لو نظرنا إلى ما يدور من حولنا وما نعيشه في واقعنا اليوم , فلن نجد إلا ما هو مستغرب
فـ الطبيب الذي يضـــــــــــرب به الــمــثــل في الأمــــــــــــــــانة , والتفــــــــــــــاني في عمله
نجد اغلب الأطــــبـــاء يخـــونون أمـاناتهم , ولا يقومون بتأديتها على أكمل وجه ممكـن
والممـرض أو الممرضة الـلذان يـضـرب بـهما الـمـثـل فـي الـرحــمــة و نـقـــاء الســـريـرة
نلاحــــــــظ مـعــــــظـم الممـــــــــرضين في الوضــــــــع الراهـــــــن , أقسى الـبـشـر قــلـــبــا ً
والجندي الذي يضـــــــــــــــــرب به المثل في الانضـــــــــباط والنــظام في العــــــــــــــمــــــل
نــجــد الأغـلـبـيـة ممـــن التحـــــــــــــقوا بهذه الخــــــــدمة , أكـثـر الـــنــــاس تســيـبـاً ...!
والـمــعــــــــــلــم الـــذي يضــــــــــــــــرب بــه الــمـــــثــل فــي الـــرزانــــة والاحــــــتـــــرام
نراه اليوم محط سخرية وتهكم من التلاميذ , بل من المجتمع بأسره !!!
كــذلك نــرى في هذا الزمن مــن هــو تـافـه وسـفـــــــيـه , يـتـحـكـم فـي أمـــــــور الـعـامـة
فـقـد يـكـون ذا مـنـصـب وزيـر كــــــــان أم مـديـر ... و مـسـئـول عــــن مَـن هـم خير منه
و مــن الـتـصـــــــــــرفـــات الـتـي تــدل عــلــى تــفــــــــــــاهــة وســـفـــاهـة هـذا الشـخـص
قـبـوله الفـوري لهـذا المنصب ... فهو يـنـظـر إلى هـذا المركز نــــــظــــرة مـادية دنيـوية
ناسيا ً أو متناسيا ً الأمانة الكبرى الملقاة على عاتقه.
و حـتـى فـي المجالات الأخرى قـد تجد خـاوي العقل الذي لا يفقه في أمور الحياة شيئاً
و لا يــفــهــمـهـا عــلــى الــوجــــــــــه الــصــــحــيــح تـــــــراه نــــــاقـــد و مـــــصــــــرّح
ومعتلي لمنابر الفكر – كالصحافة مثلا ً - فـ يـوقـع كـثير مـن الـناس بالشـر والـضـــــلال
ويــــزداد الأمــــــــــــر ســــــــــــــوءً عــنــدمـا يــــقـــــــــع بـــالـــمــحــظــور والــمـــحــــرم
ســــــــــــــواء ً كـــــان قــــاصـــــدا ً أم غــيـر قـــاصــــد , و يــتــطـــاول عـــلــى الــــديـــن
فـيـفـســر التشـــــــريعات الإسلامية على هواه ضاربا آراء العــــلماء عرض الحائــــــــــط
أو يــنســلــخ عـــن إســـلامـــه ويـــــدعــو إلى الحــرية الكــافرة التي ينادي بها الغــــرب
ولو تأملـنـا هـــؤلاء , من الذين نتعامل معهم في هذا الزمن ونقابلهم في حياتنا اليومية
و ممــــن امـتـلأت بـهـم وســـــائـل الإعـــــــلام المـقــــــــروءة و المســموعة و المـــرئية
وكــــذلك الانـتـرنـت و مـا بـهـا مـن مـواقـع للـمـحــــــــــادثـة و مـنـتـديـات للحـــــــــــــوار
يتبادر إلى أذهاننا حديث الرسول صلى الله عليه وسلم عندما قال :
(( ســـيـــأتي على الناس سنوات خـــداعات ، يصدق فيها الكـاذب ، ويكذب فيها الصادق
ويؤتمن فيها الخـــــــــــائن ، ويخــــــــــون فـيها الأمـيـن ، وينطــق فــيـهـا الرويبـــضة .
قــيـــل ومــا الرويبـــــضة ؟ ... قـــــــــال : الـرجــــل الـتـافــه ؛ يتكــــلم في أمر العامة ))
أو كـــمــا قــــال عــلــيــه الــصـــــــــــلاة والســـــــــــلام
صــــــــدقــــت يــا رســــــــول الله و مـــــــا أكــثـــرهم فــي الســـنــوات الأخـــــــيـــــــــرة .
<><><><><><>
ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا
وسبحان ربك رب العزة عما يصفون
وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين