ღღ الغَوَصَ..تَآرَيَخ..وتَرَآثَ ღღ
ღღ الغَوَصَ..تَآرَيَخ..وتَرَآثَ ღღ
وهي مهنة صناعة وتجارة اللؤلؤ الطبيعي بداية بالغوص في اعماق بحار الخليج لاستخراج اللؤلؤ من اعماقة ويطلق على من يقوم بذلك اسم "غواويص" ومفردها "غواص" ثم بيعة وهم في المغاصات الى مشترية يجوبون أعالي البحار يطلق عليهم اسم " طواويش" ومفردها " طواش"
يطلق ابناء الخليج على اللؤلؤ اسم " اكماش" ولا يستعملون كلمة "لؤلؤ" في معاملاتهم لهذه التجارة فعلى سبيل المثال يقولون
اشترى فلان اكماش فلان بسعر كذا واكماش هير الميانه احسن من اكماش هير بوعمامة ومحصول هذا الموسم من "الكماش" جيد واذا تتبعنا اصل الكلمة "اكماش" لوجدنا انها عربية فهي تحريف لكلمة "قماش" والتى ورد تعريفها في لسان العرب بالشيء الذي يجمع كما هو الحال بالنسبة للؤلؤ الذي يجمع من قاع الخليج.
كانت صناعة الغوص وتجارة اللؤلؤ تمثل عصب الحياة لغالبية سكان منطقة الخليج وكان يستفيد من الاتجار باللؤلؤ تجار من الخليج ومن الهند ومن فرنسا وكانت البحرين نظرا لمركزها التجاري المتميز آنذاك تستقطب عددا كبير من الوافدين الاجانب سواء من ابناء الخليج او من البلدان المختلفة مثل عمان والصومال واليمن والسودان وايران والسعودية وغيرها وقد شجع قدوم هؤلاء الوافدينم توافر الاعمال التجارية والعمالية في البحرين في حين افتقار بلادهم لذلك كما ساعد على ذلك عدم وجود شروط أو عقبات لدخولهم البلاد فلا حاجة لفيزا اي تأشيرة دخول او اقامة كان اغلب الوافدين يأتون من ايران والسعودية حتى اصبحت جالية الدولتين المذكورتين اكبر جاليتين اجنبيتين في البحرين وبمرور الايام قويت شوكة الجالية السعودية "النجادة" كما كان يطلق عليهم آنذاك فتبوؤا مراكز تجارية مهمة في اسواق المنامة ونافسهم في ذلك عدد من الجالية الايرانية حدث هذا في والوقت الذي ابتعد غالبية تجار البحرين عن التجارة التقليدية المعروفة وتخصصوا في تجارة اللؤلؤ المزدهرة آنذاك من بيع وشراء وتمويل.
كانت المنافسة شديدة بين الجاليتين المذكورتين آنفا " النجدية والايرانية" ثم تطورت الى عداء وكراهية بينهما وقد أدى ذلك العداء الى تكتل النجادة بزعامة المرحوم عبد الله بن حسين القصيبي ةالى تكتل الايرانيين بزعامة المرحوم محمد شريف وجعل كل فريق يهدد الفريق الآخر ويستعد للمواجهة معه.
حدث هذا التكتل في مطلع عام 1922 م وبلغ ذروته يوم10 مايو 1923 م عندما التقى الجمعان في ذلك اليوم وجها لوجة في مدينة المنامة فوقعت بينهما اشتباكات ومصادمات دموية نتج عنها سقوط عدد من القتلى والجرحى من الطرفين ولم تبد السلطات البريطانية ممثلة بمعتمدها الميجر ديلي المشهور بتسلطة واستبدادة كونها المسئولة عن الاجانب آنذاك حسب المعاهدة المبرمة مع حكام البحرين لم تبدأي اهتمام يذكر لإيقاف الاستفزازات والتظاهرات التى سبقت ذلك الالتحام الدموي ربما لغرض معين او سياسة مقصودة هي الاستفادة من حدوث مثل هذة الحوادث غير انها بعد ان استنفذت تلك السلطات غرضها تدخلت لوقف الاضطرابات فعم الهدوء وساد السلام بين الطرفين.
