الحمد لله وحده ، ثم الصلاة والسلام على من لا نبي بعده ..
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (سبعة يظلهم الله في ظلّه يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل، وشاب نشأ في عبادة الله، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه، ورجل قلبه معلق بالمساجد، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله رب العالمين ) أخرجه البخاري ومسلم
يقول فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله تعالى رحمة واسعة -
وهو يشرح / المقصود بالظل في الحديث :
نتكلم عن مسألة ضل فيها كثير من الجهال ، وهي قوله:
(سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله )
حيث توهموا جهلاً منهم أن هذا هو ظل الله نفسه ، وأن الله يظلهم من الشمس بذاته عز وجل ، وهذا فهم خاطئ منكر .
يقوله بعض المتعالمين الذين يقولون : إن مذهب أهل السنة إجراء النصوص على ظاهرها .
فيقال أين الظاهر ؟ وكيف يكون ظاهر الحديث وأن الرب جل وعلا يظلهم من الشمس !!
فإن هذا يقتضي أن تكون الشمس فوق الله عز وجل ، وهذا شئ منكر لا أحد يقول به من أهل السنة ، لكن مشكلات الناس ولا سيما في هذا العصر ، أن الإنسان إذا فهم لم يعرف التطبيق ، وإذا فهم مسألة ظنّ أنه أحاط بكل شئ علماً .
والواجب على الإنسان أن يعرف قدر نفسه ، وألا يتكلم – ولا سيما في باب الأسماء والصفات – إلا بما يعلم من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وكلام الأئمة.
فمعنى (يوم لا ظل إلا ظله ) أو (يظلهم الله في ظله ) : يعني الظل الذي لا يقدر أحد عليه في ذلك الوقت ، لأنه في ذلك الوقت لا بناء يُـبنى ، ولا شجر يغرس ، ولا رمال تقام ، ولا أحجار تصفَّـف ولا شئ من هذا .
ولا يظل الخلائق من الشمس شئ ، لا بناء ولا شجر ولا حجر ولا غير ذلك .
لكن الله عز وجل يخلق شيئاً يُظل به من شاء من عباده ، يوم لاظل إلا ظله .
هذا هو معنى الحديث ولا يجوز أن يكون له معنى سوى ذلك .
والحمد لله رب العاليمن .
نسأل الله أن نكون ممن يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله ..
اللهم آمين .
مقتبس من شرح رياض الصالحين ، لابن عثيمين رحمهم الله .
المجلد الثاني ، باب فضل الحب في الله والحث عليه .
والله تعالى أجل وأعلم ...