والصلاة والسلام على رسول الله - محمد صلى الله عليه وسلم - أما بعد :
حبايبي اليوم جبت لكم هذي القصة الجميلة وارجوا منكم ان تنال على اعجابكم واخذ العبرة منها ...
:: ::
بسم الله نبدأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأ ::
كان لرجل ثلاثة أصدقاء الأول يلازمه صباح مساء ولا يتمكن من فراقه. أما الثاني فإنه يراه بين آونة وأخرى والعلاقة بينه وبينه علاقة الحب والثقة. أما الثالث فإنه لا يراه الا نادرا. وذات يوم اتهم هذا الرجل في قضية فطلب منه احضار من يكفله فذهب إلى صديقه الأول فاعتذرعن كفالته فالمه ذلك أشد الألم فهذا الموقف لم يتوقعه من هذا الصديق الحميم ولكن ماذا يفعل؟ فذهب إلى صديقه الثاني فطلب منه ذلك فأبدى استعداده للذهاب معه الى دار القضاء، فلما وصلا اليها وسوست له نفسه فاعتذر عن الدخول معه خوفا من الوقوع فيما لا تحمد عقباه، وعبثا حاول اقناعه والتماسه فلم يوافق فزاد ذلك في ألمه فلم ير بدا من الذهاب الى صديقه الثالث فبحث عنه حتى وجده فشرح له الأمر فأبدى استعداده لمساعدته وذهب معه إلى القاضي وتكفله وتم له مااراد. الآن ياأخوان نسأل: من هو هذا الشخص؟ ومن هم أصدقاؤه الثلاثة؟ وماهي قصة هذا الرجل؟ وماهي دار القضاء؟ هذه أسئلة ستجد الاجابة عنها في الأسطر التالية ولكن قبل أن تقرأ الجواب حاول ان تصل إليها بنفسك:صاحب هذه القصة هو الانسان كل انسان أنا وأنت وهذا وذاك وهذه وتلك أما الاصدقاء الثلاثة فهم بالترتيب: الأول هو المال والثاني هم الأهل والأقارب والثالث هو العمل الصالح، أما دار القضاء فهو قبر الانسان الذي بمجرد ان يموت هذا الانسان يتخلى عنه ماله وكل ما يملك رغم حرصه على جمعه وحراسته واستثماره وبعد أن يغسل هذا الانسان ويكفن ويصلى عليه يشيعه أهله وأقاربه وأرحامه حتى يوصلوه الى قبره الذي يدفن فيه فيترك هناك وحيدا ولا يبقى معه ولا يصحبه الا عمله فإن كان صالحا فيغدو قبره روضة من رياض الجنة وان كان ذلك العمل سيئا طالحا ممتلئا بالذنوب والآثام فقد ظلم هذا الانسان نفسه، فهنا في دار القضاء يجازى ويعاقب بأنواع العقوبات والعذاب . أما العبرة ياأخوان من هذه القصة بعد أن عرفنا حقيقة وجودنا في هذه الدنيا أن نقوي علاقتنا بذلك الصديق الثالث الذي يصحبنا إلى داخل قبرنا وهو العمل الصالح فإن الله تعالى يقول في كتابه الكريم:( بسم الله الرحمن الرحيم* والعصر ان الانسان لفي خسر* إلا الذين آمنوا وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر).