حائل ، حفر الباطن - سالم الثنيان، فائز السبيعي الحياة -
جنّدت محال السباكة عمالها أمس، بعد أن تكسرت مواسير المياه في عدد من شبكات المياه في منازل منطقة حائل ومحافظاتها، بسبب تجمد المياه داخل الأنابيب وتوقفها عن الجريان حتى صباح أمس، نتيجة عملية التمدد والتقلص وتجمد الماء، ثم ماء مرةً أخرى. وسجلت المنطقة بحسب الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة درجتين تحت الصفر. وإذا كانت حائل تواجه أزمة في السبّاكين، فإن محافظة حفر الباطن، التي تبعد عنها نحو 650 كيلومتراً، تعيش أزمة من نوع آخر، وهي «نقص الكيروسين»، الذي يُستخدم للتدفئة، وأوضحت نشرة «الأرصاد» ليوم أمس، ان درجة الحرارة فيها سجلت صفراً مئوياً.
وقال أحد أصحاب محال السباكة في حائل، لـ»الحياة»: «جندنا سبعة سبّاكين صباح اليوم (أمس)، ولا يزالون خارج المحل، بسبب الطلب المتزايد عليهم من أصحاب المنازل المتضررة». وأوضح فريح الشمري، الذي يسكن قرية قنا (25 كيلومتراً جنوب مدينة حائل، ومحاذية للنفوذ الكبير)، أن «خزانات المياه تحولت إلى مكعبات ثلج، وتكسر عدد من مواسير المياه، واكتست النفوذ بالثلج، فيما تجمدت أحواض سقيا المواشي من البرد حتى وقت متأخر من صباح أمس»، مضيفاً «لا زالتُ أبحث عن سبّاك داخل مدينة حائل».
واستعاد حمود التركي، موجة البرد التي شهدتها المنطقة قبل نحو 30 عاماً، وأطلق عليها «سنة كسر المواسير»، في إشارة إلى تكسر مواسير المياه في منطقة حائل. وانتقد عبدالله الأسلمي الجمعيات الخيرية التي «لم تقم بالدور المناط بها». وقال: «من المفترض ان تستنفر هذه الجمعيات كامل قدراتها لخدمة الفقراء والمحتاجين»، مطالباً بـ»إيجاد وسائل تدفئة في المدارس، حتى لا تكون أمراض الشتاء ضيفاً ثقيلاً على أبنائنا الطلاب».
وفي حفر الباطن، تواصلت أزمة نقص مادة الكيروسين للأسبوع الثالث على التوالي، وتفاقمت الأزمة مع الانخفاض الحاد في درجات الحرارة، الذي لامس صفراً مئوياً، ما أثار تذمر سكان المحافظة، الذي جالوا على محال بيع «الكيروسين»، من دون نتيجة، وغالبيتها كانت خالية منه. وقال عبد العزيز الحربي: «ننتظر ساعات طويلة أمام محطات الوقود، للحصول على الكيروسين، ونعود إلى منازلنا خالي الوفاض، وقد استمرت هذه الحال معي لمدة أسبوع»، مطالباً بـ»تدخل الشرطة أو المرور في تنظيم طوابير المصطفين للحصول على الكيروسين، نظراً للزحام الشديد». فيما اضطر صالح الماجدي، إلى شراء مدفأة كهربائية، لعدم توافر «الكيروسين».
يشار إلى ان «أرامكو السعودية» أعلنت أول من أمس، عن «توفير كل المنتجات البترولية في جميع محطات التوزيع، التي تبلغ 17 محطة منتشرة في جميع مناطق المملكة، بحسب الطلب والاتفاقات الموقعة مع عملائها المحليين»، ونفى المدير التنفيذي للتوزيع وأعمال الفرض في أرامكو السعودية المهندس أحمد السعدي «وجود أي نقص في مادة الكيروسين في محطات التوزيع التابعة لـ»أرامكو السعودية». وأوضح أن «حجم الطلب الحقيقي اليومي على مادة الكيروسين في المملكة، يشهد ذروته في فصل الشتاء، لاستخدامه في التدفئة، إذ تصل نسبة الزيادة إلى 93 في المئة من متوسط الطلب على مدار العام». وأضاف أنه «نظراً لزيادة الطلب على هذه المادة من جانب المواطنين، رفعت الشركة طاقتها الإنتاجية من الكيروسين في مصافيها، لتصل إلى 140 ألف برميل في اليوم»، مضيفاً أن «حاجات كل منطقة تتم تغطيتها من أقرب مصفاة من مجموع خمس مصافٍ للشركة تنتج الكيروسين، وفي حال نقص الكميات المطلوبة لأي منطقة، فإنه يتم تخصيص الكمية اللازمة من أقرب مصفاة». وأوضح السعدي أن نقص مادة الكيروسين الذي شهدته بعض مناطق المملكة في الفترة الماضية «لم ينتج من نقص كميات الكيروسين المطروحة في محطات التوزيع في «أرامكو السعودية»، وإنما عن عدم مواكبة بعض محطات بيع الوقود للطلب المتزايد على الكيروسين في مثل هذا الوقت من العام».
====