لا نصر بالمكابرة .. ولا تعادل بالخوف ((قراءة فنية لمباراة الاتحاد والنصر))

[الدووووخي]

تلقى العالمي خسارته الثانية في مسابقة دوري كأس خادم الحرمين الشريفين على أرض ملعب الأمير فيصل بن فهد بالرياض، وذلك بهزيمته بثلاثة أهداف لواحد من المونديالي الذي نجح في قلب تأخره بهدف إلى نصر عريض.


بدأ العالمي المباراة بتكتيك 4-4-2، وتشكيل مكون من محمد الخوجلي في حراسة المرمى، و"ماساماسو" وحمد الصقور في متوسط الدفاع، وسلطان بخيت في الظهير الأيمن، واحمد سعد في الظهير الأيسر، واحمد الخير وبدر الحقباني في المحور الخلفي للوسط، ومحسن القرني في طرف الوسط الأيمن، وبندر تميم في طرف الوسط الأيسر، وطلال المشعل وسعد الحارثي في الهجوم.


وبدا أن يوسف خميس يسعى دفاعياً إلى إغلاق منطقته بتكاتف ظهيري الجنب، مع المحورين الخلفيين لتكوين ساتر دفاعي أمام متوسط الدفاع وحارس المرمى، ويطمح هجومياً إلى تشكيل ضغط مباشر من الأطراف، بتحرك طرفي الوسط ومن خلفهما الظهيرين بغية التركيز على اللعب العرضي لضرب منطقة العمق المنيعة في المونديالي.


وقبل أن تكتمل الدقيقة الأولى مرر القرني عرضية خطرة إلى طلال المشعل، غير أن الأخير لعبها فوق المرمى، قبل أربع دقائق من حصول العالمي على خطأ على يمين مبروك زايد، لعب الحقباني الخطأ عرضياً وأدى سؤ توقيت مبروك زايد إلى تجاوز الكرة إلى الطرف الأيمن حيث بندر تميم المنفرد بالمرمى الخالي، فلعبها الأخير بيمناه في الزاوية المقابلة هدفاً أولاً في المباراة.


بعد الهدف بدأت المباراة عملياً وتوالى انكشاف العيوب الفنية، والفردية، في العالمي، فعلى الناحية الهجومية أتضح أن غياب المحور الأمامي، وتذبذب الظهيرين بين المهام الهجومية والدفاعية، والانخفاض الحاد في مستوى محسن القرني، أقول أتضح أن هذه المشاكل الثلاث أدت إلى تحميل بندر تميم مسئولية أكبر من طاقته في القيام –وحده- بدور بناء الهجمات، وهو ما أفرز اضطرار المشعل، غالباً، والحارثي، أحياناً، إلى التراجع للخلف وترك مواقعهم في المقدمة، وهو ما قاد إلى وضع هجومي بائس.


أما على مستوى الدفاع فقد برزت أربع مشاكل رئيسة، أولها تواضع أداء المحورين الخلفيين، وخصوصاً الحقباني، في الضغط على حامل الكرة ومنع اختراق العمق -وأخص الحسن كيتا-، وثانيها تجاهل المحورين الخلفيين –في معظم الحالات- لتغطية الفراغات خلف الظهيرين، وثالثها التقدم المبالغ به من الظهيرين، وبخاصة سلطان بخيت، ورابعها استمرار الأداء السلبي لحمد الصقور في التعامل مع الكرة، وفي الرقابة، وأدت هذه المشاكل إلى تحميل ماساماسو عبء الجهد الدفاعي –لوحده-، وبروز انفراجات كبيرة في جدار الحماية الأصفر، وخصوصاً في الناحية اليمنى حيث لا يوجد ماساماسو، وقاد كل هذا إلى وضع دفاعي أكثر بؤساً من نظيره الهجومي.


استثمر المونديالي هذا الوضع المريح، فدفع بهجوم متواصل من كل الجهات، وكان النجاح أكثر في الركن الأيمن لدفاع العالمي، وفي الدقيقة السابعة والعشرين نجح الخوجلي وعلى دفعتين أن يمنع تسديدة مباشرة من الصقري، قبل خمس دقائق من تخليص خاطئ من الصقور أدى إلى انفراد لكن الخوجلي نجح في إنهاء الخطورة.


