[align=justify]
الاستواء :
قال الفتى موضوعنا اليوم هو الاستواء
قال المعلم وماذا قيل فيه ؟
قال الفتى قيل ذات الله فى كل مكان وهو مستو على عرشه ونحن نراه فى الأخرة على عرشه بلا كيف كما قيل الاستواء مذكور وكيفيته مجهولة والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة .
قال المعلم الفرق هنا تقر بوجود الاستواء ولكنها تفترق فى أمر كونه من عدمه لفريقين
الأول الكون مجهول وهو قولهم "كيفيته مجهولة "والثانى لا كون له وهو قولهم "بلا كيف "
قال الفتى وما حقيقة الأمر؟
قال المعلم إن الاستواء معلوم وهو الوحى وأما العرش فهو الكون فمعنى قوله تعالى بسورة طه "الرحمن على العرش استوى "هو الله أوحى للملك وهو الكون وهو السموات والأرض أطيعونى طوعا أو كرها بدليل قوله بسورة فصلت" فلما قضاهن سبع سموات قال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين "والسبب فى نشأة الخلاف هو لفظ العرش فهو فى القرآن فله عدة معانى :
الأول كرسى الملك وقد جاء بهذا المعنى بسورة النمل "أيكم يأتينى بعرشها "والثانى المبنى فالعرش جمع عروش وهى المساكن وقد جاء بهذا المعنى فى قوله بسورة البقرة "أو كالذى مر على قرية وهى خاوية على عروشها "والثالث الكون وقد جاء بهذا المعنى بقوله بسورة هود"وكان عرشه على الماء "أى وكان كونه من الماء فالكون وهو المخلوقات أصلها الماء بدليل قوله بسورة الأنبياء "وجعلنا من الماء كل شىء حى "
قال الفتى وماذا أيضا ؟
قال المعلم لو كان الله يستوى بمعنى يجلس على العرش لكان معنى هذا أنه جسم ولكان معنى ذلك أنه يحل فى الأماكن لأن كرسى العرش مكان وكون الله جسم تشبيه له بالخلق وحلوله بالمكان تشبيه له أيضا بالخلق وهو كفر ،زد على هذا أن الله أخبرنا أن كل أفعاله تتم بكلمة كن وليس بعمله بما يسمونه الأعضاء أو الجسم المزعوم مصداق لقوله تعالى بسورة مريم "إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون [/align]"