قراءة فى كتاب آثار المعاكسات
الكتاب عبارة عن محاضرة ألقاها عبد الرحمن السحيم وتم تفريغها وعملها ككتاب مقروء
الكتاب يدور حول استخدام الهواتف فى المعاكسات وفى هذا قال السحيم:
" أما بعد:فإن من النعم التي وضعت في غير موضعها، واستعملت في غير ما وجدت له: الهاتف؛ فهو سلاح ذو حدين فكم له من ضحية، وكم من مآسي كان أولها عبث بهذا الجهاز، والنتيجة العار والفضيحة ، ويجمع بينهما: أن كلاهما أوله دلع وآخره ولع وهكذا يرضى الشيطان من بني آدم أن يضعوا أول خطوة على طريق المعصية، ليوقعهم فيما هو أكبر، وقد حذر الحق تبارك وتعالى من اتباع خطوات الشيطان فقال: (يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يامر بالفحشاء والمنكر) أما لماذا؟ فاستمعي الجواب من العزيز الوهاب: (إنه لكم عدو مبين) وإن كثيرا من الناس اتخذوا عدوهم صديقا، فعصوا الرحمن، وأطاعوا الشيطان واتبعوا خطواتهوقد قال الحق سبحانه: (إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير) "
بالقطع الخطأ فى الفقرة هو قول السحيم" فبلية الشباب التدخين وبلية الفتيات الهاتف"
فالتدخين ليس قاصرا على الشباب وإنما هو ظاهرة فى كل المراحل العمرية وفى النوعين وإن كان أقل بين النساء وإن كان بنسبة أكبر فى الرجال وأما المعاكسة عبر الهواتف فشىء يقع من الجانبين وهو أغلب فى جانب الرجال
وبدلا من رمى التهمة على أحد الفريقين فالطرف المدان أولا ليس هم بل هو من سمح بتصنيع الدخان أو سمح باستيراده وبيعه فلو أن السلطات الحاكمة منعت تصنيعه واستيراده وبيعه ما كان هناك مشكلة من الأساس وكذلك مشكلة الهواتف سببها السلطات الحاكمة فلو أنها سجلت كل رقم باسم شاريه وهو مستخدمه ما قدر احد على المعاكسة لأن صاحب الرقم المعاكس سيتم معرفته على الفور ولكن فوضى البيع والشراء بدون تسجيل لأسماء الشارين لأرقام الهواتف جعل الامساك بالمعاكسين أمر صعب
وقد بين السحيم أن الهواتف يستخدمها الشباب للضحك على الفتيات حيث يعبرون لهم عن حبهم فى البداية حتى تنخدع الفنيات ويبدأ الشباب فى تسجيل المحادثات الغرامية ويطكلبون صور لهن وبعد أن ذبك بقومون بطلب المقابلة فإن رفضت البنات هددوهن بإرسال المحادثات والصور لأولياء الأمور وهو ما يسبب الرعب لهن فيخضعن لطلبات المقابلة التى كثيرا ما تتطور لممارسة الزنى ومن ثم فقد العذرية وفى هذا قال السحيم:
"إن كثيرا من الشباب الذين يحاولون إيقاع الساذجات من الفتيات في شباكهم عبر خدعة الحب أو وعود الزواج أو الأحلام الوردية، يستدرجونهن من خلال تلك الوسائل وينصبون لهن شباك الهاتف وتسجيل الصوت وأحيانا الاحتفاظ بالصور، فإذا حصل على مراده، وأخذ من الفتاة أعز ما تملك، ما يلبث أن يكشر عن ناب المكر والخديعة، ويبحث عن ساذجة أخرى، وهكذا، وقد تبكي دما أو تعض على يديها ندما، ولكن بعد فوات الأوان
أما الشاب فيقول بلسان حاله ومقاله: لو لم يبق في الدنيا سوى تلك المغفلة ما تزوجتها وهو الذي كان يضع لها الشمس في يد، والقمر في الأخرى!
هل تصدق الفتاة أن ذلك الشاب المعاكس فعلا يريد الزواج بها؟
أو أنه لا يستطيع أن ينساها؟ ولا يستطيع أن يعيش بدونها! وكأنها الماء أو الهواء!
وهو الذي يتهددها ويتوعدها إن لم تخرج معه، هذا حب بلوي الذراع!
