إلى الأصدقاء هُنا أو شرق المتوسط مرّة أخرى *
هذه التفاصيل الخارجة من القبر ...
تؤدي الشهادة .
التعريف بالجثــــّة
نحن الناس أبناء شرعيين للوطن ونحمل هويته بقامات تصل في متوسطها إلى 1.88سم تقريباً وبأسماء عربية وملامح محروقة بالرمل والشمس ونلبس ثيابَ بيضاء لا مثل قلوبكم ونورد إبلنا للصدق والوضوح ، ونحب أطفالنا ونتدفأ في الشتاء بعيون تنتظر الغد ونشتري ملابسنا من أسواق رخيصة .
لا نهتم كثيراً بباريس ولا تعني لنا سوى عاصمة تعلمناها في الصفوف الأولى للدراسة في حصص الجغرافيا ، ونغسل سياراتنا لتبدو أكثر نظافة عند عمال من الشرق الآسيوي يأتون على دراجات هوائية صباحاً بخمسين ريالاً شهرياً ، ونضع في جيوبنا هلل لكي لا يضحك علينا العمال في محطات البنزين .
نشتري حزمة حطب بخمسة عشر ريالاً لكي نشرب الشاي مع أطفالنا في الأودية بعد أن سيجتم الأرض وأبعدتمونا بمسافات تصعب على الرُّحّل مثلنا وأجدادنا .
نبتهج حين يعلن أي أحد أفراد رأس المال عن تخفيضات لنشتري ملابس الشتاء لننعم بالدفء .
نغسل ملابسنا أحياناً عند مغاسل منتشرة في الأحياء لخدمة الزبائن وغالباً ما تتراوح تسعيرة الغسيل للثوب الواحد بريالين وللشماغ بريالين وللملابس الداخلية بريال واحد بعد أن نتعرف على العامل الهندي ويكتب أسمائنا بمجرد وقوفنا على كاونتر الغسيل !
نشتري أطباق الاستقبال من عمال هنود أيضاً يضحكون علينا أحياناً ، يضحكون على جهلنا ويزيدون في قيمة القِطع .
ونحلم بأن يعزمنا صديق لديه مرتب جيد أو دخل إضافي كل ستة أشهر !
أقدامنا مشطوبة من أسفل ، وهذه علامة وطنية لا توجد غالباً لدى المخلوقات سوانا .
نعاني من آلام في الأسنان ونُحرج من فتح أفواهنا مثلما نخاف من فاتورة طبيب الأسنان .
أغلبنا في بيوت مستأجرة وغالباً ما يتراوح إيجار الشقّة من 20 إلى 30 ألف ريال سنوياً .
نشتري الشراريب من سوق الجُملة ونهتم بالأنواع اليابانية ـ يسمونها شراب العائلة ـ لأنها مطاطية وتصلح لكافة الأعمار !
غالباً ما توجد في دورات مياه بيوتنا تسربات نؤجلها دائماً لأننا لا نملك ما يسمّى بتقنين المصاريف ، وهذا ليس له علاقة بالصرف الصحي .
نسمي غطاء الشتاء بالـ " كنبل " ولا أعرف شخصياً سرّ هذه التسمية إنما تــَبقى لدينا في الخدمة لمدة خمس إلى عشر سنوات !
نخرج من العمل بحجّة خروج أطفالنا وزوجاتنا من المدرسة وربما لا نعود !
لدينا مكانس كهربائية وكومودينات في غرف النوم ، وسلال بصل في المطبخ ونعرف أسماء موردي الأرز البسمتي .
نحب الشاي والمرضى بالسكر لهم علب خاصة بنوع يحافظ على نسبة السكر في الدم ويتباهون بها حين يستخدمونها مثلما يفعل صالح العلي بعلبتها النيليــّة .
لدينا مكتبات صغيرة و " مقلّط " وصالة جلوس !
نربط في سطوحنا حبال " نيالون " لنشر الغسيل .
يعشش في نوافذ دورات مياهنا ـ ونشكر الدولة بهذه المناسبة على تنصيب القصيبي وزيراً لها ! ـ حمام مستوطن لأننا نحافظ على البيئة والحياة الفطرية !
