حدد سر نجاحك بناء على أجندتك كل يوم
حدد سر نجاحك بناء على أجندتك كل يوم
انه اليوم .. واليوم فقط
"إذا تقدم المرء بثقة نحو إدارك حلمه، وجاهد ليعيش الحياة التي رسمها لنفسه،
فسوف يلقى نجاحًا غير متوقع بمقاييس عالمنا الحالي"
الناس يحققون النجاح في حياتهم بواسطة التركيز على يومهم وقد تبدو الفكرة بسيطة للغاية ، ولكن اليوم هو كل
ما تملكه فقد فات أوان الأمس، ولا يمكنك التعويل على الغد، ولذا فإن اليوم له أهميته، وفي أغلب الأحيان لا نعي
لماذا...؟! وكيف نتعامل مع اليوم والأمس وغدًا...؟!
إن نجاحاتنا وإخفاقاتنا الماضية كثيرًا ما تبدو أكبر بــ النسبة لنا في إدراكنا المتأخر مما كانت في الواقع ، والبعض
لا ينسى إنجازاته السابقة ، فــ مثلًا الشخص الذي يحصل على براءة اختراع ما من الممكن أن يحيا على ثمار هذا
الإنجاز لبقية حياته دون عمل يذكر، وقد يركن أحد مندوبي المبيعات للكسل بعد أن ينال التقدير ويحصل على لقب
أقضل موظف للعام ، لماذا..؟ لأنه يقضي وقتًا أطول في التفكير في أيام مجده دون أن يحاول أن يحقق مجدًا آخر.
هذا النوع من البشر الذي تصوغهم تجاربهم السلبية في قوالب متحجرة لبقية حياتهم، فهم يعيشون كل إخفاق وكل
ضرر لحق بهم مرة أخرى، ويدعون هذه المشاعر تلقي بهم في دوامة انفعالية، بينما علينا أن نضع لحياتنا شعاره مفاده:
"الأمس انتهى ليلة أمس"، فــ مهما كان الفشل فادحًا في الماضي ، فما حدث قد حدث، واليوم يوم جديد، وبالعكس،
فمهما حققت من إنجازات ومهما تلقيت من مكافآت، فأثرها المباشر على ما سأفعله اليوم ليس بالكبير.
ماذا يخبئ الغد لك في اعتقادك؟
هل تعتقد أن الأمور ستتحسن أم ستسوء بالنسبة لك؟
أجب عن الأسئلة التالية التي تتعلق بتوقعاتك بالنسبة للعامين أو الثلاثة القادمة:
هل تتوقع أن يرتفع دخلك السنوي أو ينخفض؟
هل تتوقع أن يزيد صافي أصولك أم ينخفض؟
هل تتوقع أن تتاح لك فرص أكثر أم أقل؟
هل تتوقع أن تتحسن علاقتك الزوجية أم تسوء؟
هل تتوقع أن تزداد صداقاتك أم تقل؟
هل تتوقع أن يقوي إيمانك أم يضعف؟
هل تتوقع أن تتمتع بحالة صحية أفضل أم أسؤأ؟
تتوقع أن الأيام القادمة ستكون أفضل، والآن دعني أطرح عليك سؤالًا آخر:
ما السر وراء اعتقادك هذا؟
هل توقعاتك قائمة على أي دليل سوى أمل غامض في أن تتحسن الأحوال؟
أنا واثق بأن هذا هو السبب، ولكن كثيرين لا يعتقدون ذلك، والواقع أنه كلما زاد شعور الناس بالإحباط تجاه اليوم،
زادوا غلوًا في اعتقادهم بأن الغد سيكون أفضل..
"الكثير من الناس أخفقوا في عيش يومهم وقضوا حياتهم في محاولة للوصول إلى المستقبل، وما كان في متناول
أيديهم الآن فاتهم تمامًا، لأن المستقبل أسرهم فحسب ..
ولم يفيقوا إلا بعد أن علموا أن المستقبل صار ماضيًا" إن الأمل في المستقبل الواعد دون استثمار حقيقي لليوم
يشبه حال المزارع الذي ينتظر المحصول دون أن يزرع أية بذور.
بينما ينبغي أن يكون تعاملنا مع المستقبل كما يقول إلينور روزفلت:
"المستقبل يملكه هؤلاء الذين يؤمنون بجمال أحلامهم".
هل سألت أحدهم في يوم من الأيام عما يفعل بأجابك قائلًا:
إنني أقتل الوقت أو أضيع الوقت؟
وهذا شيء غريب للغاية، لأنه كما أكد بنيامين فرانكلين:
"الوقت هو النسيج الذي نسجت منه الحياة" ،
إن اليوم هو الوقت الوحيد الذي في متناول أيدينا ، ومع ذلك فإن الكثيرين لا يدركون قيمة اليوم،
كنا نود أن ننجز شيئًا في حياتنا يتحتم علينا التركيز على يومنا، فهنا يكمن نجاح المستقبل،
ولكن كيف يمكنك الفوز بيومك؟
كيف يمكنك أن تجعل من يومك يومًا رائعًا، لا يومًا فاشلًا؟
وذلك بناء على السر الذي يذكره لنا جون سي ماكسويل
"يتحدد سر نجاحك بناء على أجندتك اليوم".