إن المسلمة يجب أن تبتعد عن مواطن الريبة، وأن تجعل بينها وبين الريبة والفاحشة خندقا بحيث لا يطمع فيها طامع، ولا يلتفت إليها كل ساقط وضائع
لا أن تجعل بينها وبين الفاحشة شعرة ما تلبث أن تنقطع، ويكون ذل المعصية وعار الجريمة يطاردها طوال حياتها، وربما بعد مماتها إن لم تندم وتتب
ولذا كان عمر بن الخطاب يكتب إلى الآفاق: لا تدخلن امرأة مسلمة الحمام إلا من سقم، وعلموا نساءكم سورة النور رواه عبد الرزاق
وذلك لما اشتملت عليه من الآداب التي يجب أن تراعيها المرأة، وأن تبتعد عن مواطن الشبهات
وأن تبتعد عن كل ما يثير الغرائز، فإن أعداء الإسلام ما يودون لها خير، ويريدونها أن تكون لقمة سائغة، وفريسة سهلة المنال، فهم يتاجرون بالغرائز، ويتفننون في عرض الصور والأفكار التي هي سبيل وطريق للفاحشة
وإن الفتاة متى ما درات حول الحمى وقعت فيه، كما أخبر بذلك من لا ينطق عن الهوى، أما من ابتعدت عن الشبهات وعما تشابه عليها فقد استبرأت لدينها وعرضها، بمعنى أنها طلبت البراءة لدينها وعرضها، فتبقى بريئة الدين، نقية العرض، طاهرة الأردان
أما من عبثت فإنها حامت حول الحمى، فهي توشك أن تقع فيه، فتدنس دينها وعرضها، وتبقى ملوثة السمعة، قلقة النفس، مضطرة
وهذا بالإضافة إلى أن نتيجته عار في الدنيا، فإن مآله ومرده في الآخرة عذاب أليم وخزي عظيم، إن لم يتب منه"
بالقطع ما قاله السحيم يعبر عن خلل فى المجتمع والذنوب فيه واقعة على الكل فالمجتمع لا يعلم أولاده أحكام الإسلام كما يجب فالذين يفتوون بحرمة كلام الرجل للمرأة هم أول من تسبب بالمشكلة مع أن الله قال " وقولوا للناس حسنا " ولم يحدد رجالا او نساء كما انه سمح للرجل والمرأة باللقاء السرى للكلام بالمعروف عن زواجهم فقال " ولا تواعدوهن سرا إلا أن تقولوا قولا معروفا"
فالمقابلات من أجل الزواج مباحة ما دام الطرفان يتكلمان كلاما معروفا أى طيبا
التعليم الصحيح هو الطريق لاصلاح هذا الخلل فعندما يقول الأبوين أن ليس محرما أن تتكلم البنت مع أحد يريد الزواج وأن عليها ألا تحادثه بكلام يظهر منه الرغبة فى ممارسة شىء محرم وهو ما سماه الله الخضوع بالقول بقوله " ولا تخضعن بالقول فيطمع الذى قلبه مرض"
وأن عليها ألا تقابل هذا الشخص إلا مع واحد أقاربها أو واحدة من قريباتها وان يكون اللقاء فى مكان عام فساعتها سيكون كل شىء واضح ودقيق ولكننا نعلمهن ونعلم حتى الشباب خطأ بالقول بحرمة الكلام بينهم
ويجب أن يقوم الأبوين بنصيحة البنات بألا يرسلن صورهن لأحد لأنها قد يستغلها فى أمور محرمة ولكن لا احد يقول هذا لبناته إلا ما ندر
ويخاطب السحيم البنات قائلا:
"أخيتي:
قبل أن ترفعي سماعة الهاتف تذكري ماذا يراد بك؟
وقبل أن تخضعي بالقول تذكري أن الله مطلع عليك فلا تجعليه أهون الناظرين إليك
إن استترت عن أبيك وأخيك، فتذكري من لا تخفى عليه خافية، وقد قال سبحانه وتعالى في شأن المنافقين: (يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم إذ يبيتون ما لا يرضى من القول وكان الله بما يعملون محيطا)
وقد ورد الوعيد الشديد في ذلك، فقال (ص) لأعلمن أقواما من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضا، فيجعلها الله عز وجل هباء منثورا» قال ثوبان: يا رسول الله صفهم لنا، جلهم لنا أن لا نكون منهم ونحن لا نعلم قال: «أما إنهم إخوانكم ومن جلدتكم ويأخذون من الليل كما تأخذون، ولكنهم أقوام إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها» رواه ابن ماجه، وهو حديث صحيح