مكيفات البيوت المستأجرة التي نسكن فيها جدارية ، نعاني منها شتاءً ونعرف ماركاتها .
نشتري ولاعات السجائر من محطات البنزين والبقالات بريال واحد وغالباً ما نشتري معها " خبز صامولي " ويعطينا البائع علك إذا تبقّى نصف ريال من القيمة المُستردّة يستبدله أحياناً بعلبتي علك " غندور " وبالمناسبة ربما أطالب بحقّى في الترويج لهذه السلعة يوماً .
لدينا " فنايل " قطنية بكم طويل للشتاء ونفصّل الثياب عند خياط على الماشي أو نشتري من " الدفــّــة " بحوالي 85 ريالاً ، لثلاثة أو أربعة ثياب في السنة .
يضحك علينا العجلان بـ " بصمات " البسام السبع حتّى الآن .
نأكل على الجهة اليمنى لأسناننا ، هذا بالنسبة للعلمانيين منّا ، بينما على اليمين بالنسبة للإسلاميين !
نرصّ الملابس بشكلٍ عشوائي في الدواليب ، وهذا اسم شائع لخزانات الملابس ، ونختار أيضاً بشكلٍ عشوائي .
أما بالنسبة للعطور فهي أذواق ولكلٍ عطره الخاص ولكن على المستوى الشخصي تتراوح سعر العطور ما بين 100 إلى 150 ريالاً وليس لنا محلات معينة وعطور خاصة ، بمعنى أننا نشتري حسب النصيحة غالباً !
نسمي أطفالنا أسماء شائعة ونحرص على الأسماء الـ " مودرن " بينما الأصوليين منّا يسمون بناتهم بنورة وموضي وصالحة وحصة ونحمد الله أحياناً على النعمة !
غالباً ننشغل عند إشارات المرور بأشياء تافهة نسبياً ، تعني حياتنا الخاصة .
لدينا جيران ، وظلال للستائر حينما تكون نوافذنا على الجهة الجنوبية بضوء يتدلّى من منتصف السقف .
نستخدم ، كرجال ، سراويل بيضاء طويلة أُصطلح على تسميتها بسراويل السنّة .
ونضحي في العيد الكبير ، الصالح منــّا ، رغم الاستنزاف للموارد المالية !
جوالاتنا غالباً بأرقام غير متشابهة وتنتهي برقم خمسة !
نطفيء السجائر للمدخنين منــّــا في حافة الطفّاية ، وهي أداة مخصصة لأعقاب السجائر ورخيصة عند محلات منتشرة تحت أسماء ( كل شيء بريالين ) بينما تبيع إلى غاية خمسين ريالاً .
نصفنا يحب جيفارا ، والآخر يحب بن لادن وربما الاثنان معاً مثل شامبو بيرت بلص ( إثنان في واحد ) !
وبمناسبة الشامبو حين نريد الاعتناء بأطفالنا أكثر نشتري لهم ( لا دموع بعد اليوم ) من جونسون بيبي شامبو .
أشهر معجون حلاقة بالنسبة لنا هو " جيليت " ولا نذهب للحلاق غالباً بالنسبة للمحترفين أمثالي ممن تنتهي حلاقتهم بمعطّر لوقف النزيف !
الخيار بالنسبة لنا والبامايا قيمة غذائية كبيرة .
نتمنى لو نفطر على " كورنيفليكس " يوماً .
نشتري " بخاخ " الإستاتيك ذي الزيادات المجانية لنتخلص من الكهرباء الساكنة في ملا بسنا البيضاء ونضعه على كمودينة غرف النوم لتكثر عليها العناصر وتعطيها شكلاً لكي لا نشعر بالفراغ .
هذا بالنسبة لـ " ا لرجال تقريباً " .......
نساؤنا مثلنا تماماً مع فارق الأنوثة وحاجاتها ...
الفوارق البسيطة تكمن في أنهن يعملن برواتب صغيرة وملابس الأطفال والأشياء المصفوفة تحت مرايا الكومدينو ...
