سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول
للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى
الحديث رقم 177
" نهى " وفي لفظ : زجر " عن الشرب قائماً " .
قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 288 :
رواه مسلم ( 6 / 110 ) وأبو داود ( رقم 3717 ) والترمذي ( 3 / 111 ) والدارمي ( 2 / 120 - 121 ) وابن ماجه ( 2 / 338 ) والطحاوي في " شرح المعاني " ( 2 / 357 ) و" المشكل " ( 3 / 18 ) والطيالسي ( 2 / 332 ) وأحمد ( 3 / 118 , 131 , 147 , 199 , 214 , 250 , 277 , 291 ) وأبو يعلى ( 156 / 2 , 158 / 2 , 159 / 2 ) و" الضياء " في " المختارة " ( 205 / 2 ) من طريق قتادة عن # أنس # مرفوعاً , وزاد الأخيران : " والأكل قائماً " .
وفي إسنادهما مطر الوراق , ضعيف , وقد خولف , ففي رواية مسلم وغيره : " قال قتادة : فقلنا : فالأكل ? فقال : ذاك أشر وأخبث " .
قلت : فروايتهما مدرجة . ولقتادة فيه إسنادان آخران :
فرواه عن أبي عيسى الأسواري عن أبي سعيد الخدري , باللفظ الثاني .
أخرجه مسلم والطحاوي .
ثم رواه عن أبي مسلم الجذمي عن الجارود بن العلاء رضي الله عنه .
أخرجه الطحاوي والترمذي وقال : " حديث حسن غريب " . وله شاهد من حديث أبي هريرة مثله .
أخرجه أحمد ( 2 / 327 ) والطحاوي وسنده صحيح .
وله شاهد آخر من حديث جابر نحوه . أخرجه أبو عروبة الحراني في " حديث الجزريين " ( 51 / 1 ) بسند صحيح .
وظاهر النهي في هذه الأحاديث يفيد تحريم الشرب قائماً بلا عذر , وقد جاءت أحاديث كثيرة أن النبي صلى الله عليه وسلم شرب قائماً , فاختلف العلماء في التوفيق بينها , والجمهور على أن النهي للتنزيه , والأمر بالاستقاء للاستحباب .
وخالفهم ابن حزم فذهب إلى التحريم , ولعل هذا هو الأقرب للصواب , فإن القول بالتنزيه لا يساعد عليه لفظ " زجر " , ولا الأمر بالاستقاء , لأنه أعني الاستقاء فيه مشقة شديدة على الإنسان , وما أعلم أن في الشريعة مثل هذا التكليف كجزاء لمن تساهل بأمر مستحب ! وكذلك قوله " قد شرب معك الشيطان " فيه تنفير شديد عن الشرب قائماً , وما إخال ذلك يقال في ترك مستحب .
وأحاديث الشرب قائماً يمكن أن تحمل على العذر كضيق المكان , أو كون القربة معلقة وفي بعض الأحاديث الإشارة إلى ذلك . والله أعلم .