إذا خلوت بريبة في ظلمة والنفس داعية إلى الطغيان
فاستحيي من نظر الإله وقل لها: إن الذي خلق الظلام يراني
وقد قيل: رب كلمة قالت لصاحبها دعني
كم هي المآسي نتيجة كلمة واحدة، كانت البداية والانطلاق في مغامرات نفق مظلم يرى أوله ولا يعلم على ماذا ينطوي
إن الشاب الذي يتصل بالفتاة ويطلب منها محادثته مدعيا براءته، وأنه لا يريد سوى التحدث والدردشة – كما يقال – ثم يظهر لها إعجابه بها، ويثني عليها، فتغتر بذلك وهي كما قيل:
خدعوها بقولهم حسناء والغواني يغرهن الثناء
وتنساق الضعفية، كما تساق الشاة إلى مكان الذبح، وهي لا تشعر
فتصبح كما قيل:
وليس يزجركم ما توعظون به والبهم يزجرها الراعي فتنزجر
أصبحتم جزرا للموت يقبضكم كما البهائم في الدنيا لها جزر
إن كثيرا من شباب المعاكسات يقولون: إن من انساقت وراء كلمة مني ربما تنساق وراء كلمة أخرى من شخص آخر
ويقولون: إن كانت كلمتني وطاوعتني لأجل مالي فسوف تجد من هو أكثر مالا مني
وإن كانت كلمتني لجمالي فسوف تجد من هو أجمل مني
وأن كانت كلمتني وهي لا تعرفني فما الذي يمنعها أن تكلم غيري؟
وقائل ذلك محق في ذلك، فإن من خانت أهلها، وحادثت شخصا لا تعرفه، فعهودها مستحيلة، فما الذي يضمن له ألا تخونه
فهو ينظر بعين عقله وهي تنظر بعين عاطفتها التي عليها غشاوة
واللوم يقع عليها هي، ولذا فهي التي تعطيه الإشارة إلى أن يكلمها، وأن يعاود الاتصال، ومن ثم يسجل صوتها ويهددها به إن لم تطاوعه أن يبلغ أهلها، وهذا دليل على بداية الخيانة، فتطاوعه المسكينة، وتظن أنه لقاء واحد برئ، ولكن الأمر – كما
قيل -: رحلة الألف ميل بدايتها خطوة واحدة"
ما قاله السحيم يعبر عن وجود خلل فى المجتمع فالسلطات لا تعلم الدين تعليما صحيحا وهو أمر مقصود حتى تظل المشاكل موجودة فينشغل الشعب عما تقوم به الشلطات من فساد وهو خروج على حكم الله
والخلل يتمثل فى عدم تعليم الآباء والأمهات أن عليهم أن يعلموا بناتهم أن كلامهم مع البنين بغرض الزواج هو أمر صحيح وانه يجوز لهم أن يقابلوهم فى الأماكن العامة للكلام فى الزواج
والخلل فى تنظيم المجتمعات هو أن لا أحد يملك أكثر من بيت حتى تكون الأسرة متواجدة فيه فلا يخلو فتى بفتاة ولكن السلطات وهى دوما من الأغنياء تسمح بتعدد بيوت الشخص حتى تسمح له بالزنى فى أى وقت ومن ثم يكون غالبا الشباب الفاسد هم أولاد الأغنياء لنهم يثلدون ما يفعله الآباء غالبا وايضا الأمهات وهن قليلا ما يفعلن ذلك
ثم حكى السحيم حكاية فقال:
"خرجت والتقت به في السوق أو في السيارة دقائق معدودة، ثم عاود (قيس) الاتصال، وأظهر لها إعجابه بها، وانه لم ينم تلك الليلة، و ، وطلب اللقاء مرة ثانية وتحت ضغط التهديد طاوعته، ولم يكن اللقاء في هذه المرة دقائق فقد يطول، وربما التقطت فيه الصور التذكارية والتي هي عبارة عن بداية قاصمة الظهر، ثم تصبح تلك الصور والأشرطة التي سجلت بصوتها وسائل تهديد وضغط حتى تقع في الفخ، ويأخذ منها أعز ما تملك، فأخذ منها شرفها وعفتها، وأعظم من ذلك دينها
فقد أصبحت في عداد الزواني، اللوتي لا ينكحهن إلا زان مثلهن أو مشرك، كما قال تعالى: (الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك وحرم ذلك على المؤمنين)
فيا أخية: إحذري
إن المعاكس ذئب يغري الفتاة بحيلة يقول: هيا تعالي إلى الحياة الجميلة
قالت أخاف العـ ـار والإغراق في درب الرذيلة
والأهل والإخوان والجيران بل كل القبيلة
قال الخبيث بمكر لا تقلقي يا كحيلة
إنا إذا ما التقينا أمامنا ألف حيلة
متى يجيء خطيب في ذي الحياة المليلة
