نقد كتاب آداب طالب السلوك لابن خفيف
هذا الكتاب لا يعتبر كتابا وإنما هو وصية أو كتيب صغير جدا
كتبه أبو عبدالله بن خفيف الشيرازي وهو من الصوفية مبينا ما يجب على المريد وهو متبع الرجل وليس متبع الإسلام عمله لأن الكثير منه خروج على كتاب الله
طلب الشيرازى من المريد أن يجعل نفسه تتصف بالتالى :
:يجب على المريد إذا قصد سلوك الطريق والخروج من المضيق إلى الشفيق الرفيق أن يحفظ هذه الخصال التي اذكرها:
"أول خصلة: أن يبدأ بالندم على ما سلف من أيامه في الغفلة، وأن يخرج من المظالم."
الغفلة هنا ليست معروفة فهل هى اتباع الإسلام غير المذهبى أو إتباع الإسلام الفقهى كما على المذاهب المعروفة أو الكون على دين من أديان الضلال لأن الصوفية يرون لأن اتباع الإسلام اللامذهبة أو المذهبى كلاهما جهل وغفلة
ثم قال:
"الثانية: ان يتعلم من العلم ما يستعمله في وقته.
الثالثة: لزوم العمل، والخلوة، وذكر الله تعالى في كل حال."
اما ذكر الله الحقيقة وهو طاعة الله فهو غير مرادعندالصوفية وغنما ذكر الله يعنى ترديد جمل كلامية طوال النهار والليل وهومعصية من المعاصى لأن المطلوب طاعة الله وليس مجرد كلام كما قال تعالى :
"يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون"
ثم قال :
"الرابعة::معرفة الله في قيامه وقعوده وجميع أحواله."
هذه الخصلة تكرار لذكر الله وهو طاعة الله
ثم قال:
"الخامسة: أن لا يستعمل شيئا إلا بمشورة."
هذه الخصلة تعنى مشاورة الشيخ وهو شيخ الطريقة وحده أو من يحددهم للمريد وهو ما يخالف أن الشورى عامة فالمسلم له أن يستشير أى مسلم لقوله تعالى :
" وأمرهم شورى بينهم"
ثم قال:
"السادسة: أن يكون له أستاذ وأخ ناصح."
هذه مخالفة لدين الله فالمسلم يتعلم من أى مسلم وليس أستاذ محدد وهو يريد بذلك نفسه وهو الشيخ
ثم قال:
"السابعة: أن يوافق قلبه لسانه ولا تخطر الدنيا بباله."
يخالف عدم ذكر المريد للدنيا أن المسلم لابد أن ينال نصيبه من الدنيا فالله لم يحرم متاع الدنيا الحلال عليه كما قال :
"قل من حرم زينة الله التى أخرج لعباده والطيبات من الرزق"
ثم قال:
الثامنة: أن يستعمل الصدق في جميع أحواله وأفعاله وأقواله."
يخالف هذا أن هناك صدق محرم وكذب مباح فمحرم عليه أن يستخدم الصدق عند الإصلاح بين الناس لأنه يؤدى إلى كوارث كالقتل والجرح والطلاق
ثم قال :
"التاسعة: أن يضبط بطنه ولسانه، فإن المريد إذا كان شره النفس أكولا يحب الشهوات فإنه لا يجد ما يريد وتذهب أيامه في الغفلة والباطل، وإذا كان كثير الكلام فإنه لا يسكن قلبه ذكر الله ومراقبته، فإن معصية اللسان أكبر من سائر المعاصي"
ضبط البطن واللسان داخل فى ذكر الله وداخل فى معرفة الله ثم قال:
"العاشرة: أن يستعمل الآداب، وان لا يتكلم إلا بما لابد منه."
هذا داخل فى ذكر الله وداخل فى معرفة الله ثم قال:
"الحادية عشرة: أن لا يأكل حتى يجوع، ولا يشرب حتى يعطش، ولا ينام حتى يغلب عليه النوم."
