[frame="7 80"][align=center]إختيــار الأصدقـــاء ليس بالأمر السهــل .. وكذلك فإن تنمية الصداقـــة وتعميق روابطهــا ليست مسألة بسيطــة .. فللصداقـــة قواعد وأصـــول .. ولعمليـة الإختيـــار مقاييــس خاصـــة ، وإن كانت تختلـــف في بعض التفاصيـــل إلا انها تتفــق في العموميــــات .. والكاتــب " أحمـد بهجــت " واحد من الذين كتبــوا حول هذه القضيـة تحت عنوان " كيف يختـار الإنســان صديقـــه ؟ " .. وهذا مما كتبــه ، وقال فيــه :-
- قل لي من هم أصدقاؤك . أقول لك من أنــــت ..
- كيف يختــار الإنســـان أصدقاءه ؟
إن إختيــار الأصدقاء يتوقـف عليه مستقبـل الإنســان ، ورب صديق عاقـل يدفعــك .. ورب صديــق جاهــل يعوقــك ، وقد فتشــت في كتابات الكتّـاب العــرب عن وصف للصديق او إختياره ثم عثرت على نص لعبد الله بن المقفــــع ، أسماه " الصديـق العاقــل ".. قال فيه أسباب إختياره :-
" كان لي أخ ، هو أعظــم الناس في عينــي .. وكان رأسي ، عظمه في عينــي صغر الدنيــا في عينــه ، كان خارجــا من سلطــان بطنــه ، فلا يتشهــى ما لا يجــد ، لا يكثـر إذا وجــد . كان خارجا من سلطان لسانه ، فلا يتكلــم بما لا يعلــم ولا يمارس فيما علم . كان خارجا من سلطان الجهالة فلا يتقدم أبدا إلا على ثقة بمنفعة .. وكان أكثر دهره ، صامتا ، فإذا قال بز القائلين . وكان يرى ضعيفا مستضغفا ، فإذا جد الجد ، فهو الليث عاديا ، وكان لا يدخل في دعوى ولا يشارك في مراء ولا يدلي بحجة حتى يرى قاضيـا فهما وشهودا عدولا . وكان لا يلوم أحدا فيما يكون للغــدر في مثله ، حتى يعلـــم ما عذره .
وكان لا يشكو وجعه إلا عند من يرجو عنده الشفاء . ولا يستشير صاحبــا ، إلا أن يرجــو منه النصيحــة ، كان لا يتبــرم ، ولا يتسخــط ولا يشتكــي ، ولا يتشهــى ، ولا ينتقــم من العــدو ، ولا يغفل عن الصدــق ولا يخص نفســه بشئ دون إخوانه من حيلته وقوته وإهتمامه .
ثم يقول " عبد اللّــه بن المقفـــع " : عليـــك بهــذه الأخـــلاق وإن أطعتهـــا ( تحملتهــا ) ولأن تأخــذ القليــل خيــر من تــرك الجميــــع . [/align][/frame]