فما رأيك في أنك كل يوم ..
- تمتلك قدرات جديدة؟ - تحتفظ بتركيزك؟ - تتمتع بصحة جيدة؟ - تمتلك ميزة فارقة؟ -
- تستشعر السكون الداخلي؟ - تشعر بالرضا؟ - تشعر بأهميتك؟ - تتعلم وتنمو وتتطور؟
برأيك، ألا تساعد هذه العوامل على جعل يومك رائعًا؟
الأمر ينحصر في جدولة أعمالك اليومي، ولا نعني بأجندتك اليومية قائمة المهام الواجب تنفيذها، وليست القضية
في تبني نوع محدد من التقاويم أو برنامج كمبيوتر لإدارة الوقت، ولكنني أركز هعلى شيء أكبر، إنني أريدك أن تتبنى
ما قد يشكل أسلوبًا جديدًا تجاه الحياة.
2 قرارًا 1ستغير حياتك
إن هناك حفنة قليلة من القرارات التي يتحتم على المرء اتخاذها في حياته كلها، هل تعتبر ذلك أمرًا مدهشًا..؟!
إن السواد الأعظم من الناس يعقدون الحياة ، ويتلكئون في اتخاذ القرار ، بينما عليك أن تتخذ 12 قرارًا فقط
قرارات حاسمة وستغير حياتك؛ فإذا اتخذت قرارات فيما يتعلق بالجوانب الحيوية بشكل نهائي ثم تعاملت مع هذه
القرارات كل يوم يمكنك أن تصنع غدًا مشرقًا ، بمعنى ليس فقط اتخاذ القرار ولكن وضعه موضع الفعل ؛ فكما يقول
نابليون بونابرت: "كرس وقتًا للتفكير ولكن متى حان وقت الفعل، توقف عن التفكير وابدأ في العمل".
اتخذت هذه القرارات في وقت مبكر وكلما طالت مدة إدارتك لها ، صرت أكثر نجاحًا، إن الذين يغفلون اتخاذ هذه
القرارات ولا يحسنون إدارتها بكفاءة وكثيرًا ما ينظرون إلى ماضيهم نظرة مؤلمة نادمة مهما كان لديهم من مواهب ومهما
كان عدد الفرص التي سنحت لهم.
وباختصار شديد، عليك أن تتخذ 12 قرارًا مؤثرة وهامة وهي في المجالات التالية:
تخير ومارس التوجهات العقلية السليمة يوميًا.
حدد الأولويات المهمة يوميًا وتصرف على أساسها.
تعرف على الإرشادات الصحية يوميًا واتبعها.
مارس التفكير السليم واحرص على تطويره يوميًا.
تواصل مع أفراد عائلتك يوميًا وأولهم الرعاية اللازمة.
خذ على نفسك العهود المناسبة يوميًا وحافظ عليها.
اكسب المال يوميًا واحرص على إدراته بصورة سوية.
رسخ إيمانك وعش من خلاله يوميًا.
أقم علاقات قوية واستثمر فيها يوميًا.
خطط لتحري السخاء وكن نموذجًا يحتذى به يوميًا.
تبنِ قيمًا حميدة ومارسها يوميًا.
ابحث عن وسائل التطور واستكشفها يوميًا.
اسمه " أوسكار وايلد"، صاحب إمكانات عظيمة ، شاعر وكاتب مسرحي وقصاص وناقد ، ولد في عام 1854
وحصل على الكثير من المنح التعليمية وتلقى تعليمه في أفضل مدارس بريطانيا، وتفوق في اليونانية، وحصل على
الميدالية الذهبية من جامعة ترنيتي تقديرًا لدراساته، وحصل على جائزة نيودجيت، وتم تكريمه في جامعة أكسفورد.
ذاعت شهرة مسرحياته وجنى مالًا وفيرًا، وكان مصدر فخر لندن ، وبدت موهبته غير محدودة بزمان كما علقت
كارين كينون وهي محررة في مجلة " التراث البريطاني" عن وايلد قائلة :
" أكثر كتابنا جدارة بالاقتباس منه بعد شيكسبير"، ومع ذلك فقد كان محطمًا حزينًا في نهاية حياته، فعيشه المستهتر
أودى به إلى السجن وهناك ألف رواية لحياته قال فيها:
"لابد أن أعترف لنفسي بأنني دمرت نفسي، وأن العظيم والدنئ على حد سواء لا يدمره سواى صنيع يده".
وفي الوقت الذي استشعر فيه وايلد المصير الذي سيئول إليه بسبب إهماله لأيامه، كان الأوان قد فات، لقد فقد
عائلته وثروته واحترامه لذاته ورغبته في العيش ومات مفلسًا محطمًا عن عمر يناهز السادسة والأربعين.
فإن كلًا منا لديه القدرة على التأثير على نتيجة حياته، والسبيل لذلك من خلال التركيز على اليوم، وصرح
بنجامين فرانكلين مصيبًا كبد الحقيقة بقوله:
"إن اليوم الحاضر له ضعف قيمة الغد الآتي، وما سأكون عليه في المستقبل أعيشه الآن".