يقول وزير التجارة هاشم يماني سلمه الله (لا بد للمواطن أن يغير طبيعة أكله ولا بد أن يتأقلم ويتعايش مع ما هو
موجود) وكان يعلق على مسألة ارتفاع سعر الأرز الذي أكد أهمية اتجاه المواطن لأنواع
أخرى منه وذكر أن عددها 19 وأضاف. أنه ليس بالضرورة أن يشتري - أي المواطن العادي- من الأنواع الجيدة ذات المبالغ المرتفعة)
فكرت في كلام الوزير,ليست المشكلة في الأرز فقط, وبالرغم من أن الكبسة رأس حربة ولاعب أساسي في وجباتي اليومية فمن الممكن أن أنسلخ من عاداتي وتقاليدي المتمثلة بأكل الكبسة, وعمر أهلي ما أكلت كبسة, أو على الأقل أشتري رز مصري بريالات معدودات ويادار مادخلك شر, لكن هل يضمن لي سعادة الوزير أن الأرز المصري لن يرتفع سعره أيضاً؟ (لحظة كتابة هذا المقال ارتفع الأرز المصري للأسف)!
نأكل بقل طال عمرك ونغير من طبيعة أكلنا, ولكن ماذا أفعل اذا قالت لي بياعة البقل العجوز؟ ( والله ياوليدي سعر الدولار طايح واليورو مرتفع)!! بالنسبة لي كلامها راح يكون بنفس معقولية كلام الوزير فالوزير يقول (إن الجميع يعتقد أن الارتفاع مفتعل إلا أن السبب يعود إلى دوافع عالمية من بينها تأثر التجارة البينية بين السعودية وأوروبا بتغير سعر اليورو)!
وعندما تكلم الوزير سلمه الله عن ارتفاع سعر الأرز نسي أن يتكلم عن ارتفاع المواد الأخرى مثل (كل شيء)!
وأكد الوزير أن دور الوزارة الأساسي ينصب في الاهتمام بالسلع الاستهلاكية الأساسية ومتابعة أسعارها والتأكد من عدم وجود احتكار للسلع. وختم الوزير حديثه في البرنامج الذي قدمه طلعت حافظ بالتأكيد على أن المُكسرات المسرطنة لم يكن المتسبب فيها المصدر الخارجي بل سوء التخزين من قِبل الموردين.
هذي طال عمرك يبي لها قعده, فإلى وقت قريب جداً, عدد مراقبي الأسعار في وزارتك لمدينة الرياض ( موظفان فقط)! موظفان اثنان فقط لا يستطيعان أن يغطوا عشرة محلات فما بالك بمدينة الرياض المترامية الأطراف؟
أتوقع أن آخر مرة ذهب فيها الوزير إلى البقالة كانت قبل أزمة الخليج الأولى وإلا لكان لاحظ أن الأسعار تغيرت في كل شيء, ولو أن أهل الوزير أرسلوا له رسالة جوال (جب معك حليب أطفال وخبز وصلصة) لعرف مدى الاهتمام بأسعار السلع الاستهلاكية التي تراقبها وزارته, أما بالنسبة للمكسرات المسرطنة, فكأنه يحاول أن يبرئ ساحة وزارة التجارة من المسئولية بقوله أنها سوء تخزين من قبل الموردين, أليس الموردون هم التجار التي ترعاهم وزارة التجارة؟!
بالأمس طحينية مسرطنة واليوم مكسرات مسرطنة, وأخاف أن نشتري أرز من الأنواع الغير جيدة كما ينصحنا وزير التجارة فنجدها مسرطنة أيضاً والمتسبب فيها سوء تخزين العمالة البنقالية! ليست المشكلة في ارتفاع الأرز فقط, فكما قلت سابقاً أن الارتفاع شمل كل شيء ويبدوا أن الموظفين الاثنين المراقبين للأسعار في إجازة! ننتظر عودتهم بالسلامة إن شاء الله ودمتم بود.