بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من خلال بعض الرحلات بين الأجواء الغربيه في عديد من الدول بدءا من أمريكا و إنتهاءا ببعض الدول الأوربيه وجدت كثيرا من المشكلات العالميه التي تنتشر بين تلك المجتمعات
في الواقع
رغم قسوة بعض تلك المشكلات إلا أنني لم أجد في نفسي إستياءا كبيرا من معظمها فإن الغرب في نظري ذو عذر قوي إذا لم يستطع تحقيق المثاليه و البعد عن تلك الأخطاء الفادحه و تلك الخطايا التي من أهمها أو على رأس قائمتها
( التفرقه العنصريه )
ففي أميركا نجد نوعين من التفرقه العنصريه
فهم يفرقون على مستوى العرق ما بين الهنود الحمر ( السكان الأصليين للبلاد ) و بين هؤلاء الأمريكان المستحدثين للنظم هناك و هم أصلا مجموعات أوربيه قد آوت إلى تلك الأمريكتان بحثا عن حياه أفضل من عصورا طويله مضت
و على مستوي اللون
فهم يفرقون ما بين الأسود أو الزنجي و بين الأبيض أو النقي
حيث يعتبر الأمريكان ان الزنوج هم العبيد الذين إصتحبوهم معهم عند إكتشاف أمريكا لتسهيل عمليات الإعمار هناك
و لكن بعد حين و عن طريق الزعيم الأمريكي الوحيد الذي يستحق بعض إحترامي منهم ( وليام لوثر كينج ) بدء الزنوج في تغيير معتقدات الأمريكان غصبا عنهم فلقد بدأوا في تهيئة الفرص لأنفسهم ليهددون المجتمع الأمريكي الذي كان وقتها قيد الإنشاء إلى أن حصلوا شكليا على بعض الحقوق التي لم تكن تمنح لهم من قبل
و مع مرور الزمن بدأت تلك الحقوق في النمو و النشاط إلى أن خلقت مشكلات عنصريه جديده فيما بين الزنوج و بعضهم
عموما
على الرغم من أن التفرقه العنصريه كانت و مازالت مشكله قائمه هناك إلا أنني لا أندهش منها فعليا و لم أستاء بقدر كافي منها
إذ أنها مشكله لم يعتنقها أرباب الدين هناك و لم يتبناها الكثيرون ليقضوا عليها
و لكن ما سائني بشكل واضح
و آلمني بشكل فوق العادي أن تلك المشكله قد بلغت ذروتها عندنا نحن المجتمعات الإسلاميه ولا سيما العربيه
فلقد رأيت في عدة مجتمعات عربيه هذه التفرقه العنصريه على أكثر من مستوي و بأكثر من شكل
فنجد مثلا و طبعا بدون ذكر أسماء البلدان كي لا يغضب أحدنا فنحن جميعا عرب و كذلك مسلمون و المفترض أننا نغضب لعروبتنا و من باب أولى نغضب لإسلامنا إن وجدنا مثل تلك المشكله الكريهة الخارجه عن نطاق معتقداتنا و ديننا الحنيف الذي لم يفرق بين الناس إلا بمعيار التقوي وحدها
و كذلك مفترض أن تلك المشكله خارجه عن نطاق طباعنا كعرب نحن الأكرم و الأجود و الأفضل مقارنة بكل الشعوب الأخرى
فلعل الجميع يعلم الآن ماذا أقصد و من أقصد بالتحديد
فإني أتعجب من وجود من يتخيلون بأنهم قد خلقوا من جنس آخر غير باقي البشر
فأجد من يقول بأني شمالي و غيره جنوبي
و هذا حضري و هذا خليطي و هذا أصيل
و هذا عربي و هذا عجمي
و هذا صانع و آخر فلاح و زارع
و هذا صعيدي و هذا جنوبي و غير هذا من المسميات المتناقضه التي تنتشر بين مجتمعاتنا العربيه المسلمه
أستحلفكم بالله ألم تشعروا بنفس مقدار الألم و الأسى و الخجل من هذه المسميات التي يعلمها جميعكم أو جميعكم يعلم بعضها
لن أسمي الدول المقصوده صراحة و لكن كلي يقين من أنكم تعرفونها
و الآن أتسائل
لماذا نسمح بهذا الفرق بيننا ؟!!!!
بل لما يتفاخر أحدنا بما له من حسب أو نسب أو أصل ضارب في العمق حتى أجيالا قد لا يعرفها نفسه ؟!!!
لماذا إذا قلت لأيا منا أنك من قبيلة كذا و أنا من قبيلة كذا ثار كلاهما
لماذا إذا قلت أني أسكن بديار كذا و أنت بديار كذا تثور المشكلاتن التي في بعض الأحوال قد لا تنتهي إلا بإطلاق النار
لمصلحة من هذه التفرقه
من المستفيد من خلق بعض الخلافات التي في نظري لا تستحق حتى عناء التفكر فيها فهي من وجهة نظري ما هي إلا مضيعه للوقت
فأنا أرى أننا بدلا من ان نفاخر بعضنا بما لم نكن سببا فيه أن نفعل ما يستوجب المفاخره المتأدبه و ليشعارنا أننا لا نختلف بل نتحد و نتفاخر بأن جميعنا أهلا للمنافسه حيث يحقق أحدنا مضمون .. بعضكم فوق بعض درجات ..
عجبا شديدا يتغمدني كما يتغمد السيف المسلول إلى القلب البرئ الصغير
أتعجب حين أرى المسلمون قد تناسوا المفاخره بأعمالهم الإسلاميه و بدأوا في المفاخره بألقاب القبائل أو بمكان الإقامه أو بالنسب أو ما غير ذلك
و في الواقع
إن ما رأيته هنا في بلداننا قد دفعني للشعور بعدم الدهشه إن صحوت يوما فوجدت الناس يتفاخرون بأن يقول هذا أنا يهودي و ذاك يقول أنا نصراني
بينما قد يخشى المسلم من البوح بعقيدته
أفلا تعقلون
هل من سبيل
أرجو الإفاده
فارس الحب