هذا المقال من جريدة الوطن الكويتية .. تحت عنوان الحرب العالمية الأولى .. احتلال البصرة .( للأخ الفاضل الأستاذ / أحمد بن محارب الظفيري )
توضيح لبعض أسماء الأعلام والمواقع الواردة في معركة الشعيبة:
ـ الشيخ عجمي باشا بن سعدون باشا السعدون ( ت 1966 م ) من أعظم زعماء العرب في العراق ومن أبطال الحرب الصناديد ينتمي إلى أسرة عريقة في مجدها التاريخي وزعامتها العربية وفيها مشيخة عربان المنتفق ...
تحالف مع الأتراك بدافع الحمية الإسلامية وانسحب مع جيش الأتراك إلى الأناضول بعد أن خسرت تركيا الحرب...
وفي عهد كمال أتاتورك تحولت تركيا إلى دولة علمانية وطبقت النمط الغربي في سياستها وحياتها فكان لذلك التحول أثره المحزن والمؤلم في نفسية هذا البطل العربي المسلم ...بقي الشيخ عجمي في تركيا وتوفي فيها وله ذرية في تلك الديار ...
اتصل شاعر الحماسة الشعبي النجدي الذائع الصيت محمد بن عبدالله العوني (ت 1343هـ / 1924 م ) وهو من أهل قرية الربيعية بالقصيم بالشيخ عجمي باشا وبوالده من قبله سعدون باشا ( ت 1911م ) أيام عزها.
وكان الشاعر العوني من المتفانين بالولاء والإخلاص لعجمي ومن المعجبين بشخصيته إعجابا يفوق التصور وكانت ذكريات عجمي لا تفارق خياله ...
وفي إحدى المرات كان الشاعر العوني جالسا في الشارع الرئيسي في حايل ومرت أمامه ناقة فاطر ( سنه ) تحن حنينا شديدا على ابنها الذي فارقها ... فتذكر صديقه عجمي الذي انسحب مع الترك فأبعدته عنه تصاريف النوى ومقادير الزمان فقال هذه الأبيات :
الفـاطـر الزرقــا تـرزم مع السوق ... حنـينـها أودع بقـلبي هوايـا
تبـكـي ولـدهـا فارقه عاقها عـوق ... وأنا ابكي الصنديد ذيب السرايـا
مـدري حـدر و الا قعد أو ذهب فوق ... أو وين تدوي به ربيـع الهفايـا
وله أيضاً في وصف عجمي:
ولـو كثـروا الشيـخان ماهـم مثله ... ولـو جابت الخفرات ماله وصايف
وان عـد بالدنيـا شجـاع واحـد ... أشارت وشـامت لعجمي الطوايف
ـ الشيخ عبدالله بيك بن فالح باشا السعدون ( ت 1953م ) :
شيخ ذائع الصيت ينتمي إلى الأسرة السعدونية الكريمة التي أنجبت رجال دولة بارزين في العهد العثماني والعهد الملكي الهاشمي ... انضم مع الأتراك بدافع من غيرته الإسلامية وكان يصرف على المجاهدين من ماله الخاص ...
يقول عنه الأستاذ عبداللطيف الشواف في جريدة "القبس" الكويتية 30/6/1990م العدد 6518 صفحة 2 :" لقد روى لي من أثق بروايته وهو المرحوم السيد (طاهرالسيدظاهر) انه سافر بعد سقوط البصرة بيد الإنكليز خلسة إلى بغداد عن طريق الشعيبة وقد نزل في معسكر الشيخ عبدالله الفالح السعدون في الشعيبة بضعة أيام وان عدد من كان يأكل على مائدة الشيخ عبدالله 3000 نفر من المجاهدين والمسافرين والأعراب في كل وجبة وذلك كمثل على رجولة عبدالله الفالح وكرمه وتضحياته في سبيل الإسلام "
وكان الشيخ عبدالله عازفاً عن المناصب والمراكز الرسمية ويرى نفسه انه ارفع منها وكان يقضي معظم وقته في الصحراء مع هوايته المفضلة الصيد والقنص .. وزاره عدد من الشخصيات العربية والأجنبية في مخيمه ورافقوه في رحلات صيده وكتبوا عنه الكثير من المذكرات وأشادوا بشخصيته الفاضلة وأخلاقه النبيلة ومن هؤلاء الذين زاروه وكتبوا عنه الأمريكي " ارشي روزفلت " حفيد روزفلت رئيس الولايات المتحدة الأمريكية.
ومن أقرباء الشيخ عبدالله الذين تسلموا مناصباً رسمية تذكر :
عمه ( مزعل باشا ناصر باشا السعدون ) عين محافظاً للواء المنتفق في أول حكومة عراقية تحت الانتداب البريطاني ...
وابن عمه (إبراهيم بيك بن مزعل باشا بن ناصر باشا ) عين محافظاً لمدينة الناصرية (لواء المنتفق) في أول إنشاء الحكومة العراقية الملكية..
وأخوه ( عبدالعزيز بن فالح باشا بن ناصر باشا) عين عضواً دائماً في مجلس النواب العراقي..
وابن عمه ( عبدالمحسن بن فهد باشا بن علي السعدون) تسلم أربع مرات منصب رئيس مجلس الوزراء العراقي في العهد الملكي الهاشمي وآخر وزارة وهي الرابعة انتهت بانتحاره في مساء يوم 13/11/1929م ( 1348هـ)
ونختتم هذه النبذة المختصرة عن الشيخ البيك عبدالله السعدون بهذه الأبيات الشعبية البدوية المقتطفة من قصيدة للشاعر هيثم الجليدان الظفيري يمدحه فيها ...
يا راكب اللي يزول له ..... حمرا ردوم من الصـالح
تلفي على البيك عبدالله ..... تلفي على البيك ابن فالح
من باب صنعا اليا الحلة ..... ما احد فعل مثل ابن فالح
فرقه عن الناس خلق الله ..... فـرق المسرهد عن المالح
ويذكر الأستاذ عبداللطيف الشواف في جريدة ( القبس) السبت 30/6/1990م
" أن الأمير عبد الإله الوصي على عرش العراق زاره ذات يوم في علوي ( مكان مخيمه في الصحراء) أو كتيبان ( مكان بساتينه على شط العرب) وعند انتهاء الزيارة أمر لعبدالله الفالح بعطية مقدارها خمسمائة دينار فما كان من عبدالله وقد قبلها مجاملة وإكراما للضيف الهاشمي إلا أن أمر بمنح أربعة من مرافقي الأمير عبد الإله كل منهم خمسمائة دينار" ..