ألا ترين فلانة ألا ترين الزميلة
وإن أردت سبيلا فالعرس خير وسيلة
وانقادت الشاة للذئب على نفس ذليلة
فيا لفحش أتته ويا لفعال وبيلة
حتى إذا الوغد أروى من الفتاة غليلة
قال اللئيم: وداعا ففي البنات بديلة
قالت: ألما وقعنا أين الوعود الطويلة
قال الخبيث وقد كـ شر عن مكر وحيلة
كيف الوثوق بغر وكيف أرضى سبيله
من خانت العرض يوما عهودها مستحيلة
بكت عذابا وقهرا على المخازي الوبيلة
عار ونار وخزي كذا حياة ذليلة
من طاوع الذئب يوما أورده الموت غيلة
وقد قال بعضهم لما وقعت الفتاة، وانتهك عرضها، قال شامتا:
اسكتي يافتاة أقصد يا امرأة!
فالمعاكس لا يهمه شرفك ولا عرضك ولا سمعتك، إنما يهمه أن يتمتع بك، ثم يرمي بك على قارعة الطريق، إن لم يتخذك – أجارك الله وحماك – وسيلة تسلية ومتعة له ولأصدقائه، وعندها لا تستطيع الفتاة أن تتخلص من تلك الورطة، ولا أن تنجو من تلك المصيبة، فقد وقعت في الفخ، وارتمت في الشباك، وأصبحت بغيا – أجاركن الله – بعد أن كانت في عليائها لا تنال إلا بأغلى المهور، ولا ترتضي أي خطيب، بل تشترط أو يشترط لها شروطا معينة
ما الذي أنزلها من عليائها وأبراجها إلى الحضيض الأسفل إلا خطوة من خطوات الشيطان، وعبث تعده بعض البنات عبثا بريئا بزعمها:
أنت أعلى أنت أغلى أنت أنقى يا أخيه
فاحذري أخية:
وفكري في عواقب الأمور قبل أن تضعي رقما، أو تخضعي بالقول لوغد متلاعب بأعراض المسلمين، والشواهد على هذا كثيرة، والحقائق والوقائع أشهر من أن تذكر، وأكثر من أن تحصر في عجالة
إن العلاج الناجع، والحل الناجح لمثل هذه القضايا، إلا تخوض الفتاة غمارها، ولا تقترب حولها، ولا تفكر بذلك مجرد تفكير، ولتعلم أنها اليوم تملك أمرها، وتحفظ شرفها، وتحمي عرضها، بامتناعها عن سماع كلمة واحدة، وإغلاق سماعة الهاتف في وجه كل عابث ومتلاعب، وألا تجعل للشيطان عليها سبيلا، فلا تجعل الهاتف في غرفتها فهي بذلك تقطع سبل الشر، وتغلق طرق الغواية، وتدفع الريبة عن نفسها
ووالله إن الشاب إذا واجهته الفتاة بصرامة فأغلقت في وجهه السماعة، وإن عاود الاتصال أسمعته ما لا يرضيه، والله إنه لا يجرؤ على الاتصال أو العبث
وعلى سبيل المثال: فتاة سمعت متصلا يحاول الخضوع لها في القول، فأغلقت السماعة، ثم حاول مرة ثانية فدعت عليه دعوة شديدة، فما عاود الاتصال
فمثل تلك الفتاة يقول عنها الشباب: لا فائدة فيها، ما يمكن الوصول إليها"
هنا يقدم السحيم للفتيات طرق قطع الطريق على المعاكسين حتى ينزجروا ويبتعدوا عنهن وهو اغلاق الخط فى وجه الشاب أو الدعاء عليه أو شتمه أو نصحه
وبين السحيم بعض طرق خداع الشباب للفتيات فقال :
"وأذكر لك شيئا من وسائل المعاكسين لتكوني منها على حذر
من وسائل المعاكسين:
الاتصال أول مرة ثم يبدي اعتذرا لطيفا، يكون مثار إعجاب الفتاة
الاتصال بدعوى أنهم اتصلوا عليه سواء على الجوال أو النداء (البيجر) ثم يسأل عن البيت أو يدعي تقديم خدمة
الاتصال بزعم أنه لديه مشاكل، وأنه يحتاج من يقف بجانبه، وإلى من يستمع منه، ليستدر عطف الفتاة، لتشاركه في حل مشكلاته، وكأنها حلال المشاكل
الاتصال بزعم أنه يعرفها أو يعرف أهلها وأنه معجب بها، وقد يكون استقى تلك المعلومات عن طريق أخته مثلا، أو عن طريق تصيد أحد الأطفال عبر سماعة الهاتف ليأخذ منه المعلومات الكاملة عن البيت وأهله، وهذا من الأخطاء التي تترتب على رد الأطفال على الهاتف
الاتصال والسكوت عدة مرات وتحمل الكلمات الجارحة، وإظهار سعة الصدر، أو الفرح بتلك الكلمات ولو كانت جارحة ما دامت منك!