مغاصات اللؤلؤ :
مغاصات اللؤلؤ هي عبارة عن بقع وشعاب صخرية تقع في مواقع مختلفة من مياه الخليج العربي يحيط بها او يجاورها في الغالب بقع رملية او طينية في هذة البقع والشعاب الصخرية ينمو المحار ضاربا جذورة فيها ومهمة الغيص قطف المحارات او قطعها من قاع البحر وجمعها في " الديين " وهو وعاء شبكي ثم العوم بها الى سطح الماء وطرحها على ظهر السفينة ومن ثم فلقها واحدة واحدة لجمع ما يمكن الحصول عليه من للآلىء فيها.يطلق على مغاصات اللؤلؤ في الخليج كلمة "هيرات" والمفرد "هير" وأشهرها هير "اشتيا" ويعد اكبر هير في المنطقة ويقع في الشمال الشرقي من جزر البحرين وشقته وخور بن نصار والميانة وبوعمامة وبولثامة وبواسعفة ونيوة علي وهذة الهيرات تحاذي جزر البحرين وهناك هيرات تحاذي قطر مثل لفان ام الشيف وابالهمبار – عشيرج – حالول وغيرها كما توجد هيرات تحاذي سواحل الامارات والكويت والسعودية يطلق عليها ايضا اسماء للتعريف بها وتجدر الاشارة هنا الى ان جميع الهيرات الممتدة من الكويت شمالا الى ساحل عمان جنوبا كانت مفتوحة مباحة لكافة سكان الخليج يغوصونها ويرتزقون من خيراتها دونما تخصيص او تحديد.
انواع السفن ومواد بنائها :
تبنى سفن الغوص والطواشة في بلدان الخليج في ورشها المتعددة وكانت تعتبر اكبر ورش لبناء السفن في الخليج اما انواعها:-
بوم – بتيل – جالبوت – شوعي – سنبوك –بكارة
وكلها كانت تبنى بأخشاب تستورد من الهند ودول شرقي اسيا وكان يتولى بناءهاعمال اميون مارسوا الصنعة وبرعوا فيها وتوارثوها جيلاً بعد جيل.
مهمات واعمال الغوص :
يتروح معدل ما تحملة سفينة الغوص البالغ طولها حوالى 35 قدماً بين 50 الى 60 شخصاً وتتلخص مهماتهم فيما يلي:-
النوخذه (الربان):- وهو الآمر الناهي في السفينه والموجة لكل العمليات على ظهرها وهو كذلك المسئول عن تحضير مستلزمات رحلة الغوص وبيع محصولها من اللؤلؤ وكلمة نوخذة هي كلمة فارسية مركبة مشتقة من "نوك" اي سفينة و"خدى" وهو الرب والمعنى "رب السفينة"
الجعدي:- نائب النوخذة والمسئول عن حراسة السفينة ومحتوياتها.
المجدمي:- مساعد النوخذة والمسئول عن حفظ وصيانة معدات ولوازم السفينة من شرع وحبال وغيرها.
غاصة:- ومفردها غيص ومهمته الغوصالى الاعماق وجنى المحار والمشاركة في فلقه .
سيوب:- والمفرد سيب ومهماته متعددة فعليه جر حبل الحير ويطلق على هذا الحبل اسم "زيبل" ثم جر الغيص من عمق البحر الى سطحة بواسطة حبل يطلق علية اسم " يدا" علق بطرفة كيس شبكي يقال له "ديين" وعلاوة على ذلك فإن السيب ايضا يقوم بالتجديف وبرفع الشراع وتنزيلة وجر حبل المرساة وتسمى "البريخة" كما يقوم بفلق المحار اما مهمته في البلاد فتشمل تنظيف السفينه وحكها من النو والشوائب ودهنها بدهان الصل والودك وهما دهانان يستخرجان من كبد الحوت وشحمة.
تباب:- ويكون في الغالب ابن النوخذة او قريبه وفي سن لايتجاوز الثانية عشرة او نحوها ومهنته المناولة في السفينه عند الطلب كما يكلف بالوقوف في مقدمة السفينه اثناء البريخة لمراقبة قرب وصول عقد حبل البريخة الى بكرة "اليوره" فيعلن بصوت عال عن قرب وصولها للبكرة قائلا:" طوف" فيخفف البحارة اثر سماعهم ذلك بريختهم ويتوجه احدهم ليطوف احدهم العقدة من البكرة كي يواصل البحارة بريختهم وفي نفس الوقت يتعلم التباب صنعة الآباء والاجداد ويتدرج فيها ليباشرها عندما يترعرع ويكبر.
جنان "كنان":- ومهمته مباشرة تنظيم وطي الحبال الطويلة الممتدة من السفينة الى المرساة في قاع البحر.
