عند وقوفك داخل أي دائرة حكومية وتريد إنهاء معاملة مهمة أضنت مضجعك ، وجعلت نهارك ليلاً ، وليلك بكاءً ..! قف مع الواقفين في طوابير الذّلة ، وأنت واقف ادعُ ربك متضرّعاً أن يحين دورك قبل أن يُفرج الموظف عن أنيابه المتهالكة القابعة في فمٍ ينفث السوء .. قائلاً : يا مُراجع ــ أظن سُمّي مُراجع لكثرة ذهابه وعودته ــ أوراقك ناقصة ..! فيتطاير رذاذ رديء من فيه حاملاً معه جملة " راجعنا بكره " ..!
يقول : "راجعنا بكره" تخاله من تكرارها لا ينقصه سوى مصاحبة الموسيقى وتُعمل له زفّة حتى يُعطي نغمة أصفى ورونقاً أجمل .. وربّما طعماً ألذّ ..
عزيزي المُراجع ..
لا تيأس من هذا الموظف المغوار ، ما عليك سوى مدحه ببعض الكلمات التي قيلت والتي لم تنجبها اللغة العربية بعد .. اجعله كفقاعة صابون كبيرة .. انفخ وانفخ .. فإذا انتهت معاملتك المس الفقاعة بالطرف الخالي من عود كبريت .. سيصغر حجمه .. اجعله مثلما كان لاشيء . وبالطرف المشتعل من عود الكبريت أشعل فيه نار الحقارة ..!
عزيزي المُراجع ..
إذا كانت فعلاً معاملتك لم ترتدِ كامل ملابسها ــ أي ناقصة ــ فعليك بالحرب اللوجستية وهي الاتكاء على ظهر الواسطة التي تجعل معاملتك لذيذة وكافية لأن تُطعم الدائرة الحكومية ومن يسكنون حولها ..!
لكن افتح جيبك ..!!
عفواً ..
الموظف الجهبذ ، وما أنجبته بنات أفكاري من حلول في الخطأ سواء ..!!
كونوا بخير ..
أخوكم / عمر الدرويش