[grade="00008B FF6347 008000 4B0082"]نفوق إبل السعودية: لغز يحيّر العلماء[/grade]
[grade="000000 8B0000 008000 4B0082"] مع تزايد حوادث نفوق عدد غير مسبوق من الإبل في شمال أفريقيا وشبه الجزيرة العربية والشرق الأوسط في الآونة الأخيرة، تزايد الجدل بين العلماء والباحثين الذين بدوا عاجزين عن تحديد الأسباب التي أدّت إلى ذلك، مما جعل منها لغزا حقيقيا يصارع الأخصائيون لفكه من أجل وضع حدّ للظاهرة.
وفيما عزا عدد من العلماء سبب الكارثة إلى مواد سامة أو تلوث بكتيري، أرجع آخرون السبب إلى وباء فيروسي فيما غمز آخرون من قناة التغيرات المناخية كسبب مرجح لذلك.
وفي المملكة العربية السعودية وحدها، أكدت السلطات الصحية السعودية أن حوالي 2000 رأس من الإبل نفقت بسبب التسمم وليس لمرض وبائي كما كان يعتقد، مشيراً إلى أن التأخر في الإعلان عن حالات النفوق إنما جاء نتيجة للتأكد من التحاليل المخبرية.
غير أنّ مسؤولا رفض الكشف عن اسمه قال إنّ العدد يبلغ نحو 5000 جمل نافق.
وقال الأخصائي في تربية الجمال في مركز البحوث الزراعية الفرنسي من أجل تنمية دولية" بيرنار فاي "إنّ عدد الجمال النافقة الذي نحن بصدده الآن غير مسبوق."
وأضاف "عدد كبير من الحيوانات بصدد النفوق وليس واضحا تماما سبب ذلك.
والمشكل أنّ هناك نقصا كبيرا فيما يتعلق بالأسباب الوبائية التي يمكن اعتمادها كأدلة على ذلك، وحتى نستطيع التوصل إلى ذلك سنظل نكافح من أجل تحديد الأسباب وبالتالي وقف نزيف نفوق الجمال."
وقال وزير الزراعة السعودي فهد بالغنيم، في مؤتمر صحفي إن ما تعرضت له الإبل النافقة ونوعية المرض الذي أصابها "ليس مرضاً وبائياً، وإنما حالات تسمم بسبب تغذيتها على النخالة التي تم شراؤها من سوق الأعلاف بالمحافظات.. وأنه لوحظ تحسن في حالات الإبل المصابة بعد معالجتها من قبل الفرق البيطرية بالادوية المضادة للسموم والمغذيات الحيوية."
غير أنّ أخصائيين شككوا في صحة ذلك ومن ضمنهم مدير مخبر البحوث البيطرية في دبي أولريخ ورنري والذي أشار إلى أنّه لا يمكن لتسمم مثل الذي تمّ الحديث عنه أن يقتل 5000 جمل في وقت قصير من الزمن.
ومعروف عن الجمال قوتها البدنية ونظامها المناعي الكبير وقدرتها على تحمّل الأعباء والمشاق وعلى العيش بقدر بسيط من الماء فضلا عن خصوصية نظامها الدموي الذي يجعلها مقاومة للحرارة في أشدّ الظروف الطبيعية قسوة.
ورغم أنّه لا يمكن استبعاد فرضية أن تكون التغييرات في نظام الأكل وراء نفوق الجمال، إلا أنّ علماء آخرين أشاروا إلى أنّ التغيرات المناخية خلّفت حشرات تنقل الأوبئة بسرعة، في الوقت الذي لم يستبعد فيه آخرون فرضية أن يكون التغيير في استخدام الإبل وراء الكارثة.
ويقول هؤلاء إنّ الناس لم تعد تستخدم الإبل كسفينة صحراء للتنقلّ ونقل الأغراض، مفضلين الاعتماد عليها كشياه يتم استهلاك حليبها ولحمها، مما جعلها أكثر عرضة للإصابة بالأمراض بعد أن تضاءل نظامها المناعي.[/grade]