النهام:- (مطرب السفينة) : الشادي بأهازيج الغوص ويحاكي في شديه دور الحادي في قوافل الإبل البرية وهو بشدوه يشحذ همة البحارة رافعا روحهم المعنوية للقيام بعملهم بكفاءة وحماس مرددين معه مقاطع من أهازيجة متمايلين طربا على إيقاع التصفيق الموزون
راعي الشيره:- الغيص المتخصصين في تخليص المرساه عند اشتباكها وتعلقها بصخور قاع البحر.
مواعيد الغوص :
يباشر عمل الغوص الرسمي في الخليج العربي في فصل الصيف وتكون مدته اربعة اشهر وعشرة ايام ويطلق على بدايته كلمة "الركبة" كما يطلق على نهايته كلمة "القفال".
اما تحديد مواعيد عمل الغوص الرسمي – من ركبة وقفال وصيفية – فكان يحكمها العرف حتى العقد الثالث من هذا القرن ( قرن العشرين) الا ان هذا العرف تحول فيما بعد الى قرارات ومراسيم رسمية دأبت على إصدارها الحكومات اثر تشكيلها في اوائل العشرينات من القرن نفسة وابلاغها للجمهور عن طريق اعلانات توزع او تعلق في اماكن معينة في مدن الرئيسية.
ويطلق على هذه الفترة اسم " خانجيه" وكذلك بعد فترة الغوص الرسمية ويطلق عليها اسم "رده".
انظمة الغوص :
. نظام السلفية
2. نظام الخماميس
3. نظام العزال
4. نظام البروه
عملية الغوص :
لم تكن عملية الغواصة بدون جهاز تنفس خاصة في المغاصات العميقة او ذات التيارات القوية عملية سهلة ممتعة بل كانت متعبة تعرض ممتهنها الى خطر كبير وانه لولا الحاجة الماسة لكسب الرزق منها في ذلك الزمان لما امتهنها احد سيما وان مردودها المادي على صاحب السفينة وبحارتها مردود ضعيف لايغني ولا يسمن من جوع وعندما حاول البعض استخدام ماكينات الغوص منعت الحكومات ذلك والتعليق على ذلك هو:- انه بالرغم من توافر وسائل حديثة للغوص في ذلك العام الا ان الحكومة تدخلت لمنع استخدامها وذلك حرصا منها على تكافؤ الفرص للعاملين في صناعة الغوص وعدم استخراج اللؤلؤ بكميات كبيرة تؤدي الى تدهور اسعاره ناهيك عن ان السماح باستخدام آلات الغوص الحديثة سيؤدي الى الاستغناء عن عدد كبير من عمال الغوص ويخلق البطالة بينهم وبالتالي يختل نظام صناعة الغوص الذي كان المحور الرئيسي في ذلك الزمان وعصب الحياة الذي يرتكز عليهابناء ذلك الجيل.
برنامج الغواصين اليومي :
مع بزوغ الفجر يستيقض الجميع color]وبعد الصلاة يتناولون فطورهم المكون من التمر والقهوة ولا شيء غيرة ومع طلوع الشمس يبدأ العمل حين ينادي النوخذة بصوت جهوري مرتفع قائلا"اطلبوا الله" فيرد البحارة جميعا بقولهم "يافتاح يارزاق يامقسم الارزاق" على اثر ذلك يبدأ البحارة بفلق المحار المجنى في اليوم السابق وقد كوم في اربع كومات على ظهر السفينة بعد ثلث ساعة او نحوها من الفلق يقول النوخذة "اجمع" فيشرع البحارة بجمع اللؤلؤ المتحصل وعرضة عليه فان وجد الحاصل جيدا امرهم بمواصلة الفلق ويكرر النوخذة قولة هذا بين الحين والآخر اما اذا وجد الحاصل اقل من المستوى المطلوب امر البحارة بجمع ما تبقى من المحار وتكويمة على "الفنه" اي مؤخرة السفينة وتغيير موقع السفينة اما " بالرفي" اي إرخاء حبل مرساتها لتنساب السفينة مع التيار او الريح وتغيير موقعها او " بالمساناة" اي الاقلاع من محلها الراسية فيه الى محل آخر على امل ان يكون ناتج الموقع الجديد اجود وأحسن من حيث الكمية او النوع.
