كنت أظن حتى يوم أمس إننا نتفق مع الشيعة في أصل الإسلام ، حتى وإن مارسوا جميع عمليات التصفية الجسدية على الهوية والتطهير العرقي ، أو ما يحلوا لي تسميتها بالتنجيس العرقي، غير إن إعدام الشهيد البطل صدام حسين كشف عن شناعة فعلهم ، ودناءة أمرهم ، وسوء نيتهم ، وقبح مذهبهم.
حملت عملية إعدام الشهيد البطل عدة رسائل سياسية ومذهبية ، كان من أبرزها الرسالة التي بعثها مذهب أبناء المتعة والجنس ، لأهل السنة في العالم الإسلامي أجمع ، حينما أذهلوهم بتوقيت إعدام صدام حسين في صباح العيد كضحية ، فعلوا فعلتهم حينما تجردوا من إنسانيتهم ، كما يتجردن الزينبويات في ليال جماع المتعة من حشمتهن وملابسهن.
المخجل في عملية محاكمة صدام حسين إن كلها باطلة ، من القبض عليه ، حتى إعدامه ، كون القانون العراقي ينص في المادة 290 من قانون أصول المحاكمات العراقية تؤكد انه لا يجوز تنفيذ عقوبة الإعدام في أيام العطلات الرسمية والأعياد الخاصة بديانة المحكوم عليه، حسب ما أعلنه القاضي زركار أمين القاضي السابق في محاكمة صدام لراديو سوا الأمريكي.
والأكثر خجلا هي البيانات العربية التي صدرت بعيد المحاكمة ، السعودية ومصر نددتا بتوقيت المناسبة، وكأن الحكم يروق لهما ، والأردن كان أكثر قباحة كعادته ولم يتطرق لعملية الإعدام نهائيا وتطرق للمصالحة الوطنية، وكانت ليبيا أكثر الدول العربية جرأة على رحيل سيد العراق العظيم ، أما الدول العربية الأخرى لم تنطق ببنت شفة ، سيما قطر العظمى التي ملأت الدنيا جعجعة لم يصدر عنها أي بيان ، وكأنها لم تعلم عن عملية الإعدام.
حوكم البطل وأعدم لأنه حارب المجوس الإيرانيين ، حينما رفض الإذلال الأمريكي والانصياع لأوامر البيت الأبيض وقال لا عريضة لهم ، لأنه القائد العربي الوحيد الذي دكّ إسرائيل بـ 39 صاروخا .
عملية محاكمة صدام تؤكد بما لا يدع مجالا للشك إن إيران وهي اكبر دولة شيعية ، تسرح وتمرح في العراق لوحدها ، فيما الدولة السنة الأكبر في العالم تقف موقف المتفرج بسبب حامل الحقيبة الدبلوماسية.
روائح الخيانة تفوح بالوطن العربي أجمع، ورائحة الكراهية للزعماء هي الأخرى تفوح في ذات المكان
خيانة وصمت تزلزلان وتغرقان الوطن، تقابلها غصة شعبية وغضب جماهيري يملآن جوانبه.
أما لهذا الخذلان من نهاية ؟؟
أليس هنالك صدام آخر ؟؟
ذهب صدام بطلا . . وكم صدام سيولد من بعده ؟؟
أصدقـاً قلتَ أمْ كَذِبا ومينا ** ومنْ ياقومِ يُعطينـا اليقينا
أصدامٌ وحيدٌ فــي ظلامٍ ** وحكَّامُ العروبة نوَّرونـا؟!
تنيرُ على الدُّجى مُتلأْلِئاتٍ ** فتُبهــرُ في تنوُّرِها العُيونا؟!
وتحنُو للشعوب كفعلِ أمّ ** مراعيةً لأطفالٍ حَنـــونـا؟!
وتحترمُ الحقوقَ بلا مـِراءٍ ** وتخُلـي من مُعارضها السجونا؟!
وتجعـل ُفي مناصبها خِياراً ** تقيـّا صالحا شهْمــا أمينا؟!
كأنّ العالمَ العربيَّ نــورٌ ** وصـدامٌ غدا ظُلْما مُبينــا
وحيداً طاغيا والكلُّ عدْلٌ ** وحُكامٌ قـَدِ انتُخِبوا علينـا؟!
***
كأنَّ الغربَ ما أطغاه ظُلمٌ ** ولـمْ يسفكْ دماءَ الأَكرمينا
كأنَّ الغربَ يحسبُنا سنَنْسى ** إبادتَهَ (ملاييناً) سِنيــنـا
وأنَّ الحربَ بـ(الفيتنام) كانتْ ** من الأحلامِ تخترعُ الظنونا
***
وقالوا قاضيا بالعدلِ يقضي ** بمحكمةِ العلوجِ المفسدينا
وقالوا ما لصدامٍ نجـاةٌ ** ويملكُ عنــدَه سرَّا دفينـا
ألا ياقاضياً بالكفرِ مهـْلا ** فما بالُ العلوج المُعتـدينـا؟َ
وما بالُ الحكومة في جهارٍ ** تبيعُ الشَّعب والوطن الثَّمينا؟!
ومابال المجوس بلا حسيبٍ ** يسومون العراق دَماً وهوُنا؟!
وقد جمعوا على الإسلامِ شرَّا ** بكلّ الحقد كيْ يستعبدونا؟!
ومابالُ الصليب نراهُ يعلو ** وفي الأغلال يبقى المسلمونا؟!
ألا ياقاضيَ الصُّلبانِ فاخْسَأْ ** غدوتَ بحُكْمكَ النَّذْلَ اللعينا
ستأتيكم وربي مُصْلَتاتٌ ** بأيدي المُرعِبيــنَ المؤمنيـنا
رجالٌ كالصوارم في خيولٍ ** تراهم للوغــى متبسِّمينا
تراهمْ فيه متحدّين عزْما ** كما همْ فيه متحدين دينــا
هوالإسلام يجعلُ من بنيه ** بنينا ليس مثلهُمُ بنونــــا
* الشيخ حامد العلي