ما حصل للنصر كان متوقعاً !! تحليل شخصي
--------------------------------------------------------------------------------
أعذر كثيرا عشاق النصر على هجومهم الشرس على الفريق ( لاعبين ومدرب وإدارة ) بعد ذهولهم من المستويات المتواضعة التي قدمها الفريق في مباريتيه أمام القادسية الكويتي والمحرق البحريني ، لكن بالنسبة لي كان الأمر متوقعا لحد كبير ، بل لم أكن أتوقع أكثر من هذا المستوى ، فالرياضة عموما تعتمد كثيرا على الإعداد الجيد ، فهو بعد توفيق الله من يقود أي فريق كروي لتحقيق النتائج الجيدة ، ولذلك يجد المتابع أن مشاركات الأندية السعودية في البطولات التي تبدأ مع بداية الموسم ( غالبا ) تكون سيئة وذلك لسوء الإعداد.
و لو تمعنا في مشاركة النصر في بطولة مجلس التعاون الخليجي ستجد أن هناك أسباباً كثيرة - وليس سببا واحدا كما يظن البعض - أدت لهذا الظهور الباهت رغم تدعيم الفريق ببعض العناصر الجيدة.
وقبل أن ابدأ في ذكر الأسباب ابدي استغرابي من صنفين من الكتاب ، الصنف الأول هم من أرجع الخسارة والتعادل لهذا اللاعب أو ذاك ، وهذا السبب قد يكون صحيحا في لعبة فردية لكنه لا يمكن أن يكون صحيحا إطلاقا في لعبة جماعية مثل كرة القدم حتى لو سجل اللاعب هدفا في مرماه ! فأين لاعبي الهجوم عن التعويض ! وما هي مهمتهم الأصلية ! ، أما الصنف الثاني هم من ارجع السبب ( فقط ) لمدرب الفريق الكرواتي ( رادان ) وكأن لو تغير المدرب لأصبح الفريق هو المرشح الوحيد لكل البطولات ! وهذا أيضا غير صحيح فتاريخ المدرب مع فريقي الرفاع الغربي البحريني والكويت الكويتي يثبت بما لا يدع مجالا للشك في أن المدرب كان ناجحا بجدارة ، وما دليل ذلك إلا أن نفس الفريقين - الرفاع والكويت - قد عرضا عليه العودة لتدريب فريقيهما ! ، وفي نفس الوقت فأنا أتفهم كثيرا لمن يقول أن طريقة المدرب قد تكون هي السبب الوحيد !! وان كنت لا أوافقه بتاتاً.
أما عن تحليلي الشخصي ( وتوقعي قبلها ) لكل ما حصل فهو أن ما حصل هو نتيجة طبيعية لعدة أسباب أدت لهذا الظهور الباهت للأصفر في هذه البطولة ، وهذه الأسباب هي بالترتيب كالتالي :
أولا : قصر فترة الإعداد ( الفعلية ) : وقد يخالفني البعض في ذلك ويقول أن الفترة حسب المتعارف عليه رياضيا كافية وهي 45 يوما من بداية التمارين في يوم الأربعاء 28 / 6 / 1429 إلى ماقبل مباراة القادسية في يوم السبت 15 / 8 / 1429 ، وهذا الكلام قد يكون صحيحا لو أن التمارين عندما بدأت كان الفريق بأكمله موجودا ( لاعبين وجهاز فني ) واستمروا معا كل هذه الفترة ، لكن ما حصل فعليا هو أن بعض اللاعبين وخاصة من يعول عليهم كثيراً لم يلتحقوا بالفريق من أول يوم ، فالشهراني غاب عن التمارين حوالي عشرة أيام ، والواكد حصل على إجازة زواج ، والتون وصل في اليوم التالي ثم لم ينظم للتمارين لعدة أيام وكان يتمرن يوما ويغيب يومين بدواعي صحية ! ، اللاعب الجديد إيدير لم يبدأ التمارين إلا في الإسكندرية أي في 16/ 7 والآخر رزاق لم يلتحق بالتمارين في بدايتها لعدم وصوله ، وكذلك فعل عبدالله حماد لعدم انتهاء إجراءات إعارته ، أما القديم الجديد فهد الزهراني فلم يبدأ تمارينه مع الفريق إلا بعد بداية معسكر الإسكندرية بعدة أيام ! ، ثم نأتي للمحرك الرئيس وهو المدرب فقد سافر بعد بداية التمارين بعدة أيام لكرواتيا للزواج وعاد بعد بداية معسكر الإسكندرية بثلاثة أيام ! ، وأنا هنا اسأل كم تدريبا تكتيكيا اشرف عليه المدرب في ال 45 يوما ! ، وهل المدة كافية ليتعرف على مستويات اللاعبين ويتعرف اللاعبون على طريقته وتكتيكه ويجيدون تطبيقهما ، ثم إذا شئتم أن تكونوا أكثر دقة فاطرحوا أيام الراحة خلال ال 45 يوما ومنها أيام السفر وما قبلها وما بعدها لتصلوا إلى أن مدة فترة الإعداد الفعلية ليست 45 يوما بل وليست قريبة منها .