أما الطريقة المتبعة لفلق المحار فهي:-
أولاً تكديس المحار في اربع كوامات على سطح السفينة ثم يجلس حول كل كومة فريق من البحارة بحيث يشكلون حلقة حولها ويجري فلق المحار بسكين خاصة مدببة الرأس غير جارحة تدعى"مفلقة" وبعد فلق محارة والتقاط أي لؤلؤة فيها ان وجدت ووضعها في "الفلس" يلقى البحار المحارة المفلوقة في البحر مباشرة مع الاحتفاظ ببعضة لكي يوضع بما يحتويه من حيوان رخوي كطعم في " قراقير" صيد السمك كما انه في اثناء الفلق كان الطواويش يرسلون بحارتهم في " القلوص" الى سفن الغواويص ليتحصلوا منها على كمية من المحار المفلوق لاستعماله كطعم في قراقيرهم.
البدء بالغوص :
بعد انتهاء عملية الفلق تمد مجاديف السفينة التى تكون عادة منسابة بطول السفينة تمد بحيث تكون زاوية قياسها 45 درجة بالنسبة لجسم السفينة ويعلق بكل منها حبلان حبل علق بطرفة الديين يطلق عليه اسم "يدا" وحبل آخر علق بطرفة الحجر (الحير) يطلق عليه اسم "زيبل" .
ينزل الغيص الى البحر ممسكا بحبلي الديين والحير وعند استعدادة للغوص يضع رجلة اليمنى في حلقة معمولة خصيصاً من الحبال تقع مباشرة فوق الحير كما يضع رجلة اليسرى داخل شبكة الديين ثم يضع "الفطام" وهو عبارة عن مشبك مصنوع من قرنالماعز مهمته غلق الانف بعد هذا الاستعداد يأخذ الغيص نفسا طويلا ثم يغمض عينية ويرخي حبل الحير المعلق في المجداف فيجره الحير بصورة عمودية الى القاع كما يرخي في نفس الوقت حبل ال"يدا" ورجله لاتزال بداخل "الديين" عند وصولة الى القاع يفتح عينية ويسحب رجله اليمنى من حلقة الحير ليعطي السيب مجالا لجرة الى سطح البحر ثم يخرج رجلة الاخرى من الديين ويعلقة حول رقبته ويطرد حسب تعبير الغواويص اي يشرع بالسباحة والتقاط ما يمكن ان يراه او يجدة من محار يضعه في الديين بعد بضع دقائق حين يحس الغيص بالحاجة للتنفس يتوقف عن السباحة وينبر اي يجر "حبل اليدا" جرة قوية يكون بموجبها قد اعطى بذلك اشارة الى السيب في اعلى السفينة لجرة الى سطح البحر.
ولا يرخي الغاصة المتواجدون في صفين منتظمين بجانبي السفينة حبالهم المعلقة بالمجاديف دفعة واحدة بل على دفعات متعاقبة تفصل بين الواحدة والاخرى فترة زمنية قصيرة وذلك خشية ان تتشابك حبالهم وتعرضهم للخطر فأولا يبدأ الغيص الذي يكون موقعة قرب مؤخرة السفينة ثم يتبعة الذي يليه في الصف ثم الذي يليه وهكذا دواليك.
الطواشين في عرض البحر :
لقد تحدثت فيما سلف عن الغواويص وحالتهم المعيشية ويجدر بي أن اتحدث عن الطواويش وحالتهم المعيشية للاطلاع والعلم والمقارنة فالطواش ايضا يتعرض لبعض المعاناة والمشقة ولكنة اسعد حالا واريح بالا من الغواص التعس فسفينتة التى عادة تكون بحجم سفينة الغواص لاتحمل على ظهرها اكثر من 16 شخصاً بين البحار وربان وطباخ وصاحب أو اصحاب السفينة كما ان مجاديفها محدودة العدد لعدم الحاجة لها خلافا لسفينة الغواص التى يبلغ عدد مجاديفها ما يقارب عدد السيوب فيها وسفينة الطواش تظل مرتبة نظيفة لعدم تجمع المحار المستخرج من الاعماق عليها ففنتها أي مؤخرتها المسطحة تكون مفروشة بسجاد يحيط بها بعض الوسائد ويستعمل هذا المسطح الذي تبلغ مساحتة حوالى ثلث سطح السفينة كمجلس ومنام لاصحاب السفينة ويخصص في سفينة الطواش لدورة المياة وسيلتان احدها لاستعمال اصحاب السفينة والاخرى للبحارة فلا حاجة للنزول الى البحر عند لزوم قضاء الحاجة كما يفعل الغواصون.
آخر تعديل الجوووري يوم 20-12-2008 في 03:21 AM.
|