الكثير من هذا داخل ضمن ضبط البطن
ثم قال :
"الثانية عشرة: أن لا يجلس مع النساء، ولا يجلس معهن في مواضع الشهوات."
هذا تحريم لما أحل الله من الزوجات لكونه كلام عام بلا استثاء وهو معصية لأمر الله بالزواج فى قوله :
"وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم"
ثم قال:
"الثالثة عشرة: أن يغض بصره، ولا ينظر إلا ما بين يديه، ولا ينظر إلى حجرات المسلمين، فإنه قد روي عن النبي (- صلى الله عليه وسلم -) ان من نظر إلى حجرات المسلمين فهو منافق."
كلام عام يجعله خاطىء فلابد مثلا عند السير فى الطريق أن ينظر أمامه أو على اليمين أو على الشمال لعبور الطريق أو لإلقاء السلام على الموجودين فى الطريق أو حتى يعزل الأذى عن الطريق أو يساعد أعمى على السير .... ثم قال:
"الرابعة عشر: أن لا يغفل عن الوضوء كل ساعة، ولا يغفل عن مولاه ولو عند وقت الأكل والنوم."
الجنون هنا الوضوء كل ساعة وهو ما يخالف أن الوضوء للصلاة فقط كما قال تعالى :
"يا أيها الذين أمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برءوسكم وأرجلكم إلى الكعبين وإن كنتم جنبا فاطهروا"
ثم قال:
"الخامسة عشر: إياه ومجالسة الغافلين إلا عن ضرورة أو فيما لابد منه."
هذا كلام صحيح ثم قال:
"السادسة عشر: إياه واستعمال الكلام في الدنيا."
الخطأ هنا تحريم الكلام عن الدنيا وأى كلام فى الدنيا لابد أن يكون عنها لاستعمالها فى رضاالله وهو قول الحسن كما قال تعالى :
" وقولوا للناس حسنا"
ثم قال:
"السابعة عشر: أن لا يدخل بيتا فيه عرس فانه شر بيت."
يحرم الله زواج الرجل والمرأة ويعتبر بيت الزوجين عند العرس شر بيت وهوتحريم لما أحل الله من الزواج
ثم قال:
"الثامنة عشر: أن لا يقول لو فعلت كذا لكان كذا، ولو لم أفعل كذا لكان كذا، فإنه كلام المنافقين بل يقول: ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن وما قدر سيكون حسبنا الله ونعم الوكيل."
كلام صحيح ولكنه ليس كلام المنافقين فقط وإنما كلام الكفار أيضا ثم قال:
"التاسعة عشر: أن لا ينازع قدريا ولا معتزليا ولا رافضيا ولا مبتدعا ألبتة."
يحرم الرجل هنا منازعة أى جدال الفرق المختلفة وهو ما يناقض وجوب جدال الكفار بالحسنى لو اعتبرالرجل هؤلاء كفار كما قال تعالى :
"ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتى هى أحسن"
ثم قال:
"العشرون: إياه والمعاتبة مع أحد من الناس فإن هذا ليس من أفعال المريدين الصادقين."
يحرم الرجل الله ما أحل الله من عتاب الناس ثم قال:
"الحادية والعشرون: أن لا تقبل نفسه شيئا من الوسواس، وانه خير من غيره، وانه يعلم ما لا يعلمه غيره."
كلام صحيح ثم قال :
"الثانية والعشرون: إياه والكبر، وعلامة الكبر أن يزدري بأحد من الناس، أو يستخف بأحد منهم."
كلام صحيح ثم قال :
"الثالثة والعشرون: إياه والعجب، وعلامة العجب أن يرقى بنفسه وعقله ولا يقبل من أحد شيئا إذا نصحه."
كلام صحيح ثم قال :
"الرابعة والعشرون: إياه والحسد، وعلامة الحسد أن يحسد الناس على ما آتاهم الله من فضله."