يخرجن مع صديقات العمل لمطاعم عائلية ، ولا يشربن الشاي مثلنا ..
لديهن مشروب خاص أسمينه أو أسمي بالنيابة عنهن بـ " سعودي شامبين " ! تديره أيدٍ غارقة في السرقات ، ويفتــِشن وجوههن أمام عامل المطعم بينما يتغطّين في حالات أخرى ، خوف اجتماعي لا أكثر .
يؤنبنــَنا كثيراً على الكسل ...
منهن من تربين في بيوت الزوجية على الطاعة وهذه لها أصولها ومواقفها ...
تغيرت أفكارهن كثيراً عن قبل ...
أصبحن ليبراليات بالنسبة لبعضنا وإسلاميات متشددات بالنسبة لأصحاب اليمين ، ويوزعن أشرطة كاسيت ويلقين محاضرات عن الدين مثلاً .
بعضهن يدخّن مثل زوجتي نفس النوع ...
وربما يشربن كحولاً خفيفاً في حالات خاصة ، فقط لتنقية المزاج .
لهن دواليب خاصة للحلوى وهدايا الأطفال ، غالباً ما تكون في المطبخ أو المستودع لمن تتوفر لهن فرصة امتلاك مترين في مترين في البيت المستأجر وعذراً للتعدي على الملكية في حكاية امتلاك المترين التي أتت سهواً .
ينظفن أحواض مزاجنا السيء بهدوء .
ويتعمدن الزعل في أحيان أخرى لنتوسل لهن بالرضى .
لهن نفس الذي عليهنّ شرعاً ولم يعدن يعرفن أي حقوق يمكن أن يطالبن بها وممن !
يلبسن بنطلونات ضيقة تسمى الـ " جينز " يشترينها من محلات تبيع الملابس والآواني المنزلية وأغراض ا لرحلات ...
لديهن كريمات خاصة تسمى " كريم أساس " بدرجات مختلفة تناسب لون البَشرة .
لا يحلمن كثيراً .. ولا يتحدثن عن الجنس في الغالب .
يجلسن بطريقة غريبة وناعمة عند مشاهدة التلفزيون .
أيديهن ناعمة ويحببن الـ " بوبكورن "
لديهن أدراج خاصة لمواد العناية بالشعر ( بكلات ..، أمشاط ..، شبــّاصات .....) بينما يضعن الزيوت والكريمات مع العطور لنفس السبب الذي نضع فيه المانع الإستاتيكي تحت المرآة .
يلبسن بيجامات نوم للبيت ، وبعضهن جلاّبيات تتراوح أقيامهن من ( 25 ـ 75 ريالاً ) .
نجدهن أحياناً في حالة سهو للتفكير بأشياء لم نعد نسأل عنها ، وصرنا نخاف !
لا يقرأن الجرائد غالباً ..
وبالمناسبة أحكي عن المتزوجات منهنّ ، وربما تنطبق الحالة على بعض العازبات بإضافة " كمّية " من الطفش الزائد عن الحدّ في حال ا لرغبة بالمقارنة .
على المستوى المعيشي قُتلت أحلامهن معنا .
يقطّعن البصل بطريقة مختلفة عن طريقتنا في تقطيعه ، ويحببن البطاطس أكثر .
يعانين من ملل غريب .
يردن الخروج دائماً في الصيف ، وغالباً نذهب معهن إلى المنامة أو القاهرة أو دمشق أو دبي ، نحن لنشرب ، وهنّ لتغيير الجو ، ويتبرّعن ببعض تكاليف الرحلة .
على المستوى الخاص أشترك أنا وزوجتي في كل شيء تقريباً ، والفرصة متاحة للخبث في النيّة إذا أردتم النكاية بي !
يعشقن الأصوات الخفيفة ويتعلّمن أكثر منّا وبسرعة أكبر ، أمخاخهن لم تتلوث كثيراً بثقافة الشارع التي تطغى عليها صفة القمع والكراهية نظراً لقلة احتكاكهن وطبيعتهن .
