غياب الآس
--------------
لا نَــوْم يَـأْتـي رَغْــم ثِـقْـل نُـعَــــاسِي
وَكَــأَنَّــنِـي الـمَـنـظـور دُونَ لِــبَــاس !
وَسَـألْـتُ نَـفْـسِي وَالـهُـمُومُ تَـهُــدُّنِي
أَتَــرُدّنــي الأيَّــــامُ مِــثـلَ خُــنَــــاس ؟
دَمْـعِي هَمَى ..دَمع اليَراع لَهُ انتمَى
وتَـعَـانَـقَا فـــي سَــاحَـةِ الـقِـرْطـاَس
وَتُـتَـمْـتِمُ الأوْجـــاعُ نَــقْـعَ مُـصِـيـبَتِي
وَتُــذَكِّــرُ الـبَـصَـمَاتُ فِــكـرَ الـنَّـاسِـي
فَـتَـبَـعْثَرَ الـفـكْـرُ الـجَـمِـيل بـدَاخِـلـي
وَأتَـــى الــظَّـلامُ مـحـدِّثـاً أرْمــاسِـي
يَــا لَـيْـل مَــا بِــكَ تَـسْتَلِذ ُّ بِـكُرْبَتِي !
وَلَــقَـدْ جُـعِـلتَ لِـتَـسْتَطِبَّ قِـيَـاسِي
مَــنْ لامَـنِي مَـا ذاقَ جَـمْرَ فَـجيعَتِي
...هــلْ تَـعْشَقُونَ لِـقِصَّةِ الـنِّبْرَاسِ ؟
أَبْــكِـي عَــلَـى بَــدْرِيَّـةٍ مِـــنْ دُونِـهَـا
كُـلُّ الـمَصَائب عَـشَّشَتْ في الرَّاس
أبْـــكِــي بُـــكــاءً لا مَــثِـيـل لِـمِـثْـلِـه
حَــوْض الـدُّمُـوع هـوى هـنا بـالفاس
رَحَــل الـجَمَال فـمَنْ لَـنَا مِـنْ بَـعْدِهِ ؟
رُدُّوا عَــلَـيَّ لِــكَـيْ أُخَــفِّـف يَـاسِـي
لِـرَحِـيـلِـهَـا كــــلّ الــعُـيُـون تَـبَـلَّـلَـتْ
لِـرَحِـيـلِهَا قـــدْ لاَنَ قَــلْـبُ الـقَـاسِي
أَحْكِي لَكُمْ شَمْسَ الشُّمُوس وَ كُلَّما
أوْرَدْتـــهـــا تَــجْــتَـرّنِـي أحْــبَــاسِـي
عَـــنْ نِـسْـوَةٍ فــي حَـيِّـنَا قــدْ زُرْنـهَـا
وزيــــــارَة الــنِّــسْــوَان كَـــالأَدْنَـــاس
وظَــنَــنَّ أنَّ الــــدَّاءَ حَــطَّــمَ قَـلْـبَـهَـا
وَرَمَـى سُمُومَ اليَأس فِي الإحْسَاس
عَـاتَـبْـنَـها فَــلِــمَ الــقُـعُـود تَــجَـلَّـدِي
إنَّ الـــقُــعــودَ يَــــجُـــرُّ لِـــلإفْـــلاَس
فــزَفَـاف ( خَــوْلـة )بـالـجِـوَار تـهَََـيَّئِي
هَــيَّــا بِــنَــا فَــهُـنَـاكَ كُـــلّ مُـــوَاس
نَــظَــرَتْ لَــهُــنَّ بــنَـظْـرَةٍ فـتـقَـطَّعَتْ
مِـــنْ كـــلّ نــفـس رِقَّـــة الأنْــفـاس
قَـــالَــتْ لَــهُــنَّ بــأنَّـنِـي مُـشْـتَـاقَـة
لِــلِـقَـاءِ خَـالِـقـنَـا ... فَــيَـا لـلـنّـاس !
هـــذا ابــتِـلاء الله لـــي بَــلْ رَحْـمَـة
يَـكْـفِـي مِـــنَ الإصْــغَـاء لِـلْـوَسْوَاس
مَـرَضِـي يُـخَـفِّفُ مــنْ ذُنُـوبِيَ دَائِـما
إنّـــي هُــنَـا فــي أفْـضَـل الأعْــرَاس
ألََــكُــنَّ عِــلْــمٌ بِـالـحَـيـاة وَ زَيْـفِـهَـا ؟
إنَّ الــحَـيَـاة َهُــنَــاك بَــعْــد الــكَـاس
يَـــا رَبُّ غُــفْـرَانًـا إلــى قـطـر الـنّـدى
لِـفِـرَاقـهـا ذُقْــنَــا الــــرَّدَى بِــجِـنَـاس
29 رمــضـــان 2004
شـعـر : حـــســـيــن الأقـــرع
الـــــوادي – الــجـــزائــــر