الاستلقاء بعد الأكل عادة رديئة صحيا
إن عادة الاستلقاء بعد تناول الطعام هي نمط غير صحي مرتبط
باضطرابات الجهاز الهضمي، ويجب الإقلاع عن هذه العادة
من المشكلات الهضمية المترتبة على الاستلقاء بعد الأكل:
ظهور مضاعفات مرض " الارتداد المعدي المريئي" وهو ارتداد محتوى
المعدة إلى المريء، الأمر الذي يسبب التهابات
وآلاماً قد تؤدي إلى مضاعفات لا تزول إلا بعملية جراحية.
ولمعرفة أثر الاستلقاء بعد تناول الطعام مباشرة تناولت الدراسة
1030 مريضا راجعوا المركز الصحي العام في كوريا.
وقد فصلت الدراسة الذين يستلقون بعد تناول الأكل وكان
عددهم 576 مريضا، وقارنتهم بالآخرين الذين نادرا ما يستلقون
بعد تناول الطعام، فوجدت أن أفراد هذه المجموعة على درجة أكبر
من تناول الكحول، وعدم انتظام الأكل، والأكل بين الوجبات، وكثرة
الاستيقاظ ليلا، وآلام في الصدر، والإمساك.
(( التعليق على نتائج الدراسة))قد يكون " الارتداد المعدي المريئي
" هو أهم نقطة يجب أن ننتبه إليها؛ لأنها الأخطر، ومن المعروف أن
على مريض " الارتداد المعدي المريئي" أن لا يملأ معدته بالطعام
والسوائل قبل النوم أو الاستلقاء خوفا من ارتدادها إلى المريء،
بسبب ضعف صمام فم المعدة الأعلى المتصل بالمريء، مما
يترتب عليه التهاب الصمام وجدار المريء بسبب حموضة محتوى
المعدة والإنزيمات الموجودة فيه، وعدم قدرة المريء على التعامل
مع هذه الحموضة والإنزيمات، الأمر الذي يؤدي إلى تلف جدار المريء،
وحدوث مضاعفات خطيرة أحيانا.
(( النصيحـــه))
يجب أن لا نتناول كمية عالية من الطعام في أي وجبة،
وأن لا نكثر من تناول السوائل خلالها، وأن لا ننام مباشرة
بعد الأكل، وإن نمنا أو استلقينا فلا يكن على بطوننا؛ لأن هذه
الوضعية تسبب ضغطا على المعدة قد يدفع بالطعام الموجود في
المعدة إلى جهة المريء، فقد يسبب مضاعفات لمن يعانون مرض
"الارتداد المعدي المرئي"، أو أن هذه العادة قد تُسَرّع ظهور هذا
المرض عند من لديهم استعداد للإصابة به. ونخص
بهذه النصيحة من لديه "كرش كبير" لأنه يشكل عاملا مساعدا على ظهور المرض.
إن نمط حياة المسلم هو الأفضل؛ لأن السنة النبوية
المطهرة تطلب من المسلم عند الأكل أن يقسم سعة معدته
إلى ثلاثة أقسام: الأول لطعامه، والثاني لشرابه، والثالث لنَفَسِه.
أما في شهر رمضان فصلاة المغرب والتراويح هي خير مساعد على
تجنب مشكلات تناول الطعام الذي يبدأ بعد أذان المغرب.
إن اتباع السنة النبوية، واتباع كلام الله {وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ}
(الأعراف 31) هو خير نمط للإنسان في تناول طعامه؛ لأن الانفلات والإسراف
في الأكل والشرب قد يبعد حب الله لنا، وهو أمر مخيف،
من الذي يستطيع أن يتحدى كلام الله؟ ومن الذي لا يسعى
إلى أن يحبه الله؟ ندعو أن نكون جميعا ممن يحبهم الله ويحبونه.