[glow=000033][align=center]أخطاء ترتكب يومياً في البيوت و خصوصاً الحوار الأسري !!!!
بسم الله الرحمن الرحيم
من خلال الحوارات التي تجري داخل البيوت يجد المرء أخطاء كثيرة، تذهب بفائدة الحوار، وتبطل أثره في النفوس، بل وربما جلبت الشقاق والنزاع والخلاف وأورثت البغض والحقد والكراهية، ومن هذه الأخطاء:
1)تخطئ الزوجة التي تفتح باب الحوار (بل باب المشاجرة) مع زوجها وهو غضبان
2)تخطئ الزوجة التي تفتح مع زوجها حواراً تطلب منه أشياء تريدها عند دخوله للبيت بعد فترة غياب في العمل لا تدري كيف قضاها الزوج!
3)يخطئ الزوج الذي فتح باب الحوار لتقويم زوجته أمام الأهل والأولاد والأقرباء.
4)هناك بعض الأزواج لا يدع مجالاً للمحاورة داخل الأسرة، سواء كانت زوجة أو بنتاً أو أختاً إما لعرف خاطئ أو لتكبر في نفسه واعتداد بذاته وغرور برأيه. وإما لاحتقار واستصغار للمقابل..
5)بعض الأزواج ما إن تحاوره زوجته حتى يحمر وجهه وتنتفخ أوداجه، ويعلو صوته حتى يسمعه الجيران فضلاً عن الأولاد، فصدره ضيق لا يتسع لأحد ولو كان أقرب الناس إليه .. ، وقد قيل قديماً : (إن كثرة صخب الرجل دليل على حماقته وقلة عقله).
6)إن من الناس من لم تستقم ألسنتهم على هدي القرآن وسنة سيد الأنام صلى الله عليه وسلم، فألسنتهم كالحصان الجموح، إذا تكلموا شتموا، وإذا تحدثوا سبوا، وإذا تحاوروا لعنو. ولعل للنساء من هذا حظاً كبيراً لا سيما إذا كان الطرف الآخر في الحوار أحد الأبناء فتسمع من اللعن والسب ما يصخ مسامعك
7)بعض الرجال ينهي حواره – أحياناً – بأحكام قاسية على زوجته وأبنائه، بل قد يصل به الحوار إلى الطلاق فيعض أصابع الندم حسرة على استعجاله بعد أن يرى بيته وقد تهدم بناؤه، وقوضت أركانه ... الأطفال مع أمهم أو عند جدتهم أو عند الخادمة!!.. وهناك من النساء من تسلك مثل هذا المسلك فتختم بعض حواراتها مع زوجها بـ".. وإلا سأذهب إلى بيت أهلي".. " .. وإلا طلقني!!" .. " .. وإلا سأ...."
8)الإنسان بشر يخطئ ويصيب، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: "كل ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون"، فلا تتحرج إذا حاورتك زوجتك في قضية ترى أن الحق لم يحالفك فيها أن تقول لها: لقد أخطأت!! فقد قالها عمر رضي الله عنه – إن صحت الرواية- : أصابت امرأة ، وأخطأ عمر.
نموذج لحوار الرسول صلى الله عليه و سلم :
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــ
قالت عائشة رضي الله عنها: خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، وأنا خفيفة اللحم، فنزلنا منزلاً، فقال لأصحابه: "تقدموا"، ثم قال لي: "تعالي حتى أسابقك" فسابقني، فسبقته، ثم خرجت معه في سفر آخر، وقدحملت اللحم فنزلنا منزلاً، فقال لأصحابه: "تقدموا". ثم قال لي: "تعالي اسابقك"، فسابقني، فسبقني، فقال : هذه بتلك...".
وقد تضمن الحوار فوائد عدة منها:
أولاً: كثير من الرجال يتشاغلون عن زوجاتهم طوال الاسبوع، ويعتذرون بكثرة مشاغلهم، وهذا هو قائد الأمة وسيد البشر عليه أفضل الصلاة والسلام يجد في جدول أعماله المزدحم وقتاً يلاعب فيه أهله، ويضاحك فيه زوجته.. فمن هم دونه أولى بأن يخصصوا في جدول أعمالهم وقتاً لزوجاتهم وتربية أبنائهم.
ثانياً: للملاطفة والمداعبة بين الزوجين أثر في النفوس، فالرسول صلى الله عليه وسلم ظل يذكر تلك المرة التي سبقته فيها عائشة على الرغم من طول العهد بها. فقال: "هذه بتلك!!، ولعل من أساليب إيقاظ المحبة في قلبي الزوجين، تذكر الأيام الماضية والمواقف السالفة التي كان لهم فيها أحاديث جميلة وأعمال سعيدة، وقد قال الله تعالى: (ولا تنسوا الفضل بينكم ). البقرة ، الآية :237
ثالثاً: كان عليه أفضل الصلاة والسلام يحرص على ملاطفة وملاعبة الزوج لزوجته حتى قال لجابر رضي الله عنه وأرضاه: "هلا بكراً تلاعبها وتلاعبك، وتضاحكها وتضاحكك".بل إنه عليه أفضل الصلاة والسلام قال: "كل شيء ليس فيه ذكر الله لهو إلا أربع خصال: مشي الرجل بين الغرضين، وتأديبه فرسه، وملاعبته أهله، وتعلم السباحة".
رابعاً : الألعاب الرياضية التي تؤديها المرأة ينبغي أن تكون مناسبة لطبيعة المرأة وبعيدة عن الرجال ؛ وإنما ذكرت هذه الفائدة ؛لأن بعض العلمانيين يستشهدون بهذا الحديث على لعب المرأة في الألعاب الأولمبية وقد كشفت عن عورتها في مجامع الرجال !! فالرسول صلى الله عليه وسلم عندما أراد أن يسابق زوجته عائشة؛ قال لأصحابه رضي الله عنهم وأرضاهم "تقدموا" فانفرد بزوجه عائشة فسابقها، ولذا فإن الألعاب الرياضية التي تمارسها المرأة ينبغي أن تنضبط بالضوابط الشرعية
خامساً : إن كثيراً من الرجال قد يلاعب زوجته ولكنه يغفل عن مسألة المدارسة؛ ولذا فإني أدعو أن يكون لكل أسرة حلقة من حلق الذكر في البيت في وقت من الأوقات المناسبة يتدارس أهل البيت فيها كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ومن الكتب السهلة الفهم، العظيمة النفع لأهل البيت جميعاً، والذي ينبغي لكل أسرة مسلمة أن تقتنيه كتاب رياض الصالحين للإمام النووي رحمه الله.
من كتاب ( حوارات أسرية ) للشيخ مازن بن عبد الكريم الفريح . [/align][/glow]