الاتصال بدعوى أنه يبحث عن زوجة وأنه بحث وبحث ولم يجد، فيرجو أن تساعديه وأنه سمع عن حصافة عقلك ونباهتك ويريد منك أن تخدميه
وكل هذه محاولات لبدء الحديث واستماع الشكوى، ومن ثم تسجيل الصوت كخطوة أولى، يليها ما بعدها من خطوات شيطانية آثمة
ومهما يكن من أمر فلا تخدعي، وإياك أن تستدرجي، وحذار من الخطوة الأولى، فهي الزلة المهلكة، وإن كنت وقعت في الخطوة الأولى، فالرجوع أيسر من السقوط في الهاوية، واقطعي كل صلة، ولا تتركي له فرصة ليهددك بصوتك أو صورتك، لا تستمعي إليه، وفي كل مرة أغلقي السماعة، وإن أردت الخلاص فلا تردي على الهاتف إلا بقدر الحاجة من غير خضوع بالقول
وإن كان صادقا في تهديده فإنه سيفضح نفسه، وإن تجرأ وفضحك بين أهلك أو عند إخوانك بإرسال شريط بصوتك أو حتى أشرطة، فو الله لأن يفتضح أمر الفتاة بين أهلها أنها اتصلت أو كلمت شابا غريبا ثم يؤدبوها على غلطتها خير لها ألف مرة من أن تفتضح أنها زانية –أجارك الله -
مع العلم أن كثيرا من الشباب إنما يهددون فقط؛ لأنهم سيفتضح أمرهم، وربما تعرف أصواتهم فينالهم من العقاب ما ينالهم
وإن كنت وقعت في اول حفرة فكلمك شاب أو كلمتيه، فاتركيه واهجريه فورا فلا هو محب ولا هو عاشق ولهان، ولا أدل على ذلك من أن الفتاة لو ادعت أنها أصيبت بسرطان مثلا أو فشل كلوي لقطع علاقته معها، وفر منها فراره من الأسد
وإذا أظهر الشاب أنه (قيس) القرن العشرين! وأنه يذوب وجدا في محبوبته فلتجرب الفتاة، ولتطلب منه إثبات صدق دعواه، بأنها مريضة وتحتاج إلى عين –مثلا – أو كلية، أو أن والدتها – مثلا – أو والدها في المستشفى ويحتاج إلى عين أو كلية!
فلا شك أنه سيثبت أنه لا هو بـ (قيس) ولا هي ليلى! وفي البنات بدائل!
