[IMG]
[/IMG]
بقلم الدكتور تركي بن خالد:
من أين لك كل هذه الروعة.. أنت أيها البحر.... يا من تأتي بكل الهدوء و الراحة.. و يا من لديك كل القسوة حين تغضب.. أمام شاطئك.. يقف المرء متأملاً هذا الكم الهائل من الماء.. باحترام ووجل.. لهذا العالم المجهول الغريب.
أمام البحر.. الرؤية من نوع آخر... تستطيع أن تستحضر كل لحظات السعادة و الحزن في آن معاً.. ما هي حياتنا غير تلك الأصداف الملقاة على الشاطئ الذهبي.. يتراجع الماء في مد و جزر.. و تبقى الأصداف على الرمل.. بانتظار الأطفال لجمعها.. و تغيب الشمس خلف الماء.. تاركة لأشعتها أن ترسم لوحة جميلة.. و يبقى الدفء على الأرض..
ما ورائك أيها البحر الجليل.. و لماذا تتسابق أمواجك للانتحار على صخور الشاطئ في ماراثون أزلي.. في لونك عيون النساء الجميلات.. تعكس صفاء السماء.. و على رمال شاطئك الذهبية ملتقى العشاق الحالمين بعالم هادئ.. و ملجأ الهاربين من صخب الحياة..
أحبك أيها البحر.. بقدر خوفي منك.. أود تقبيل وجنتيك.. و لكني أخشى غضب أمواجك.. و أخاف مفاجآتك.. فأكتفي بتنسم هوائك العليل.. و تأمل زرقة وجهك.. ليتني أستطيع أن أثق بك أيها البحر.. فأنا أخاف غدرك..
بحر مترامي الأطراف.. آية من الجمال.. أيها الصديق العزيز.. يا حافظ الأسرار.. يا صاحب الأسرار.. يتدلى القمر من فوقك.. و تتحرك السفن ببطء.. أيها البحر.. يا امرأة تتعاطى السحر.. و تعشق الجمال.. لا تغير مزاجك.. فأنا و أنت أصدقاء.. و أنت أيتها الغيوم.. أتوسل إليك.. أن لا تحجبي ضياء القمر.. و أنت أيتها الرياح.. رفقاً بالكائنات..
من يستطيع تفسير غموضك أيها البحر الواسع.. أنت و الجمال توأمان.. الجمال من فوقك.. و الجمال في أعماقك.. و الجمال في وجهك..
النوارس تغني شكراً للسماء.. و الصخور تنحني إجلالاً لإطلالتك... و غروب الشمس.. خيوط غزل ذهبية تطرز ثياب الأفق.. على شاطئك مساحة للأحلام.. و حرية للتفكير.. يتلاشى القلق و تنتعش الروح.. فتخاطب المحبوب و تدعوه إلى لقاء.. المدينة و أضوائها من الخلف.. و شوق لوداع الصخب...
فيك أيها البحر الكبير.. زرقة السماء.. و مكان للحرية.. تغلف الكوكب الأرضي بمياهك.. و تطهر الأشياء من درن الاتساخ.. زرقة وجهك.. و هدوء.. و صمت.. في محياك.. احتاج إلى حضنك أيها البحر.. أحتاج إلى أمواجك البيضاء تعانق صخور الشاطئ..
في أعماقك الدر كامن.. ألوان كغير ألوان الأرض.. و المخلوقات من كل صنف.. في كر و فر.. و شعاب و مرجان..