رسائل وأفعال متساهلة تضر ولا تنفع في التربية
14 قبراير 2004
هناك بعض الجمل التي يستخدمها الآباء مع أبنائهم ولا تكون مؤثرة بالنسبة لتغيير سلوكهم لإنها غير واضحة وبالتالي لا يستطيعون من خلالها ايصال رسائل واضحة إليهم ولا يفهم الأبناء ماذا يقصد آباؤهم منها.. ولا يصل آباؤهم بها إلى تطوير سلوك هؤلاء الأبناء.
قد يقول الأب مثلاً لابنه وهو يريده أن يستحم
»لقد حان الوقت لتأخذ حماماً«
ماذا يعني الأب هنا بجملة »لقد حان الوقت« هل هو الساعة السادسة أو السابعة مساءً؟. هل هو الآن أو بعد ساعة..؟ أليس الأفضل أن يقول الأب لابنه
»الساعة السادسة موعد حمامك اليومي.. ادخل الى الحمام واستحم سريعاً«.
لنأخذ مثال آخر.. أم تقول لابنتها
»هل من الممكن أن تحاولي أن تكوني لطيفة ومطيعة في بعض الأحيان«.
ماذا تقصد الأم بأن تقول ذلك.. هل تقصد أن من المكن لابنتها أن تكون أحياناً لطيفة ومطيعة وأحياناً غير لطيفة ومطيعة..؟ هذه جملة غير واضحة.. ولا تصل إلى الطفلة بشكل واضح لكي تلتزم الطفلة بما تريد منها أمها الالتزام به وهو اللطف والطاعة.. أليس الأفضل أن تكون جملة الأم »مطلوب منك أن تكوني لطيفة ومطيعة في القيام بواجباتك وعليك أن تلتزمي بذلك ما دمت أحد أفراد هذا البيت«؟
لقد أدركت الابنة بهذه الجملة أنه مطلوب منها أن تكون لطيفة ومطيعة وأن تقوم بواجباتها كفرد من أفراد الأسرة.. لأن العائلة لا تقبل بنوع آخر من الأفراد الذين يسببون المتاعب لمن حولهم.
ماذا لو قالت الأم لابنتها »هل يمكن أن تؤدي لي جميلاً وتتعاوني معي مرة واحدة على الأقل؟
إن معنى هذه الجملة أن طاعة الابنة لوالدتها جميل تفعله لامها لا واجب عليها.. وأن التعاون قد يكون مرة واحدة من عشر مرات.. إن هذه الجملة غير واضحة وغير مؤثرة على الاطلاق في التربية ولا تؤدي الى تحسين سلوك الطفل.. والمفروض أن تقول الأم لابنتها »تعاونك معي مهم جداً لتؤدي واجباتك في وقتها.. وحتى لا أغضب وأثور عليك إذا لم تنجزيها قبل النوم«.
لقد فهمت الطفلة من جملة أمها الواضحة أن تعاونها مع أمها مهم حتى تتمكن من أداء واجباتها في الوقت المناسب ولكي يسود البيت جو المودة والإلفة بدل ثورة أمها عليها إذا لم تتعاون معها وحان وقت نومها.
ماذا يفيد الابن إذا قاطع والده وهو يتحدث على الهاتف وقال له والده »هل يعجبك عندما اقاطعك عندما تتحدث بالهاتف؟.. هل كان لهذه الجملة أي تأثير على الطفل بحيث أنه لن يقاطع والده إذا تحدث على الهاتف أمامه مرة أخرى.. كلا بالطبع.. لانه سيقاطعه المرة وراء المرة.. لماذا؟ لان والده لم يحدد له الطريقة التي من الواجب أن يتعامل معه عندما يتحدث على الهاتف.. لكنه لو قال له »عندما يتكلم والدك على التلفون لا تقاطعه« فإن هذه الجملة ستكون مؤثرة لانها توضح ماذا يريد الأب من ابنه وانه اذا كرر سلوكه ذلك سوف يضع والده حداً لذلك.
هناك جمل غير مؤثرة أخرى من الأفضل للآباء عدم استخدامها لانها لا تفيد في أن يتخلص الأطفال من تصرفاتهم السيئة ولا تعطي المعنى الذي يريده هؤلاء الآباء لابنائهم.
»هل يمكنك ان تنادي اخوك بصوت أقل ارتفاعا« كيف يكون الصوت الأقل ارتفاعاً وكيف يعرفه الطفل؟
»أفضل لك أن تتصرف بأدب« هذه جملة غير مؤثرة اذ كيف للطفل أن يدرك ما هو التصرف بأدب اذا لم يوضحه له والده؟
»أنا لا أحب تصرفاتك« وماذا بعد.. لم يفهم الطفل أي التصرفات التي لا يحبها والده فيتوقف عنها.
»سيكون من الأفضل أن أجدك قد انهيت واجباتك اليومية قبل الآن«.
ماذا أدرك الطفل من هذه الجملة.. هل والده غاضباً أم لا.. وهل واجب عليه إنهاء واجبه قبل ذلك؟.. ومتى؟«.
»هل اطلب الكثير لو انني رغبت في تعاونك معي؟« هل يتوسل الأب لولده.. أم يضع له حداً ليلتزم به.. الولد لم يعرف ماذا يريد والده بالضبط.. الرسالة التي يرسلها والده غير واضحة.. وهو حائر في فهمها.
إلى جانب هذه الجمل الغير مؤثرة أو المتساهلة الغير واضحة.. توجد تصرفات يقوم بها الآباء غير مؤثرة في تحسين سلوك أبنائهم.. فما هي؟
إذا سمحت الأم لابنها أن يذهب ليلعب مع أصحابه دون أن يرتب الفوضى التي تركها في غرفته أو في غرفة المعيشة.
أن يقوم أحد الوالدين بترتيب المكان بعد أن ينشر الأطفال الفوضى فيه.
تبديل الطفل اذا كان يستطيع أن يقوم بتبديل نفسه بنفسه.
تجاهل سلوك الطفل السيء على أمل أن يتخلص الطفل منه.
ضرب الأب لطفله إذا ضرب غيره من الأطفال ليريه والده كيف يكون شعور الضرب والى الأسبوع القادم لنتناول الأساليب الحازمة المؤثرة في تحسين سلوك الأبناء.. وكيف يمكن للآباء أن يقوموا بها حتى تعطي نتائجها الايجابية على تصرفات أبنائهم.
منقوووول للفائدة
المســـــافر