معرفة الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى
الحمد لله الكبير المتعال، ذي العظمة والكبرياء والجلال والجمال،
له الأسماء الحُسنى والصفات العُلى والعطاء،
أحمده حمد الشاكرين، وأُثْني عليه ثناء الذاكرين
وأشهد ألا إله إلا الله وحدَه لا شريك له وقَيُّوم السماوات والأرض،
وخالق الخلق أجمعين، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، وصفيُّه وخليله، وأمينه على وحيه،
ومبلغ الناس شرعه، فصلوات الله وسلامه عليه، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
كتب الله - جل وعلا - فيه آيات متكاثرة، ونصوص متضافرة فيها الدعوة إلى معرفة الله،
ومعرفة أسمائه الحُسنى وصفاته العُلى،
وبيان ما يترتَّب على هذه المعرفة من الآثار الحميدة،
والنهايات الرشيدة، والمآلات الطيبة؛
يقول الله - تعالى -: ﴿ وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا
وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾
[الأعراف: 180]،
ويقول الله - تعالى -: ﴿ قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى ﴾
[الإسراء: 110]،
ويقول الله - تعالى -: ﴿ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُولَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى ﴾
[طه: 8]،
ويقول الله - جل وعلا -: ﴿ هُواللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوعَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوالرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ *
هُواللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوالْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ *
هُواللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوالْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾
[الحشر: 22-24].
وجاء في القرآن الكريم آيات صريحة ونصوص واضحة فيها الدعوة إلى تعلُّم الأسماء والصفات،
ومعرفتها ومعرفة الله - تبارك وتعالى - بها،
وفي القرآن الكريم قُرابة الثلاثين آية فيها الدعوة إلى العلم بأسماء الله وصفاته؛
كقوله - جل وعلا -: ﴿ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾
[البقرة: 209]،
وقوله - تبارك وتعالى-: ﴿ اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ وَأَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾
[المائدة: 98]،
وقوله - تبارك وتعالى -: ﴿ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ ﴾
[البقرة: 267]،
وقوله - تبارك وتعالى -: ﴿ وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾
[البقرة: 244]،
وقوله - تبارك وتعالى -: ﴿ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ﴾
[محمد: 19]،
وقوله - جل وعلا -: ﴿ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ
يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا ﴾
[الطلاق: 12]،
والآيات في هذا المعنى كثيرة.