ولو وقعت فتاة في شباك المكالمات فأظهرت للشاب أن أهلها عزموا على تزويجها وإن عليه أن يتقدم لخطبتها، فسترى النتيجة بعينها
ويصبح الأمر كما قيل:
إذا اشتبكت دموع في خدود تبين من بكى ممن تباكى
إذا كل ما تحلمين به من معاكس أو يصوره لك إنما هي احلام يقظة عما قليل تستيقظين منها، فأفيقي أخية قبل أن تفيقي على صفعة قوية
أفيقي من سكرة الحب الموهوم، والزواج المزعوم، قبل أن تندمي وحينها لا ينفع الندم"
وكما قلت الخلل فى المجتمع هو عدم تفعيل الشرعية فالمكالمات الهاتفية معروف أنها مسجلة ومن ثم يجب تعليم الفتيات أن عليهن عند التعرض لمعاكسة أت تبلغ والديها أو القضاء وعلى القضاء ان يقوم بالتحقيق فى الأمر ويقوم بعقاب المعاكس بالجلد ولكن هيهات أن يعاقب أولاد الأغنياء فى مجتمعاتنا فالمال والواسطة والرشوة هى السائدة ومعظم القضاة فاسدون فى بلادنا
ثم بين السحيمالصفات المشتركة للمعاكسين فقال :
"إن شباب المعاكسات نسخة واحدة، يتفقون في أنهم مخادعون، محتالون، وللحب يدعون ويظهرون، وأنهم للزواج يسعون ويريدون، وهم كذابون أفاكون ويتفقون في أنهم ينصبون شباك الوهم في طريق بنات المسلمين يرمون الأرقام أمام الأقدام، وهذا دليل على الخسة والوضاعة، فليست هذه أفعال الرجال، والرجال منهم براء، ولكنهم تعودوا الاصطياد في الماء العكر
إن من يريد الزواج يأتي البيوت من أبوابها، لا أن يتسور بيوت المسلمين عبر الأسلاك، فهذه أساليب الأراذل من بني الإنسان
فكيف ترتضي الفتاة معاكسا ساقطا يكون زوج المستقبل، وشريك العمر
إن شابا كهذا لا عهد له ولا ذمة، فالذي رمى لك اليوم رقما رماه لعشرات غيرك
والذي اتصل بك اليوم اتصل بغيرك
والذي زعم حبك زعمه لسواك
والذي وعدك بالزواج وعد به أخريات
فمثل هذا عهوده مستحيلة ولا تقول الفتاة عن من يكلمها إنه يختلف عن الآخرين
يا بنت الإسلام استمعي نغما أشدوه بإشفاق
صوني بحيائك مملكة من شهد جمال دفاق
الدرة أنت فلا تدعي كفا تمسسك بلا واق
كوني بالحشمة شامخة بجمالك فوق الأعناق
كوني حورية جنتنا في الخلد جوار الخلاق
ما طاب الحسن من امرأة ترميه بوحل الأسواق
بل حسن المرأة حشمتها يكسوه جمال الأخلاق"
وكان ينبغى على السحيم ألا يقصر الأمر على الشباب فالأغنياء معظمهم سواء شباب او شيوخ أو فيما بينهم يقومون بهذا وكذلك الطبقات ألأقل يتواجد فيها البعض من المعاكسين
وكل هذه النصائح بلا فائدة إلا نادرا لأن المجتمعات قائمة على فساد شامل من خلال القوانين الوضعية ومرادات الطبقة الحاكمة وهى الاستيلاء على السلطة والثروة والاستمرار على الكراسى دون نظر لشرع
وفى النهاية بين الرجل وجهة نظر خاطئة فى الحب فقال:
"أخيرا: إياك وصحبة السوء، ومن تدعوك لخوض تجربة مريرة يسمونها الحب"
فالحب وهى الانشغال بفرد ما انشغالا نفسيا مباح طالما أن المحب أو المحبة يطيع الله
ثم قال السحيم:
"أو من تدعوك للتعرف على صديق لها أو على أخيها، فإنما هي من أتباع الشيطان الذي يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير
إن بعض الفتيات تفعل هذا بزعمها أو بتلبيس الشيطان عليها لتضمن زوجا، أو لتحدد فارس احلامها، أو لتعيش الحب
وكل هذه أوهام وخيالات، هي في حقيقتها سراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا، ووجد عنده الحسرة والندامة
أخيتي:
اتقي الله وراقبيه في السر والعلانية، واعلمي انه سبحانه أنعم عليك بنعم شتى، فلا تعصيه بنعمه، ولا تحاربيه بها، واستعملي تلك النعم والجوارح في شكره وفي مرضاته
قال ربك ومولاك: (إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا)
واعلمي أن رسولك قال (ص): البر حسن الخلق، والإثم ما حاك في صدرك، وكرهت أن يطلع عليه الناس رواه مسلم
فأنت ولا شك تخشين وتكرهين أن يطلع عليك أحد من أهلك وأنت تتصلين اتصالا مريبا"
كل ما قاله الرجل من نصائح كما قلنا لا يفير من واقعهنا المر شيئا لأن المجتمعات من أعلاها فاسدة وهى لا تريد أن ينصلح الحال لأن انصلاح الحال سيجعل أول المعاقبين هم الطبقة الحاكمة