بعدما علق الصمت خطيئة تعويذة على شفتيها ، كتبت إليه قائلة :
.
.
.
سيــــــ ـــــــــــدي
إذا ما طوقك الفراق بذراعيهِ الحالكة السواد يوماً..
فأصبح اللقاء محالاً..
وأصبح الحديث خيالاً..
وأصبحتُ لعينيك سراباً...
إذا ما اجتثك الرحيل بيده القاسيتين من أرضي يوماً..
فأصبحت دنياك بعدي زرعٌ لا يُثمر...
وأصبحت دنياي بعدك أرض لا تُزهر...
وأصبح الغيم حلماً هيهات أن يُمطر...
إذا ما صار الوداع بداية النهاية...
وصارت الذكريات نهاية الحكاية...
وصرت أنا
بعمرك
بقلبك
بعقلك
اسمٌ منسيٌ لتلك الرواية...
عندها يا سيدي..
أجهض تلك الحكاية....وأنسى أصل الرواية...
وتعالى على البــــ ــــــوح وأرحل
فلحظة الفراق..يا سيدي عقيمة الأماني
وساعة الرحيل.يا سيدي....شحيحة الثواني..
.
.
.
.
سيــــــــــ ــــــــدي
إذا ما صُدمت بمنظر الضحايا..
فانهارت الدموع في عينيك ..
وناحت الأحلام ثكلى عند قدميك..
وارتمت الأشواق طفلة على كتفيك...
فمارس يا سيدي دور الكفيف
وتعالي على البــــ ــــــوح .. وارحل...
وعند الرحيل..
إذا ما راعك هول الفراق..ولوعة الاشتياق..
فصِرت تخاف الغياب..
وصِرت تهاب الوداع...
فتعكز على كتفي الرحيل يا سيدي...
ومارس دور الشجاع
وتعالى على البــــــــــوح ..وارحل..
وأن أوهموك..ظنونك ..شجونك..جنونك.. بأني وأنك نملك أملاً جديدٍ وليدٍ..
ببعض الشجاعة.. ببعض الصراحة.. نعيد الروح لذاك القتيلَ..
فكذبهم وردد (هذا هراء)
كذبهم يا سيدي وردد
بوحي سيبقى حبيساً دفين...لأني جبان..
.ولدت جبان.......وعشت جبان ......
وسرت طوال دروب الحكاية بثوب الجبان...