وفي الدقيقة الرابعة والثلاثين حدث ما كان متوقعاً فأحرز المونديالي التعادل من عرضية إلى الناحية اليمنى من دفاع العالمي، وبرغم محاولة كشف التسلل إلا أن الخطأ الفردي من سلطان بخيت كسر التسلل، وسمح لأسامة المولد بتحويل الكرة إلى مرمى الخوجلي، وبعد ثمان دقائق ارتكب الخوجلي خطأ قريباً من منطقة الثمانية عشر نتيجة احتكاكه بالحسن كيتا، فرفع الدوخي إلى مرزوق العتيبي –غير المراقب-، ولعبها الأخير برأسه إلى المرمى، أفلح الخوجلي في صدها، لكن العتيبي تابع الكرة وسدد في المرمى، مستفيداً من استمرار غياب الرقابة.




أمام هكذا وضع حرج ومتدهور طافت الأفكار ببال يوسف خميس بين الشوطين، واختار أن يكتفي بسحب سلطان بخيت ويعوّضه بخالد السلامة بغية دعم الدفاع، وفي تقديري كان يتوجب عليه استبدال القرني بضياء هارون، وتقديم الحقباني إلى المحور الأمامي، ففي هذا الإجراء تعديل للتكتيك في شقيه الهجومي والدفاعي، بدلاً من الاكتفاء بترميم ثغرة ضمن جدار الدفاع شبه المنهار، وغض النظر عن الوضع الهجومي.




مرت أكثر من عشرين دقيقة من الشوط الثاني دون فعالية تذكر، وسدد المشعل على يسار مرمى مبروك زايد عند الدقيقة السادسة بعد الستين، ثم سحب مدرب المونديالي محمد أمين، وأشرك آسميوفيتش في إشارة مبكرة إلى رغبته في توفير جهد لاعبيه في مباراة محسومة لصالحه.


وفي الدقيقة الثالثة والسبعين أشهر الحكم بطاقة حمراء في وجه سعود كريري، ليدافع المونديالي عن تقدمه بعشرة لاعبين فقط، ويبدو أن هذا الطرد خفّض أخيراً من تردد يوسف خميس وخوفه من خيار هجومي، فأشرك عبد الرحمن البيشي وضياء هارون بدلاً عن محسن القرني وبدر الحقباني، فتحول التكيتك إلى 4-3-3، وفي حالة الهجوم يتقدم السلامة إلى طرف الوسط الأيمن ليتحول التكيتك إلى 3-4-3، ورغم سلامة التغيير –نظرياً على الأقل- إلا أنه جاء متأخراً جداً، وقبل النهاية بخمسة عشر دقيقة فقط.


ولم يشهد ربع الساعة الأخير سوى فرصتين للعالمي، كانت الأولى في الدقيقة الخامسة والسبعين من خطأ بعيد سدد السلامة به أرضية قوية تمكن زايد من مسكها، وفي الدقيقة الرابعة بعد الثمانين سدد المشعل –دون مضايقة- إلى خارج المرمى، قبل ثلاث دقائق من حصول المونديالي على خطأ قريب من منطقة الثمانية عشر، لعبها آسميوفيتش وارتطمت بالدفاع لتغالط الخوجلي وتسكن المرمى منهيةً أي احتمال لتعديل النتيجة.



• لم يكن الخطأ الذي جاء منه الهدف الثالث للمونديالي موجوداً إلا في مخيلة الحكم.
• خميس، بناء دفاع متماسك يحمي من ضياع النتيجة، وخيار هجومي جرئ ومبكّر يعيدها.
• الخوجلي، حاول ولكن.
• ماساماسو، بداية مبشّرة، لكنه يحتاج إلى دعم.
• الصقور، ضعف التحكم بالكرة، وتواضع القدرة على القيام بمراقبة المنافس، عيبين واصل تأكيدهما الليلة.
• بخيت، شوط في غاية السؤ.
• احمد سعد، الخير، ظهور باهت.
• الحقباني، مرة أخرى: العناد لن يجعل منه محوراً خلفياً، فإما تقديمه، وإما إراحته.
• القرني، لابد أن يسائل عن مستواه، وان يسائل مدربه عن منحه 75 دقيقة في هذه المباراة.
• تميم، على تواضعه، كان أفضل زملائه.
• المشعل، السلامة، بذلا ما يستطيعان.
• الحارثي، أن يبدأ المباراة أساسياً خطأ، وأن يستمر إلى النهاية مبالغة في ذلك.
• البيشي، أن يدوس المهاجم على يد حارس المرمى بعد إمساك الكرة، تصرف لا يمكن وصفه بأقل من التهور.
• هارون، ربما يكون خياراً أفضل.
• الهزيمة قاسية .. ولكنها مستحقة وهو ما يضاعف من قسوتها

صراحة كلام رائع وواقعي ... منقول من شبكة العالمي ...

لكم كل الغلا ...