ثانيا : ضعف المباريات الاستعدادية : خاض الفريق منذ بداية التمارين وحتى قبيل البطولة 8 مباريات فقط منها اثنتان خصصتا للفريق الرديف كاملا وهما ضد الكروم المصري والقادسية السعودي ، وقد نعذر الفريق لخوض المباراة الأولى في الرياض مع فريق المجزل ( درجة ثالثة صعد حديثاً للثانية ) لعدم بدء التمارين في اغلب الفرق السعودية ، وقد نعذره أيضا لعدم اللعب مع الأهلي والزمالك المصريين لارتباطهما ببطولة أفريقيا للأندية ، لكن لا نجد عذرا مقبولا لعدم اللعب مع الفرق المصرية الجيدة مثل الأسماعيلي وبتروجيت وحرس الحدود وانبي ، فما هي الفائدة المرجوة من اللعب مع فرق مثل حمام مرسى مطروح ( الذي لم أجده في قائمة فرق الدرجة الممتازة أو الأولى وعددها جميعا 64 فريقا ) أو فريق الكروم ( درجة أولى حسب تصنيفنا وثانية بتصنيفهم علما بأن عدد أندية الدرجة الثانية لديهم 48 فريقاً ) أو حتى فريق الأولمبي ( الصاعد للدرجة الممتازة هذا الموسم ) ، ونستثني هنا فريق طلائع الجيش فهو فريق جيد حاز على المركز ( الرابع ) في الموسم الماضي رغم انه حاليا يحتل المركز ال 16 والأخير في الدوري بعد جولتين ! ، وأخيرا والفريق يعود للسعودية لم يستطع حتى اللعب إلا مع فريق ضعيف مثل النجمة البحريني – الحاصل على المركز السابع في الدوري البحريني في الموسم الماضي - والذي شكر مدربه البوسني النصر لأنه أتاح له لعب مباراة استعدادا للمشاركة في البطولة في جدة والتي خرج منها اليوم بالمركز الأخير وبنقطة يتيمة.
ثالثا : استعجال المدرب الكرواتي الناجح – حسب سيرته الذاتية – في تطبيق كل ما يريده من الفريق بسرعة ، فهو غير في الطريقة ( توزيع اللاعبين في الملعب ) والتكتيك ( طريقة الوصول للهدف ) ومراكز بعض اللاعبين ، دون النظر في ضعف إمكانيات اللاعب السعودي الفكرية ( الفكر الكروي ) والبدنية دون المهارية ، وهذا أثر بشكل كبير على الفريق فالطريقة تغيرت والتكتيك تغير أيضا ثم بعد ذلك لم تسلم بعض مراكز اللاعبين من تغيير – دون اقتناع اللاعب نفسه – مما سبب إشكالا كبيرا للفريق ، وكان من الأجدى ان يتم التغيير تدريجيا ، وعلى فترات طويلة قد تمتد لمنتصف الموسم ، ثم إن المدرب نفسه وضح عليه انه لم يتعرف على إمكانيات كل اللاعبين لقلة التمارين التي اشرف فيها على الفريق وضعف المباريات التي لم تكشف إمكانيات اللاعبين بشكل جيد ، ولذلك تلاحظ من متابعة الفريق أن الخلل لم يكن في الناحية الدفاعية لأن التغيير فيها من حيث الطريقة والتكتيك لم يختلف كثيرا وان تغير مركز لاعب واحد فقط ، لكن المشكلة الكبرى كانت في الناحية الهجومية لأن الطريقة والتكتيك اختلفا بشكل كبير وهذا يحتاج لوقت طويل من قبل اللاعبين لتطبيقه بشكل جيد ، وليس أدل على ذلك من عجز الفريق في مباريتين ومع فرق تعتبر متوسطة مقارنة مع فرق الدوري السعودي من تسجيل هدف واحد بل من خلق فرص حقيقية على المرمى إلا من خلال بعض ضربات الجزاء التي لم تحتسب.
في رأيي الشخصي – غير الملزم لأحد – هذه هي الأسباب الرئيسة لظهور النصر بهذا المستوى الباهت وان كانت هناك أسباب أخرى لكن تأثيرها اقل بكثير ومنها : الرطوبة التي لعبت لصالح القادسية والمحرق اللذان تعودا عليها من قبل ، والظروف النفسية التي كان عليها المهاجم رزاق لعدم جلب عائلته ، والإصرار على عدم جلب صانع العاب متمكن بديلا للبرازيلي إيلتون ، و عدم احتساب بعض ركلات الجزاء في المباريتين حسب رأي الخبير التحكيمي محمد فودة.
وأخيرا فأنني أتوقع أن فائدة الفريق من هذه البطولة ستكون جيدة كأعداد ممتاز – بالقوة – قبل الدخول في معمعة الدوري كما حصل قبل عدة أعوام في بطولة الصداقة الثامنة في أبها عندما كان مدرب الفريق البلغاري ديمتروف فخسر مبارتين وتعادل في ثالثه وتحسن في المباراة الأخيرة ليحقق الفوز الوحيد ، ثم رأيناه جيدا في الدوري رغم منعه من التعاقد مع الأجانب بقرار من الإتحاد الدولي.
تمنياتي للنصر بالتوفيق ، ولكم تحياتي
المصدر : http://89.144.97.31/showthread.php?t=13464