[align=center]
السهرانين . . وكذبة إبريل !!
في أول أيام أبريل، وأنا أتابع القنوات الفضائية
تجلى المثل الشعبي " عمره ما تبخر. . تبخر وأحترق "
حيث شاهدت في القناة السعودية الأولى برنامجا مباشرا و " حيا " ـ لكنه يميت ـ في الساعة الثانية صباحا يتطرق للتمريض ودور الممرضات السعوديات
والمفارقة إن فريق عمل البرنامج استضاف ممرضة سعودية.
كل ما احتواه برنامج " السهرانين " كان مخجلا
بداية من فكرة البرنامج ،والإعداد السيئ والمترهل
مرورا بالإضاءة الحمراء في الاستديو الذي يناقش قضايا جادة
والإخراج الفاقد للاتزان،والمقدم الذي " يتميلح " فيما آثار النوم واضحة على وجهه.
.
تخيلوا برنامج في منتصف الأسبوع يقدم على الهواء مباشرة الساعة 2 صباحا !!
والغريب ان البرنامج يناقش قضايا حياتيه مهمة !!
والأغرب إن البرنامج استضاف فتاة سعودية في وقت متأخر جدا !!!
في بادئ الأمر، خشيت أن يرتكب مقدم البرنامج حماقة كانت متوقعه في أي لحظة
وخشيت تحديدا أن يسأل ضيفته عن الدوام المسائي وانه غير مناسب للمرأة السعودية
وهي حاضرة لديه في الاستديو الساعه الثانية صباحا
وضعت يدي على قلبي ، لكن سرعان ماوضعتها على فمي
كي أخفي ضحكتي بعد أن تذكرت وقت البرنامج.
كان من الواضخ ان الامور لا تدار بشكل سليم في البرنامج
واتضح ذلك مع اول اتصال تلقاه البرنامج من متصلة تحدثت مع الضيفة بكل لطف
لكنها فجأة وبّختها لظهورها في ساعه متأخرة من الليل
حاول مخرج البرنامج قطع الاتصال الا ان محاولته نجحت بعد أن اكملت المتصلة حديثها
وامام هذا الموقف الطارئ والمحرج، أرادت إدارة البرنامج أن تحفظ ماء وجه الضيف الذي تلوّن من الخجل
وتبعد الأضواء عن الضيفة التي تلعثمت، مما حدا بفريق العمل للجوء إلى فاصل.
فاصل . . ونواصل
حينها انتظرت تقريرا يحكي تاريخ التمريض في السعودية
أو يسرد أهم المعوقات التي تواجه الممرضات السعوديات
أو أي تقرير يكون على صلة بحلقة البرنامج والنقاش الدائر
غير إن المفاجأة إن الفاصل كان فنان العرب وهو " يلعلع " في إحدى حفلاته " يا ساحر البسمة. . أساهرك نجمة " !!
هنا لم تكن الأمور طبيعية إطلاقا، لتتوالى المفاجآت ،أولها فتاة تتصل على البرنامج لـ" تمسي بالخير " على الضيفة وتشكرها، دون ذكر أسباب الشكر !!
أعلم إن الضيفة لم تكن الدكتورة السعودية سامية العمودي الحاصلة على جوائز عدة في محاربة سرطان الثدي من وزارة الخارجية الامريكية والخاصة بأشجع النساء في العالم
ولا المطربة اليسا ، التي تتلقى عادة إتصالات من معجبيها !!
بل هي ممرضة جاءت لتسليط الضوء على عملها فقط
وسط عدد كبير من الممرضات تعج به البلاد
وأجزم انه الظهور الاول لها ، إن لم يكن الأخير أيضا.
ما إن إنهت المتصلة حديثها ، ليفاجئ مقدم البرنامج ضيفته بسؤال لا علاقة لها به ، عن الهلال الأحمر ؟؟!!
تجاوزت ذلك على مضض
وعاود ليسألها سؤال ضبابي ورده عبر الفاكس عن الممرضات
لم تفهم الضيفة السؤال لانه لم يوجهه بالشكل السليم
استفسرت منه عن السؤال قال لها حرفيا " والله مادري " !!
وامام اصراره الفظيع على طرح اسئلة فاكسية ، زعم ( والله أعلم عن صدقه ) إن ورده سؤال من مشاهد في السودان
معقولة من السودان والساعه 2 بالليل وعن التمريض ؟؟
( يعني ترى البرنامج له شعبية ) !!
آثر مقدم البرنامج أن يضفي جو من المرح والتسليه على المشاهدين وإراحة الضيفة من الاسئلة،وطلب استراحة قصيرة
( اللي يسمعه يقول اسئلته كلها مسربه من البنتاغون )
وطالما فريق العمل لن يبث بالاستراحة تقارير ذات علاقة كما حدث في الفاصل الأول
أيقنت تماما إن الفاصل لن يخرج عن خالد عبد الرحمن ، طلال مداح ، سراج عمر
لكن فريق عمل البرنامج مصر على المفاجآت ، وبث لمشاهديه ( سامري ) لفرقة شعبية !!
الجماعة قلبوها " خبيتي "
لكم أن تتخيلوا كل هذا ؟؟!!
في الحقيقة . . وبكل صراحة
توقعت إن البرنامج كان " كذبة إبريل " من التلفزيون السعودي
وتابعت البرنامج، وكان كل شيء فيه جاد حتى نهايته.
ظللت أتابع بعد نهاية البرنامج بـ " ساعة "
لم يكن هنالك ما يلمح إلى إنها مزحة إبريل
أو يشير إلى أملا قد شع
ونهارا قد بزغ
للأسف . . هذا تلفزيوننا !!ا
وهذا واقعنا !!
وسلّم على الطبيشي !![/align]