بتال والرجل الامين

[بتال]

رجل فقير جدا .. ولدت زوجته .. وكادت تموت من الجوع .. فطلب لها طعاما .. من احدهم فأعطاه .. وبعد ان اقترب من بيته زلقت رجله فوقع وانكسر الصحن وانسكب الطعام .. على الارض .. فصار يبكي بصوت عال حتى سمعه رجل نائم فغضب منه .. وسخر من سبب بكائه .. لكن ماذا حصل بعد ذلك ؟
هيا لنقرأ القصة ..




كان علي تاجرا غنيا جدا .. اراد الحج ذات مرة فجهز نفسه وربط حول خصره حزاما به جيب وضع به اموالا وجواهر تساوي ثلاثة الاف دينار .. والتحق بركب الحجاج .. وبينما هو في الطريق اراد ان يقضب حاجته فسقط منه حزامه دون ان يشعر .. وبعد ساعات من المسير علم بفقد امواله .. فلم يحزن وذلك لكثرة مالديه ودعا الله ان يعوضه خيرا ..

انتهى التاجر من حجه وعاد لتجارته التي خسرها شيئا فشيئا حتى صار من الفقراء .. وبعد سنوات من فقره لم يجد سواء الرحيل الى مكان غير بلدته مع زوجته في ليلة ظلماء ممطرة .. وكانت تموت من الجوع .. ولم يكن يملك الا درهما ونصف الدرهم ..

خرج التاجر في الظلام والمطر يبحث عن الطعام لزوجته .. حتى التقى بحارس ليلي فحكى له ظروف زوجته .. فاشفق عليه وسخن له صحن حلبة وزيتا فاخذها شاكرا واعطاه الدرهم والنصف .. والما اقترب من مكان زوجته زلقت رجله بالمطر فوقع منه الصحن وانكسر وانسكب مافيه على الارض .. فصار يبكي بصوت عال من شدة الغم والحزن ..

سمع بكاءه رجل في بيت قريب فمد راسه من النافذة يصيح به ..
ويلك لماذا تبكي ؟ لما لاتدعنا ننام ؟ ..
فشرح له قصته فقال الرجل :
كل هذا البكاء من اجل درهم ونصف !!!

فزاد حزن التاجر وقال :
ياهذا .. انا لا ابكي من اجل الدرهم والنصف .. ولكن من اجل زوجتي التي ولدت وتكاد تموت من الجوع .. فوالله لقد فقدت حزاما من سنين به مال وجواهر بثلاثة الاف دينار .. ولم احزن ابدا لكثرة ماكان عندي .. بينما ابكي الان بسبب درهم ونصف ..(( فأسال الله السلامة ولا تعايرني فتبتلي بمثل مابتليت به)) ..

فاذا بالرجل يمد راسه اكثر من النافذة ويقول له :
وما صفة حزامك ذلك ؟
فرد التاجر :
لماذا ؟ اتريد ان تسخر مني اكثر ؟
لكن الرجل خرج وامسك يد التاجر واصر عليه ان يصف حزامه .. فوصفه له .. عند ذلك قال له الرجل :
ادخل الى بيتي ..
فدخل التاجر ثم سأل :
اين امرأتك ؟
فقال :
في غرفة في اول القرية ..
فارسل الرجل خدمه فأحضروا المرأة .. ودخلت الى غرفة النساء اللاتي أبدين اهتمامهن بها .. واحضرن لها طعاما وكسوة .. وكذلك أحضر الرجل للتاجر وطلب منه ان يبقى عنده عشرة ايام على ان يعطيه كل يوم عشرة دنانير ..
احتار التاجروهو يفكر .. في سبب بر الرجل وكرمه .. بعد جفائه له .. ولم يجد جوابا .. بعد ذلك سال الرجل :
ماذا تحسن من الاعمال ؟
فأجاب :
التجارة ..
فقال الرجل :
اعطيك مالا وتتاجر به مشاركة .
فوافق التاجر .. فأعطاه الرجل مئة دينار .. وطلب منه ان يتاجر بها وهو عنده .. فبقى فترة .. يتاجر ويعود الى بيت الرجل ..
في احد الايام اخرج الرجل شيئا وقدمه للتاجر فذهل التاجر .. انه حزامه الذي اضاعه في الحج .. قال له الرجل :
اتعرف هذا ؟
بعد دقائق من الذهول قال التاجر :
من اين جئت به ؟
اجاب الرجل :
وجدته من سنوات .. وحتفظت به لم اصرف منه شيئا .. حتى ارشدني الله الى صاحبه .. ولكي لا يصيبك مكروه من المفاجاة كنت أصرف عليك من نقودك .. والان اعطيك حزامك فافعل ماشئت ..
شكر التاجر الرجل .. ودعا له بالخير .. جزاء امانته .. وعاد الى بلده فباع الجواهر .. وتاجر بثمنها .. وعاد غنيا افضل مما كان .. وهو يذكر لذلك الرجل الامين فضله ..

- تمت -