يعزم كبير وخطى ثابتة، نجح فريق دفاع تاجنانت في تحقيق حلم آلاف الأنصار بالصعود للرابطة المحترفة
الأولى، بعد موسم استثنائي وناجح، فقد تمكن أبناء مدينة التجارة والاستثمار من تحدي أعرق الفرق
والأندية بالجزائر، وصناعة الأمجاد، رغم قلة الإمكانات ونقص الموارد المالية، لكن الإرادة
كانت أكبر والإيمان بالقدرات كان الفاصل في مثل هذه الظروف.
رغم حداثة عهده بالرابطة الثانية، إلا أن دفاع تاجنانت لم يحترم تقاليد الضيافة واستطاع أن يتجاوز الجميع وينافس بقوة منذ أول مباراة، ليفصح عن نواياه مبكرا ويحدث حالة طوارئ وسط منافسيه، الذين أصبحوا يحسبون له ألف حساب ويخشونه ويتابعونه أينما حل وارتحل.
الدفاع فريق استثنائي، كونه صنع أمجادا بأقل الإمكانات، فقد حقق الصعود ثلاث مرات متتالية بداية من الجهوي الأول نحو قسم ما بين الرابطات، ثم صعد في الموسم نفسه إلى قسم الهواة، أين استقر موسما واحدا، ليغادره خلال الموسم الموالي صاعدا إلى الرابطة الثانية المحترفة التي كانت مجرد محطة للراحة قبل تحقيق الإنجاز التاريخي بصعوده إلى الرابطة المحترفة الأولى.
النجاح كان وراءه عدة عوامل، أهمها الاستقرار والتسيير الجيد وبعد النظر واستغلال أمثل للإمكانات المتوفرة، وتسييرها بعقلانية واحترافية عالية. لم يكن الصعود هدفا في البداية، ولكن حين توفرت عوامل النجاح وتضافرت جهود الجميع، تحقق الحلم ودخل الدفاع بقيادة رئيسه الطاهر قرعيش التاريخ، رفقة المدرب اليامين بوغرارة ومساعديه، بعد موسم كان مثاليا برصيد 48 نقطة وبفارق 4 نقاط عن الرائد اتحاد البليدة.
الدفاع لم ينهزم خلال مرحلة العودة إلا في مباراة واحدة، وهو ما يؤكد تحكم الطاقم الفني في معطيات البطولة بعد مرحلة الذهاب التي كانت لجس النبض. الأنصار وبعد فوز الفريق على أمل مروانة قبل آخر مباراة، وتعادل المنافس أولمبي المدية بالبليدة، قضوا ليلة بيضاء بشوارع تاجنانت وملأوا الدنيا بالأهازيج والأغاني والهتافات التي اختلطت بها زغاريد النسوة منبعثة من كل مكان.
مقداد أمقران