناناً أكثر وراحة نفسية عالية قبل الخطوات المقبلة والتي تفصلنا عنها فترة زمنية طويلة وهي فترة كافية لمعالجة نواحي القصور وكفيلة بإصلاح كافة الأخطاء التي بانت وكشفت بعض الثغرات التي تحتاج لمعالجة سريعة، وتدخل فني ناجح وأعتقد بأن المدرب الأسباني لوبيز حريص كل الحرص على إتمام بعض الثقوب الواضحة ورأب مناطق الصدع بطريقة فنية جيدة فلديه كل مقومات النجاح من أجهزة إدارية متميزة وعناصر شابة تتقد حماساً وتتنافس لتقديم كل ما لديها لأجل شعار الوطن.
الجميع بانتظار الخطوة المقبلة عسى أن تكون أكثر من سابقتها تميزاً، وتوهجاً ولعلها تكون فاتحة خير لعودة "الأخضر" لسابق عهده المليء بالإبداع في مختلف المحافل القارية والدولية.