بحكم خبرتي ـ كمُعلِّم ـ وسنيني الطويلة بالإسكان ؛ فما حصل لا يؤدي بتشويه سُمعة الأكثرية ؛ الذين يُتصفون بسمو الأخلاق ، وآصالة التعليم ، فأنا لم أحزن لتكسّر ما حوته المدرسة ، بل أكثر من حزنت عليهم " هم " لأنّ ما كُسر وخُرّب يُعوّض ويؤتى بغيره ، لكن الأخلاق إذا كُسرت هل تُرمّم ؟!
من فعل أفعال المراهقين جزماً يُريد الشهرة ، ويُريد أن يأتي بشيء لم يأتِ به غيره .. فسوف تأتيه الشهرة ، بعدها سيُفضح أمره للجميع ..
تكسير ..
تدمير ..
تخريب ..
أفعال صبيانية ..
إحراق الشجر ..
التدخين ..
تفحيط ..
رفع صوت الأغاني ..
ولكن السؤال المهم .. إلى متى ..؟!!
صدقوني لو زرع الفرد منا خطأ ... فيا ليته يحصد عواقبه بنفسة ... لكن ماذنب والده ، والدته ، أسرته .. يتجرّعون ويشربون من كأس مصيبته ، فالسمْعة لاحقة بالجميع ، وليس لهم ذنب اقترفوه ..!! هل ذنبهم أنهم أهله ...؟!!
أفضل ما يُوّرث الأباء لأبنائهم : الثناء الحسن ، والأدب النافع .. وأنت يا من فعلت الخطأ ماذا ستورّث لأولادك ..؟!!
فالناس أصبحوا أكثر وعياً وتطلعاً للأشياء بسبب الثورة العلمية .. ومع هذا التقدّم التكنولوجي والعلمي ، أصبحو يفكرون كيف يُربون أطفالهم ويُواجهون ريح التقدم العاتية ..
وهذا ما قاله الملياردير وارن بافيت ــ ثاني أغنى رجل في العالم ــ حيث يقول : بعد خمسين عاماً من الآن لن يكون مهماً نوعية السيارات التي تركبها ، ولا فخامة المنزل الذي تسكنه ، ولكن المهم والأهم نوعية تربيتك لأطفالك .!!
الجهل هو أصل كل فساد ، وإن كل ضرر يلحق العبد في دنياه وأخراه ، هو نتيجة الجهل ، وإن الشرّ بمجموعه شوكٌ يُجتنى من شجرة الجهل ..
** السؤال المهم ..
هل ما حصل كان نكاية بأحد المعلمين ؟ أم بسبب وجود مشكلة سابقة لأحدهم مع أحد المعلمين ؟ أو الإدارة ؟!!
لو كان ما سبق صحيح .. فهناك حلول أرقى .. فباب مكتبي في المدرسة مفتوح للجميع ، وأتشرّف بكل من يحضر للمدرسة .. الصغي والكبير، ولو كنتَ صاحبَ حقّ فوالله تأكد بأني سأكون معك ... وصدقني بالرفق واللين والتيسيروالسماحة تُفتح مغاليق القلوب ، ويدعى الناس إلى الحق ، لا بالعنف والشدة والتعسير والزجر ..
ولكن أن تُعالَج المشكلة ــ إنْ وُجدت أصلاً ــ بأسلوب الضعفاء الذين نحزن على أخلاقهم وعلى تفكيرهم ... تأكد أخي بأن ما في المدرسة وُضع لأجلك ، وإخوانك من بعدك .. فأنتم أكثر المتضررين .. بإتلافكم الأشياء ..
فيا من تدّعون العَظَمة والقوة انظرو ما رآه ابن بطوطة :
يقول : في إحدى رحلاتي وجدت مقبرة فيها ألف مَلِك وعليها لوحة مكتوب فيها :" وسلاطينهم سَلِ الطين عنهم ، والرؤوس العِظام صارت عِظاماً " .
ويقول " هارولد ميلشرت " : عش حياتك كل يوم كما لو كنت تصعد جبلاً . وانظر بين الفينة والأخرى إلى القمة حتى لا تنس هدفك ، ولكن دون إضاعة الفرصة لِرؤية المناظر الرائعة في كل مرحلة .
وما زلت عند رأيي بأن في الإسكان أُناس أتشرف بمعرفتهم وبعلاقتي معهم .. سواء طلاباً أو أولياء أمور ..ومن عمل هذا هم فئة قليلة جداً جداً لا يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة ..
وختاماً ....
إن عظمة آباءنا ليست فقط في أنهم أزالوا دولتي الفرس والروم ، وخلصوا العالم من عبثهم الثقيل ، بل عظمتهم أنهم ملأوا الفراغ المتخلّف عنهما بفجر علمي منير الآفاق ، باهر الإشراق ..
أخوكم / عمر الدرويش