لست ذلك الشخص القادم من خارج الحدود
ولست ذلك الشخص الغريب عن المجتمع وعاداته وموروثاته
لي رؤيا ورأي فيما أراه .. ويُمارس في مجتمعي ..
أسمع مثل غيري أنه في ذلك الزمن الغابر ..
أن للشخص هيبته من أول وهلة .. وأن مقياس خوف أعدائه منه ملامح وجهه ..
ولا شك أن أبرز شي في وجه الرجل ..( شاربه ) ..
وكان يُقاس بلوغ الفتى مبالغ الرجال ( طرة شاربه في وجهه ) ..
أشياء كثيرة دعتني للخوض في هذا الموضوع ..
بالتأكيد أننا نعيش في عالم أصبح كالقرية الصغيرة ..
وأن مايحدث من أقصاه إلى أقصاه .. يُرى ويُسمع من الجميع ..
هذا الشارب الذي كان يقاس به مدى القوة والمنعة والأنفة ..
أصبح في مهب الريح ..
أصبح شبابنا يتجرؤن عليه .. ويحفونه ليس اقتداء بسنة سيد الخلق ..
ولكن اتباعا لما يُسمى بالموضة ..
ونحن شعبا عربيا مقلِدا .. لكل ماهو فائض من أسيادنا .. !!
ترى معظم هؤلاء الشباب وقد أمسوا يشبهون بعضهم البعض ..
شوارب محفوفة .. بدون إعفاء للحى ..
أخذوا أول الفطرة .. وتركوا بقيتها ..
لست ُ هنا ناقدا أو معيبا على أحد تصرفه ..
ولكني هنا مؤيدا وبقوة ... نعم حفوا الشوارب عن بكرة أبيها ...
فهي لاتليق بكم ياشباب العرب .. !!
نعم ليس هذا وقت ( فتلها ) لإظهار القوة والتحدي ..
ومعاني الرجولة بالمقاييس الدارسة ..
ليس له معنى في ظل مايفعله بنا أبناء صهيون ..
ليس له معنى في ظل مايفعله بنا أبناء العم سام .. في العراق ..
ليس له معنى في ظل تسابقنا على التصويت للمطربين والمطربات ..
ليس له معنى في ظل المهرجانات الغنائية ..
والمسابقات الفنية .. والدعوات للحاق بركب الغرب ..
ليس له معنى في ظل هدير المدرجات .. والصراخ والعويل ..
ليس لأرض أغتصبت أو لشرف سُلب .. أو لكرامة أمتهنت ..
هذه الشعرات التي تعتلي أفواه الرجال ..
أصبحت منتوفة .. بمزيلات الشعر ...
فهذا المستحضر أثبت أنه فعال لنسائنا .. واستفاد منه ( بعض ) شبابنا ..
وجوه كوجه ( النسر ) منقار يلتقط به ( الجيف ) .. فقط .. بدون ملامح ..
اعذروني إن أغلظتُ في القول ...
أو أسأت مفهوم ( حف الشوارب ) في زمننا هذا ...
أو لم أفهم المغزى منه .. !!
فهذا رأيي وهو يعبر عني ..
ولكم الحرية في قبوله أو رفضه ...
ودمتم سالمين ...
والله يستر لاتوصل المسأله