كلام صحيح ثم قال :
"الخامسة والعشرون: أن لا يستعمل ما يشغل قلبه عن مولاه، فيغفل عن جهده، ولا يقعد مقعد صدق عند مليك مقتدر حتى يهون عليه كل شده."
كلام صحيح
وبعد أن زهد الرجل فى الدنيا وكرهه فيها بعدد من الوصايا مثل7و9و12و16 عاد فكرر ذلك واصفا إياها بأوصاف الدنيا فقال:
"ويحتاج المريد إلى أربعة أشياء:
دابة فارهة، ودار واسعة، وثوب حسن، وسراج مضيء، فأما الدابة الفارهة فهي الصبر، وأما الدار الواسعة فهي العقل، وأما الثوب الحسن فهو الحياء والتقى، وأما السراج المضيء فهو العلم النافع.
ووصيتي لك بحفظ العهد، والوفاء بالوعد، ولزوم الباب، وذكر الله على كل حال، وكتمان الفقر، والقعود للحق بلسان الحق في طريق الحق حتى تصل الى الحق بالحق ان شاء الله تعالى وهو حسبنا ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم."
وألحقت بالكتيب الوصية التالية من والد هو محمد بن هادي بن حسن بن عبدالرحمن السقاف لمريد له مسميا إياه ولدا وهو أحمد بن علوي بن سقاف الجفري حيث قال الموصى:
"الحمد لله ونعم المعين و به نستعين، وبعد فهذه تذكرة ووصية للولد أحمد بن علوي بن سقاف الجفري كان الله له أينما كان ووفقه لكل إحسان آمين:
أوصيك أيها الولد إن أردت العلم: أن تلازم الطلب، وتسلك طريق الأدب، وتجلس في مجلس العلم ساكن الأطراف منصتا واعيا مجموع الخاطر من أول الدرس إلى آخره وأن تلازم في قراءتك أمور:
الأول: المطالعة فطالع بقدر ما أمكنك إما ثلاثا وإما أربعا وإما خمسا، وقد كان سيدنا القطب العلامة احمد بن زين فيما بلغنا عنه لا يقرأ شيئا على احد من مشايخه إلا وقد طالع إحدى وعشرين مرة.
الثاني: تحسين اللفظ.
الثالث: الوقوف على رأس العبارة.
الرابع: تفهم المعنى.
الخامس: مراعاة الإعراب في النحو.
السادس: نية العمل بما سمعت وقرأت والتعلم والإرشاد لتكون من المتعلمين والمعلمين بفضل الله رب العالمين.
أقول وأنا الفقير أجزتك في مطالعة ما أردت من الكتب، واشترط عليك تقوى الإله والتحري فيما تفعل وتقول، وعلى مولانا الكريم القبول والله يتولى هداك ويرزقك العلم النافع ويفقهك في الدين بجاه حبيبي سيد المرسلين والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم"
والوصية فيها أمور مفيدة فى طلب العلم منها :
-تكرار المطالعة وهى القراءة لأحد الكتب والخطأ تحديد المرات بثلاث أوأربع أو خمس فتكرار المطالعة ليس مطلوبا دوما طالما فهم القارىء الكتاب من أول مرة
- القراءة لفهم المعنى وليس لحفظ الكتاب
- القراءة فى كل مجال
وأما الوصايا العلمية الخاطئة فهى :
-تحسين اللفظ ومراعاة النحو فالنحو ليس علما لاختلاف النحاة فى معظم القواعد اختلافا بينا وهو علم يستخدم لاضلال الناس حيث يتم تبعا له أن يكون معنى كلام الله وهو واحد متعدد المعانى وهو ما يؤدى لتنازع الناس واختلافهم بدلا من توحيدهم على مراد الله
- أن تكون نية القراء وهى نية العمل بما سمعت وقرأت وهو كلام جنونى لأن الكتب ليست واحدة فيما تطلبه من الأمر والنهى أو حتى تعليم الحرف فبعضها يحرم الشىء والأخر يحلله والمفروض أن يكون كتاب نية العمل هو كتاب الله وحده وأما غيره فلا