الخفجي .. وَوَأدُ حديقتين - مقال لـ : عبد الله بن مهدي الشمري

[إنسان بسيط]

http://www.alyaum.com/issue/page.php?IN=13051&P=10

مرفق الرابط الخاص بالمقال


اليوم الإلكتروني
www.alyaum.com
الأثنين 1430-03-12هـ الموافق 2009-03-09م العدد 13051 السنة الأربعون
________________________________________

عزيزي رئيس التحرير
الخفجي .. وَوَأدُ حديقتين

عزيزي رئيس التحرير
لم ير سكان محافظة الخفجي أي إنجاز لبلديتهم أو مجلسهم البلدي الصامت تجاه الحدائق العامة، فلم يروا لهما أي جهد ملموس بتأهيل ما هو موجود منها وصيانتها أو إنشاء حدائق جديدة على الأراضي المخصصة لها ضمن النطاق العمراني - وهي كثيرة - ولعل ما تم تسويره من أراض مخصصة للحدائق العامة من قبل البلدية منذ ما يزيد على خمس عشرة سنة يعد آخر إنجاز للبلدية في هذا الإطار إذا استثنينا الحديقة التي تم تأجيرها على مستثمر لم يحسن استثمارها، ولم يستفد سكان المدينة من مشاريع تسوير أراضي الحدائق حيث لم يزرع شجرة واحدة بين أسوارها التي تعرضت بمرور السنين لكثير من الضرر الناشئ عن الإهمال والعبث معا، وأضحت أماكن ذات مناظر سيئة ومؤذية للساكنين بجوارها، فواحدة من تلك الحدائق تم وأدها من قبل البلدية منذ سنوات بعد تهالك سورها وأكل الصدأ ألعاب الأطفال التي وضعت فيها ولم يلعب بها طفل واحد، ولم يدخلها أحد حيث كانت منخفضة عن مستوى الشارع بشكل كبير، وتتجمع فيها مياه الأمطار في فصل الشتاء حتى يغطي أسوارها، وقد أصبح المكان بعد دفنه مكانا يعرض فيه بعض الباعة الخيام وبيوت الشعر.
وفي صباح الخميس 1/3/1430هـ استأجر أحد جيران الحديقة الثانية معدة هدم كبيرة «شيول» وعاث فسادا فيما بقي من أجزاء سورها المتهالك - بعد أن تهاوت أجزاء عديدة منه عبر الزمن - وأحالها إلى ركام شكل مشهدا مؤذيا، ولا يمكن تسمية فعلته إلا وأدا لمشروع حديقة انتظر طويلا، هذا المشروع للحديقة الواقعة بجوار الابتدائية الخامسة للبنات بحي الخالدية التي كانت ملعبا للأطفال واليافعين حتى ذلك اليوم، ولست أعلم إن كانت البلدية أو مجلسها قد علموا بما آل إليه مصير الحديقة، وقد أضحت كل قطعة حديد من أسوارها نهبا بأيدي عمال البلدية وغيرهم.
إن الضرر الذي لحق بالمواطن المجاور للحديقة من إزعاج مهما بلغ لا يبرر له فعلته وعبثه بالمال العام بهذه الطريقة، وإن كانت البلدية تشاركه في هذا التلف، وهذه الخسارة بتفريطها وإهمالها الحديقة كل هذه السنين.
ولا يعذر المجلس البلدي الصامت بتقصيره وسكوته عن هذه المشاريع المهملة وعدم استفادته من تلك المشاريع العملاقة في الدمام والظهران والخبر التي وصلت إلى رقم كبير خلال السنوات الثلاث الأخيرة، وهذا المجلس وقد شارفت مدته على الانتهاء دون أن يكون له أي عمل يمكن أن يشار إليه - رغم مفاخرة بعض أعضائه ببعض الإنجازات التي لم يرها أحد - ولعل الأمل قد تجدد لدى أعضائه بخبر التمديد للمجالس البلدية لمدة سنتين ريثما تنتهي وزارة الشؤون البلدية والقروية من مراجعة اللوائح والإجراءات لعمل المجالس البلدية. وقد يدفعهم التجديد - في حال حدوثه - لاستثمار السنتين المقبلتين بعمل يساهم في تغيير نظرة ناخبيهم تجاههم في حال إعادة ترشيح أنفسهم مرة أخرى وهو طموح قد تحدثوا به.
ومضة : إن المجسم الجمالي الرائع في شارع الملك فهد، والحديقة العامة في حي الخالدية اللذين تبرعت بهما شركة أرامكو لأعمال الخليج يستحقان الإشادة والثناء.

عبد الله بن مهدي الشمري