للمدخنيـــــــــن ومن يفكر بالتدخين ! بسم الله الرحمن الرحيم
السبب الوحيد الذي جعلك تبدأ بالتدخين:
هو وجود الآلاف غيرك يدخنون مما يجعلك تشعر بشيء ينقصك وأنه لابد أن هؤلاء المدخنين قد وجدوا شيئا جميلا ومسليا في التدخين وإلا لم يدخنوا ، وتوهمك بأنهم يشعرون بالمتعة والسعادة بسبب التدخين لأنك تراهم يدفعون الأموال الكثيرة ويعرضون أنفسهم للمخاطر الصحية الرهيبة لأجل التدخين.
إلا أن الحقيقة أن كل واحد منهم يتمنى لو لم يبدأ هذه التجربة.
والمشكلة أنك في بداية خضوعك لسم النيكوتين تعتقد واهما أنك تستطيع أن تقلع عن التدخين متى ما اردت ، نظرا لأن النيكوتين لم يدخلك بعد في سجنه الأبدي.
أنت تأمل بأن تستيقظ ذات يوم وأنت غير راغب في التدخين وأنك قد أقلعت عنه فعلا ولكن الحقيقة المرة هي أن هذا اليوم لن يأتي أبدا ، مالم تبذل جهدا لتغيير طريقة تفكيرك.
أنت لا تجرؤ (في بداية سقوطك في هاوية التدخين) أن تستنشق الدخان أو تبتلعه ، واذا ابتلعت منه الكثير فستشعر بالدوار ثم الغثيان ثم السعال المستمر وكأن جسمك يقول : أرجــــــوك كفـــــى ، أنت تطعمني سما ، وكل ما تتمناه في تلك اللحظة أن تبتعد عن زملائك المدخنين لتلقي بتلك الأصابع القذرة (المسماة بالسجائر) بعيدا ، ولكنك تخجل من ذلك حتى لا تفقد الدعم المعنوي الذي يوفره لك زملاؤك.
أول سيجارة:
أنت تعلم أنه لم يجبرك أحد لتبدأ التدخين وكنت تتوهم أنك مختار أن تدخن ، ولكن الحقيقة هي أنك تختار أن تدخن السيجارة الأولى للتجربة ، ثم تقع بعدها في مصيدة التدخين ، حيث سيستعبدك إدمانك النفسي و العقلي لوحش النيكوتين السام ، إن أول سيجارة هي الطعم السام الذي يقدمه لك وحش النيكوتين القاتل لاصطيادك وضمك إلى فرائسه في المصيدة التي تدخلها باختيارك ، لتصبح السجين الجديد ضمن السجناء الذين ارتضوا بحكم السجن المؤبد في هذا السجن الكئيب الذي ستستمر فيه الى تاريخ وفاتك
عندما أشعلت السيجارة الأولى بدافع التجربة:
هل قررت عند ذلك أن تبقى مدخنا إلى هذه اللحظة؟! ، وهل تستطيع تحديد متى ستقلع عن التدخين؟ كف عن خداع نفسك فهذا الفخ (فخ النيكوتين) قد صمم ليخنقك حتى الموت.
أنت أخي المدخن تقول لنفسك متوهما في الأيام الأولى لبدئك مشروع تدمير جسمك بالتدخين : سأقلع عن التدخين ليس اليوم ولكن غدا أو في الشهر القادم أو في الإجازة أو في شهر رمضان أو في العام القادم ، وفي الحقية أن هذا الغد لن يأتي إلا بعد أن يقضي عليك الارهابي السام المختبئ داخل جسمك (المسمى بالنيكوتين) وفي نهاية الأمر تتوهم أنك ضعيف الإرادة وأنه يوجد شيء داخل السيجارة يجب أن تحصل عليه لتستمتع بحياتك ، إن هذا يشبه تماما حالة مدمن الهيروين فهو يشعر بالفزع حينما يحرم من الهيروين ويشعر بالسعادة البالغة عند الحصول عليه ، فالهروين لا يؤدي الى ازالة الشعور بالفزع بل هو السبب فيه ، وهذا ينطبق على السيجارة تماما ، وهذا لا يحصل للأصحاء أبدا غير المدمنين على الهيروين والسجائر.
الخدعة الكبرى:
إن المراهقين يربطون في البداية بين التدخين وبين كونهم كبروا وأصبحوا رجالا ناضجين يحق لهم أن يختاروا تسيير حياتهم بأنفسهم لذلك فهم يحاولون يجبرون أنفسهم على اتباع هذه الفعلة الخبيثة (التدخين) ثم يقضون بقية حياتهم يحاولون جاهدين التخلص منها وينهون أطفالهم (فيما بعد) عنها.
بشرى للمدخنين :
يقول أحد المقلعين عن التدخين : بعد تركي للتدخين ، تذوقت طعم الحياة بالفعل ، زالت مني الهموم وضيقة الصدر ، قلت عصبيتي ، زالت الرائحة الكريهة من جسمي وثيابي ، صرت أنام نوما عميقا بدون قلق وبراحة تامة ، وأصبحت زوجتي ترغب قربي.
الحقيقة :
هي أن التدخين ذل ومهانة تخالف مفهوم الرجولة الحقيقة ، وانه قهر للرجال وهذا مما استعاذ منه نبينا محمد- صلى الله عليه وسلم- ، وأن الواثق من نفسه لا يمكن أن يقع في مصيدة النيكوتين ، وأن أغلب من يقعون في التدخين هم نتاج لبيئة أسرية مضطربة ، أو نتيجة لصحبة سيئة ، وأن التدخين بوابة لكل الشرور ومنها المخدرات