1-الثقة بالنفس :
في ظني أن هذه الميزة تحتل المرتبة الأولى...، إذ لا يصمد امام الصعوبات إلا الذين يثقون بأنفسهم و بقدرتهم علي مجابهة التحدي....
- ماذا يستطيع الوالدان فعلة من أجل تعزيز اعتماد أولادهم على أنفسهم؟ إنهم قادرون على فعل الكثير.. اذا تبعا الطريقة الآتية:
راقب مواهب و لدك وقدراته الدقيقة ثم ساعده علي صقلها من دون أن تتوقع منه كثيرا في وقت قصير.. فاذا أتقن الولد ما يهواه فإنه يقتنع بقدرته على إتقان كل الامر فلا يخاف من تجريب حظه في اي منها ومتى ترسخت هذه الميزة فيه يصبح قادراً على حل المشاكل وهذا كل ما يحتاج إليه.
2- الاندفاع:
لولا الاندفاع لما استطاع الانسان انجاز أي عمل كبير...
طبعاً كلنا قناعه بأنه حتى الأمور البسيطة لم تكن لتتحقق لولا مقدار صغير من الاندفاع..
والأمر لا يقتضي غرس هذه الميزة في أولادنا فكثير منهم يسري الاندفاع في عروقهم منذ ولادتهم ، على الأهل رعاية هذه الميزة و ذلك ليس بالأمر اليسير إذ يسهل إطفاء جذوتها بالتوبيخ والسخرية و الإخفاق المتكرر و تثير حماسة الأطفال ضحك الكبار وتنذرهم أحيانا لكن ذلك قد يثبط العزم ويخفف حدة الاندفاع .
3 - الشعور مع الاخرين :
كل أب أو أم حاول أن يطيب خاطر ولده الحزين على وفاة هرته يدرك أن الأطفال شديدو التحمس لما تكابده المخلوقات الأخرى من عذاب وألم وهذا شعور نبيل من الممكن تنميته كما يمكن إضعافه فاذا ساد البيت جو من العطف علي الاخرين واذا رأى الطفل والديه يضحيان في سبيل الفقراء فان شعوره هذا ينمو ويرسخ.
4-الاحترام :
تكاد هذه اللفظة تضيع من قاموس السلوك العام لقد آن لنا إحياؤها في نفوسنا ومجتمعنا فالاحترام هو ذلك التفكير العميق الذي يملا قلب الانسان إيماناً راسخاً بأن هناك قيماً جديرة بالتقدير يجب ان تراعي وتحفظ ، ولو فكرت قليلاً لوجدت ان معظم مشاكلنا ناتجة من انعدام هذا الإيمان الثابت المطلق فما الجريمة سوى استخفاف بالقانون وما تلويث البيئة سوى احتقار لحقوق الاخرين وما نقل الأخبار المشوهة سوى استهتار بالحقيقة.....
- فهل نستطيع والحال هذا أن نغرس في نفوس أولادنا الإحساس بالتقدير؟
- أجل إننا قادرون على ذلك شرط أن تفرض عليهم التزام هذا المبدأ لا أن نكتفي بالتمني عليهم….
- ولكن ماذا نفرض على أولادنا وكيف؟
نفرض عليهم تعلم الإنصاف كمبدأ للتعامل بين البشر، وذلك في مرحلة باكرة جداً من طفولتهم فنعودهم مشاركة أقرانهم في لعبهم ثم نستكمل ذلك في مرحلة رواية القصص فنشدد على الفضائل كالشجاعة والوفاء و النبل كي ترغبها العقل إذ تثير حماستها وغيرتها ويمكنك ان تعلم اولادك احترام وطنهم فتخبرهم عن المواقع التي صنع فيها التاريخ او تصطحبهم الى زيارتها... تستمر عملية غرس القيم هذه التي يكون فيها الوالدان دائما القدوة الحسنة لأولادهم الى ان يصبح مبدأ السلوك العام هذا قانوناً ذاتياً يفرض نفسه وعندما يبلغ الولد هذه المرحلة من النضج يصبح الاحترام احتراماً للذات…..
5- المرونه :
إن القدرة على مجاراة التغيرات هي الضرورة الاولى للحياة المستقرة الهادئه في المستقبل والذين يتمسكون بعناد بواقع حياتهم هم اكثر الناس تعرضاً للصدمات.
- كيف تكسب طفلك القدرة على التكيف ؟
إن أفضل طريقة اعرفها هي تشجيع الصفات التي تخلص الفكر من ضعفه المحبة مثلاً ففي إمكان الأهل تشجيع أولادهم على الحب من خلال تصرفاتهم وتوددهم الى أولادهم والى الاخرين ، والأولاد الذين ينالون قسطاً كبيراً من المحبة يشبون وهم قادرون على حب ما حولهم والمحبة اقوي مقاوم للصدمات .
إن أصحاب الطباع الصلبة أشخاص منطوون على ذواتهم فقدوا اللذة في البحث والسؤال وما أحلى ان ننمي في نفوسهم روح الدعابة التي تزيل الهموم خصوصاً التهكم البرئ على أخطاء الذات وان الأشخاص الذين يقصدون علماء النفس قلما يملكون القدرة على الدعابة وانتقاد الذات بمرح وان هذه الملكة تنتقل من جيل الى جيل .
6 - الأمل :
هذه الصفة هي حقاً أكثر ما يحتاج إليه العالم فهي تجعل للإنسان جسوراً في ساعات الضيق فينتظر بزوغ الشمس من خلف الغيوم المتبلدة ويقتنع بان لكل مشكلة حلاً ويؤمن بقدرته على مجابهة التحديات وحل المشاكل المستعصية... على الوالدان ان يكونا متفائلان كي يربي أولاداً متفائلين فالخوف التشاؤم و الكآبة مشاعر سريعة التفشي اذا اشبع بها جو البيت اما اذا تعلم الولد ان لكل جواد كبوة وان الحظ اذا خانه مرة فقد يحالفه في المرة المقبلة فسوف يتكون لدية شعور يبدو معه المجهول أقل رهبه والأزمات اقل تعقيداً وان الإيمان بالله هو أعظم وأقوي دعامة له.
فالإنسان الذي يؤمن إيماناً راسخاً بوجود إله محب يرعى البشر ويمد إليهم يد العون يصبح لدية مصدر قوة لا تجد .... فتحفزه قناعته الداخلية على الاستمرار في النضال الى ان يتغلب على مشاكله مهما كبر
اخوكم : مـــــحــــــمــــــد