عندما قال لي احد الزملاء في «الرأي العام» الاثنين الماضي ان احدى الفضائيات العربية بثت على الهواء مباشرة مشهداً يسجد فيه مطرب كويتي شاب لمطربة عربية فرحا بدخولها قاعة الاحتفال، لم «اصدق» وقلت لا بد من التثبت قبل إلقاء التهم واساءة الظن والكلام بلا علم.
امس كنت مع المخرج التلفزيوني سليمان الخراز في وزارة الاعلام، وجاء ذكر سجدة مطربنا الوطني للفنانة غير الوطنية، فذكرت لنا احدى موظفات الاعلام بأن بناتها شاهدن المطرب وهو يقدم ولاء السجود للمطربة, ثم ذكرت سبب مشاهدة بناتها لهذه الفقرة، وهو ان شقيقة المطرب الكويتي زميلة بناتها في المدرسة، وطلبت منهن ان يتابعن مشاركة اخيها في الحفلة الغنائية, قلت لموظفة وزارة الاعلام يا «أم فلان» هلا تأكدت من البنات؟ قالت الأم: «انا شاهدت طرفا من الحفلة، وهاتفت بناتها فكانت التفاصيل كالآتي: قامت قناة (LBC) بحفلة تحت عنوان «ستار اكاديمي» للمرشحين من المطربين والمطربات من جيل الشباب الجديد، فكان احد المرشحين هذا الشاب المطرب الكويتي، واعتذروا عن عدم مشاركة مطربتين شابتين بسبب اصابتهما بحادث مروري، إلا ان احدى الشابتين المصابتين دخلت القاعة سالمة من الاذى والاصابات، وهنا لم يتمالك مطربنا الشاب نفسه فقدم قربان السجود على طريقة الديانات الوثنية الشرقية، في مد يديه الى الأمام والانحناء مرات لمولاتنا
الجوهرة الفنانة العربية المحظوظة بسجود المحبين! من الحدث دلالات كثيرة، منها خضوع الشباب وسقوطهم ضحايا لثقافة تقديس الجسد الذي تدفع له شركات الدعاية والإعلان الملايين من خلال ترويج اي منتج من خلال تسليع الجسد اللذيذ! وجاءت الحفلات والسهرات الفضائية لتنشره على البيوت! وثانيا حالة الفراغ الفكري، وغياب الهدف من الحياة، واختصار النشاط الانساني بالنسبة للشباب في اوهام التنافس في الديكور الشكلي واقتناء الكماليات.
وثالثا: انفصال الجيل الجديد الحائر، عن لا اقول، الدين فحسب بل عن ابسط قيم واعراف المجتمع الشرقي الايجابية، واسألوا الآباء عن تمرد الابناء؟
بسهولة يدرك المسلم خطورة سلوك المطرب على عقيدته ودينه وايمانه، اذ انه قدم تحية توحي بالقداسة لمخلوق ضعيف! في جو ابعد ما يكون عن النقاء حيث الفوضى التي لا يقرها عقل ولا يقبلها دين، ويمجها الذوق السليم.
واخيرا، فإننا نعلم في هذا المجتمع، ان اخطاء الكويتيين في عيون غير الكويتيين مضاعفة، بسبب ملابسات الحرب الاخيرة على العراق وسقوط نظام، ولا شك ان سلوك المطرب الوطني سيفتح شهية المتربصين بالنقد والتعبير والتشهير بأهل هذا البلد بأعلى درجات النقد!
بقي ان نقول اننا نكتب بنفسية المشفق على الشاب المطرب وليس الشامت، اذ لا تعدو هذه من نزوات الشباب الذي نرجو له المتاب لعل وعسى ان يكون في المقال ما يدعوه ويدعونا جميعا لمراجعة سلوكياتنا الخاطئة.
بقلم: محمد العوضي