لا أعرف كيف يحافظن على " الروج " بعد وضعه على الشفتين ويحمينه من السعابيل ـ هذا لفظ دارج يعني اللعاب وبالمصطلح الطبي ( saliva ) ـ .
ملامحهن تبدو متشابهة لنا ، وهذا عيبٌ ثقافي دون تفصيل أكثر لأننا لا نرى أحداً .
يتلفتن كثيراً في الأسواق دون أن يحكين .
حركة أعينهن سريعة للحاق بالأشكال .
يكرهن نون النسوة مثلما أكره كتابتها الآن !
اعتراف الجُثــّــة المختصر
أعترف بأني سأجد مشقّة كبيرة في التعريف بالقاتل وأداة الجريمة لا لشيء ، سوى أنهما يستحقان أكثر مما أتوقّع .
وبرغم الرائحة التي تصدر عن القاتل والدالة عليه إلا أنه صعبٌ على الرؤية ومموّه أكثر مما نتصوّر جميعاً .
التعريف بالقاتل ...
يتحرك بعينين ثابتتين دائماً ، ويقرأ جريدة الشرق الأوسط في المقعد الخلفي لسيارة لا تقل قيمتها عن 300 ألف ريال أي بما يعادل 80 ألف دولار حسب سعر الصرف تقريباً .
يلبس أحذية جلدية يشتريها له رجل بملامح أفريقية يحمل جنسية .
يحسّ دائماً بأنه محسود على النعمة ، ويرددها دائماً .
يصلي في المسجد المجاور بثياب ناصعة ويفسح له المصلون الطريق للصف الأول دون أن ينظر إليهم .
يتقاطر منه الرياء على السجاد ويلتقطه رجل يرافقه كظل .
يملك مثل القطيع الذي ينتمي إليه حنجرة ملكية بتصرّف ، تصدر أصواتاً جهورية وفخمة وعبارات مُتعارف عليها وأصبحت " كليشات " .
يحلق وجهه يومياً وينظف انفه لكي لا يفعل مثل العوام أمام إشارات المرور .
بجلد أبيض ومرقّش أحياناً مثل مرضى النُّقرس .
أبشع منظر يمكن أن تشاهده ، حين تراه بملابس البحر .
يرتدي نظارة شمسية ماركة " ريبان " ويحب لا عبي كرة القدم .
يضع اسمه على ورق أبيض بالخط الذهبي في أوراق مكتبه الخاص حتّى لو لم يكن لديه مكتباً .
يذهب دائماً إلى أماكن الاحتفالات ويحرص على النظر إلى الصفوف الأمامية ويخاطب المنظمين ومسئولي العلاقات العامة بصوت يحاول أن يكون واثقاً ولكن يمكن اكتشاف أنه مزوّر وطاريء بسهولة على الذهن المدرّب .
يحرص على أن يحمل مسبحة لامعة ، تصدر حبّاتها صوت أحجار كريمة .
يقول " باريس " بطرقة فخمة ويتحدث في السياسة كغبيّ .
يبتسم عندما يسأل عما لا ينتمي إليه ، ويطلق إشارات ليبتسم الآخر مرغماً إن كان سهلاً .
يعوّد من حوله على ا لبحث عن كل شيء بالنيابة عنه .
يحف شواربه بعناية ليشبه وجوه دعايات " نيسكافيه " !
أبواب بيته مفتوحة كإشارة على الكرم بينما يتركها في الأصل ليرى المارّة المواقف والسيارات والممرات والنباتات الجانبية .
يترك أطراف شماغ البسام المكويّة متدلّية على الجانبين ، وغالباً ما تنتهي أكمام ثوبه بما يسمّى بالـ " كَبــَـك " .
وجهه رخامي .
يلّون المدينة بفرشاة التعاسة ويسلبها طبيعتها .
مفهوم الحضارة بالنسبة له ملفوفٌ على " طبقة " صغيرة فوق طاولة طعام .
يده لينه ورخوة عند المصافحة .
رمادي المزاج .
أداة الجريمة ....
لها عدة أسنان وأوجه ، مختلفة المنشأ والصفة واللون
تحمل ـ بأحد وجوهها ـ صوراً ملكية أحياناً ، أو أختام وتواقيع .
