عزيزي رئيس التحرير
شاعر المليون .. بين تهافت المتسابقين وعجرفة التحكيم
لم أكن أتوقع أن يتهافت الشعراء الحقيقيون وغير الحقيقيين على مسابقة شاعر المليون في سنتها الثالثة بهذه الدرجة بعد الذي قيل عنها - في السنة الماضية - عبر وسائل الإعلام المختلفة في مراحلها الأخيرة عموما ، وحلقتها الأخيرة على وجه الخصوص ، وما آل إليه متسابقونا من مراكز متأخرة رغم تميزهم.
ولست أعلم السبب الذي دفع هؤلاء المتهافتين والمتهافتات بهذا الكم على المسابقة - رغم ما يخالط ذلك من خسارة للشاعر على المستوى الشخصي - أهو الرغبة في الشهرة السريعة لدى هؤلاء ؟ أم هو الطمع المادي في الحصول على المليون ؟
كتبت بعد إعلان نتائج مسابقة السنة الماضية في العدد 12722 من جريدة (اليوم) الصادرة في 14/ 4/ 2008 مقالا بعنوان : خروج الفراعنة والسفياني .. شهادة وعي لمجتمعنا أم شهادة وفاة لبرنامج المليون؟ ، وقد أكدت فيه على ضرورة أن تكون اللجنة من سبعة أعضاء ، وتغيير ثلاثة من الأعضاء الخمسة مع الأخذ بعين الاعتبار حسن اختيار الأعضاء اختيارا متميزا ومدروسا.
وقد تساءلت في نهاية المقال : هل سيعي شعراؤنا الدرس جيدا ؟ وهل سيستمر مجتمعنا في وعيه المفترض؟ ولقد سقط الجزء الأول من تساؤلي فشعراؤنا الحقيقيون وغير الحقيقيين بل وشاعراتنا قد تهافتوا على المسابقة تهافتا محموما فاق السنتين الماضيتين بكثير ، ومازال الجزء الآخر من التساؤل قائما ، وأرجو ألا يخيب الأمل بسقوطه أيضا ، فبإحجام مجتمعنا عن التصويت الذي استنزف أموال الكثيرين سيكون أكثر وعيا من شعرائنا وشاعراتنا.
يبدو - ومن خلال المراحل الأولية للمسابقة في سنتها الثالثة - أن القائمين عليها مصرون على الاستمرار على نهجهم السابق دون تجديد أو تغيير وأن آليتها مستمرة على رتابتها وأشخاصها ، وهو أمر يسيء للمسابقة - رغم ما رصد لها من دعم معنوي ومادي منقطع النظير - ويقلل من أهميتها ، ويفقدها بريقها.
يذكر الكثير من المشاهدين والمشاهدات بعض الإساءات التي تعرض لها نفر من المتسابقين على يد بعض أعضاء لجنة التحكيم خلال العام الماضي وسابقه ، وقد تكررت مثل هذه الإساءات في هذا العام ، ومنها على سبيل المثال لا الحصر ما تعرض له المتسابق (السقّاف) من سخرية وتهكم مارسه في حقه ثلاثة من أعضاء اللجنة فأولهم يطرده ، والثاني يتهمه بالجنون ، ولا أذكر ما قاله الثالث له ، فهذه العجرفة التي يمارسها بعض أعضاء اللجنة في حق المتسابقين ، وهذا التسلط والتهكم إساءة كبيرة للمتسابقين وللمسابقة وللمجتمع الذي ينتمون إليه ، بل هي إساءة لمتابعي ومتابعات هذه المسابقة كذلك ، فما يقوم به أعضاء اللجنة من سلطة - غير مشروعة – يعتبر تجاوزا مذموما من خلال ما يمارسونه من مهمة إشرافية وتحكيمية مستغلين الظروف وقلة الخبرة التي ألجأت بعض المتهافتين والمتهافتات إلى المشاركة في المسابقة - أملا في الوصول إلى مراحل متقدمة فيها - على تقبل مثل تلك السخرية والتهكم والعجرفة دون وعي بما سيترتب عليها من إساءة لهم ، وضرر كبير عليهم على المدى القريب والبعيد.
إنني لا أرى مسوغا أو سببا لعرض المشاركات الضعيفة أو المواقف المحرجة التي تعرض لها بعض المتهافتين والمتهافتات، وأن تكرارها أمام المشاهدين والمشاهدات ما هو إلا نوع من السخرية الممجوجة، ولو تمت استشارة أصحابها حول عرضها لما رضوا بذلك.
همسة : أرى أن تسمية المسابقة بـ( شاعر المليون ) تحتاج إلى إعادة نظر ؛ فنسبة الشاعر للمال هي حط من قدره ، ونيل من كرامته.
عبد الله بن مهدي الشمري