*قَصِيدَةٌ مِنْ شِعْرِ أَبِي الْبَرَاءِ،مُهْدَاةٌ إِلَى أُسْتَاذِهِ الْفَاضِل/عبدالله بن ناصر العويِّد.
عَلَى التَّكَبُّدِ قَدْ عُوِّدْتُ مُذْ صِغَرِي حَتَّى أَلِفْتُ حَيَاةَ الْكَدِّ وَالتَّعَبِ
أَجُرُّ رِجْلِيَ جَرّاً نَحْوَ غَايَتِهَا مَا صَدَّنِي عَنْ مُرَادِي نَهْيُ مُضْطَرِبِ
بِالنَّفْسِ فَخْرِي إِذَا مَا كُنْتُ مُفْتَخِراً لَمْ أَفْتَخِرْ بِجُدُودِي ،لَا وَلَا بِأَبِي
وَمَا التَّنَعُّمُ مِنْ هَمِّي وَلَا شُغُلِي وَلَا الرَّفَاهَةُ مِنْ شَأْنِي وَلَا طَلَبِي
أَمْضِي وَحِيداً وَ عَيْنُ اللَّهِ تَكْلَؤُنِي مُكَافِحاً فِي سَبِيلِ الْعِلْمِ وَالأَدَبِ
فَبِي طُمُوحٌ إِلَى الأَمْجَادِ يَرْفَعُنِي وَمَطْلَبِي الْحَقُّ وَالْعَلْيَاءُ مُطَّلَبِي
وَأُجْهِدُ النَّفْسَ كَيْ لَا تَنْثَنِي جَزَعاً أُحَوِّلُ الشَّوْكَ فِي دَرْبِي إِلَى عِنَبِ
وَلَيْسَ يَمْنَعُنِي عَنْ غَايَتِي قَزَمٌ وَلَا وِشَايَةُ وَاشٍ جَدَّ فِي طَلَبِي
أَخُو الْعَزَائِمِ يَسْعَى فِي طَلَائِبِهَا مُسْتَرْخِصاً كُلَّ صَعْبٍ مُسْبَلِ النَّصَبِ
مَاضٍ عَلَى الدَّرْبِ ،لَا أَيْنٌ سَيُوقِفُهُ يَمْشِي وَهَامَتُهُ الشَّمَّاءُ فِي الشُّهُبِ
مَقُولَةٌ لِلْإِمَامِ (الشَّافِعِي) خَلُدَتْ فِي النَّاسِ رَغْمَ صُرُوفِ الدَّهْرِ وَالنُّوَبِ
"عِلْمِي مَعِي أَيْنَمَا يَمَّمْتُ يَتْبَعُنِي" (2) مَاأَبْدَعَ الْقَوْلَ يُشْجِينِي مِنَ الطَّرَبِ!
ناصر الثنيان
1420
**********
(1)أَيْنٌ: تَعَبٌ.
(2)تَضْمِينٌ لِبَيْتِ الإِمَامِ الشَّافِعِي-رَحِمَهُ اللَّه-:
عِلْمِي مَعِي أَيْنَمَا يَمَّمْتُ يَتْبَعُنِي صَدْرِي وِعَاءٌ لَهُ لَا بَطْن صُنْدُوقِ
إِنْ كُنْتُ فِي الْبَيْتِ كَانَ الْعِلْمُ فِيهِ مَعِي أَوْ كُنْتُ فِي السُّوقِ كَانَ الْعِلْمُ فِي السُّوقِ
قَالَ أَبُو الْبَرَاء: عَرَضْتُ قَصِيدَتِي هَذِهِ عَلَى أَخِي الشَّاعِرِ الرَّاحِلِ فَهْدِ بْنِ جُمعة بْنِ مُسَلَّمِ العِيدِ-رَحِمَهُ اللَّهُ-
فأَنْشَدَهَا إِنْشَاداً مُُؤَثِّراً أَبْدَعَ فِيهِ أَيَّمَا إِبْدَاعٍ،وذلك فِي منتدى (الطّالِعِيَّةِ) الأَدَبِي لِصَاحِبِهِ أستاذُ
الجِيل/عبدالله اليوسف بِقرية الشُّقَيقِ بِالأَحْسَاءِ.