لها جوانبها القانونية غير المُعلنة لإخفاء الجُثث ووقت وقوع الجريمة اليوميّ عادةً .
تُمرر تحت الطاولات .
تتحرك في شكل مستطيل يصل في حجمه أحياناً إلى حجم ورقة A4 .
تدور في عمارات منتشرة بأسماء معروفة .
تتنقل أحياناً في أكياس عبر سيارات خاصة .
يُنظر لها كحذاء في أعين لا تعرف رائحة التراب يحنما تكون بالحجم المنوّه عنه سابقاً .
تُشكّ بالدبابيس عند الحاجة .
سريعة القتل ويمكن للقاتل محو أثرها بالقانون الغير مُعلن وتحت ذرائع مختلفة تُمنح له .
أشعر أنها صعبة على الوصف ومراوغة ، وأعلن عجزي مالم أقل أنها بحجم خارطة !
رسالة الجُــثــث إلى القاتل .
لتكن الذئاب رسالتنا الأولى
الذئاب الأسطورية في رحلة الرمل والعشب
حين تركتم رؤوسنا كشواهد قبر ، ومضيتم إلى أهلكم / هلاككم ، كنّا نعرف من الرائحة أن مخلوقاتنا الأسطورية تحثّ الهواء لتـَحمِل معه رفقها ورفقتها .
تلك التي خِفتمـُوها ولوّنتم ترابها بالأسمنت ، لوثتم جلودها بالخيانة .
هي نفسها التي حاولتم أن تسدوا الأرض عليها لترحل بعيداً وحرضتم البارود ليكون بديلاً عنها وطوقتم أعينها بالزيت والخام والحرير قبل أن تعطيكم ظهرها للتوسد ضميرها الحيّ اليقظ .
هذه الذئاب التي تعرف أكتافنا بينما أشغلتكم معرفة أكل هذه الأكتاف ( من أين ) أكتافنا التي تعرّقت وجباهنا التي حَـكَـت للتراب عن الصلوات الأخيرة .
تلك التي توقظنا صباحاً على أجنحة الوضوح والصدق والوفاء .
هاهي حولنا تدربت خُطاها على إيقاظ الخزامى في أرواحنا .
نفضت عنا التعب بأقدامها تحاول لعق رائحة الجريمة .
الجريمة بشكلها البشع ، تلك التي مارستموها ضدنا بأسماء مختلفة وبأدوات متشابهة .
هذه رسالتنا لك أيها القاتل المموّه عمداً .
تهيأ لترى في نهارك المعتم كيف ترتكب الذئاب حقنا .
كن على حذر ولا تطلب الرحمة لأنها الذئاب الأساطير
ستفعل ..............والله
غناء الذئاب النهائي ....
يتفجّرُّ جوعٌ
تضيقُ بهِ تلةٌ
ومساءٌ
تضيقُ الشّعاب ْ
ويلمعُ محتقناً مثلَ نجمٍ
هوى فوق أكتافِ هذي الهضابْ
يتفجّرُ جوعٌ
ويستعرُ الدمُ
لا يطفيُْ الموتَ ظلٌ
ولا قمرٌ في البراري
ولا نسمةٌ أو سحابْ
يتفجّرُ جوعٌ
تسيلُ الدقائِقُ مذبوحةً
ونداءُ الحياةِ فَيُرعِدُ صمتٌ
ويبرقُ ناب
يتدحرجُ ذئبٌ إلى السّفحِ
من جرّح الصوتَ في رئتيهِ
وعبأ نظرتهُ بالحرابْ
عــَطــَشٌ
والبراري هُنالكَ تمتدُّ
يبتلعَ الآن حنجرةً تتشقــّقُ
يعوي .................
يطاولُ قامتهُ كي يرى الأرضَ
يعوي..........................
فيرتدّ هذا الصدى نازفاً
يقدحُ الصخرُ تحت مخالبهِ
تلتهبُ أحزانــُهُ والترابْ
التوقيع الأخير
هذه الأرض يا قاتلي / وطني .