لم أكن أتوقع أن ياتي يوماً و أتحسر بدخولي المجال الرياضي كمشجع ، فقد كنت واهماً ومغشوشاً لدرجة أنني أصبحت أرئ نفسي غبياً ، فقد كنت قبل دخولي المجال الرياضي أرى أن الرياضة مكاناً ممتعاً وجميلاً وساحة تجد النفس فيها الرآحة والسعادة ، أجد الوقت المناسب للتنفيس عن النفس بعيداً عن الحياه ومشاكلها التي لم ولن تنتهي ، فقد كنت أحمل صورة حسنه عن الرياضة وعن الرياضيين وعن كل شي يتعلق في الرياضة ، ولكن مع مرور الزمن أكتشفت أنني خرجت من عالمً أسود الى عالمً أكثر سوداوية ، فقد تحولت الرياضة في هذا الزمن الى رياضة بلا فكر وبلا طعم وبلا أخلاق ، أصبحت رياضة في الأسم وعندما تبحث عن المضمون تنصدم من الحقيقة المؤلمة ، حقيقة رياضة تركض خلف الشعارات ، حقيقة رياضة حولت المشجع من قيمة وطنية الى سلعة يدوية يتم حفظها ورجها وتفجيرها وقبل هذا سرق مافي جيوبها .
صوت الرياضة أصبح ( نشازاً ) وأصبح الأغلبية نشازيين والجمهور في الجانب الأخر يرقص يمنى ويسرى ويطلق أعيره النشاز في كل مكان ، لم يكن الصوت نشازاً لهذه الدرجة في السابق ولكن كان الصوت متقطعاً وغير جميلاً في بعض الأوقات ، ولكن في هذا الزمن أختلف الوضع وأصبحت جميع الأصوات نشازاً بكل ماتحملة الكلمة من معنى .
الرياضة حالياً أصبحت بلا قانون وبلا عقول وبلا أهداف وبلا حتى وطنية ، فقد أصبح القانون في الوقت الحالي أسم بلا فعل ، عندما يحضر الفعل يحضر للضعفاء وللبسطاء ، قانون قد تم توزيعة على حسب ( ولد من أنت .. كم في جيبك ) ، قانون تم تقسيمة لعددت أقسام ، قسم صارم لكل من يحمل فيتامين ( واو ) ولكل من يملك كشف حساب مهول ، قسم مرن لكل من يملك وسام خاص قبل بداية إسمه أو يملك دفتر شيكات بالملايين ، القانون في الرياضة أصبح لعبة للجميع ماعداء الفقير والبسيط وأنت وأنا ، ايضاً العقل في الرياضة تم نزعه بقوه العاطفة الجياشة التي طردت العقل كلياً وجعلت العاطفة هي من تقرر وهي من تسير الرياضة كما تريد وكما تنبغي ، ايضاً الهدف في الرياضة أصبح غير صحياً وغير إنسانياً ، فقد كان الهدف في الرياضة بالسابق أن ينشر المتعة في كل مكان ويجمع القلوب ويزيح بعض الهموم على الشعوب وخاصه الشعوب الفقيرة أو الشعوب البسيطة التي أنا منها وأنت منها أيها القارى ، ولكن في هذا الزمن أختلف الوضع كلياً وأصبح الهدف مادياً بحتاً لدرجة أنك أصبحت تخاف أن يسروق مافي جيبك من مال قليل ، فقد سرقوا صحتك وسرقوا أخلاقك وسرقوا بسمتك وسرقوا مالك ، الصحة أصبحت في الرياضة الحالية صعبة ، فكم مشجعاً أصبح متشنجاً و مريضاً بمرض التعصب الأعمى ، فكم مشجع أصبح بلا أخلاق وأصبح يتحدث بلغة الكذب والأستهزاء والسخرية والتكبر والنيل بشتى الطرق لكي يهاجم أخيه المسلم ويحاول قتلة بجميع الحروف السوداوية والكلمات الشوارعية ، فكم مشجع سرقوا مافي جيبه من مال قليل وقالوا أختار واحداً مابين أثنين ، يا تشترك في القنوات الفضائية أم تذهب بلا رجعة للمقاهي ، فلم يكن إغلبية المشجعين الا مجبرين للأشتراك وتحت رقم كالعاده مهول والحاسبة تحسب والله المستعان .
الرياضة ماتت بعدما مات الظمير الحي وماتت الوطنية الحقيقة ، ماتت عندما أصبح الإعلام يعج بالمراهقين والمخالفين الذين دخلوا للرياضة من باب الشهرة والمناصب والشرهات ، ماتت عندما تحول رؤساء الأندية الى رؤساء مدمن حربية ، كل مدينة تحاول قتل الأخرى حتى لو كانت تلك أهالي تلك المدينة من تلك المدينة ، ماتت عندما دخلوا الحرامية من كل باب ومن كل نافذه لكي يواصلوا الرحلة في سرق ونهب الوسيلة الوحيدة للبسطاء وللفقراء ، ولم يكتفوا بتلك المسروقات الخارجه عن نطاق الرياضة ... ما اذا أكتب .. ما أذا أقول .. فالحكي .. كله ألم وحسره .. !!!!
نحن مسلمين .. أسلام أسم وعندما نبحث عن الفعل لا نجده .. فالمسلم يتصف في حسن الخلق والخلق لا نجده هنا ولا في صفحات الجرائد ولا عبر الفضائيات ، المسلم يحب أخيه ولكن في الرياضه هنا لم نجد الا مسلم يكرءه أخيه ويتمنى ذبحه ، المسلم يعترف في خطئه ويذهب الى تصحيحة الا هنا فقد نجد المسلم يخطئ مره ومرتين وثلاث وعشر وعندما يعلم بخطئه يكابر ويحارب الكل ويقول أنا صح وأنتم غلط .... الكلام كثير ولكن أتمنى أن نتصف بمواصفات المسلم قولاً وفعلاً .
( فيحانيه )
كنت أسير وحيداً في الصحراء .. أسير بلا زاد ولا ماء .. فقد كنت واثقً أن الصحراء .. سوف تتحول الى واحه من البساتين الخضراء .. وأن السماء سوف تمطر ذهبً وفضه .. جلست أسير .. أسير .. أسير .. صابراً .. متفائلاً .. مبتسماً .. تارهً أغني بصوت الذكريات .. تارهً أبكي بصوت زماني .. وعندما أشتد علي العطش .. وسمعت عصافير بطني بتزقزق .. وجدت الخوف قد ملكني والحزن قد سيطر بي .. فما كان علي الا خرجت مسرعاً .. أبحث عن الماء والزاد .. وماهي الا دقائق معدوده .. والا هناك بحيره ونخلتين .. ففرحت وأنطلقت كسرعه البرق .. ولكن للأسف .. كلما أقتربت أليها وجدتها تبتعد عني أكثر وأكثر .. حاولت مراراً وتكراراً .. ولكن لم أصل أليها .. بالرغم أنني أشاهدها بعيني .. جلست بعد ما أخذ مني التعب قسمه .. فقد أصبحت متعباً وعطشاناً وجائعاً .. فما كان مني الا أستسلمت .. وذهبت وحفرت قبري وجلست أنتظر موتي .. جلست بجوار قبري وعيناي تراقب السماء .. هل سوف تمطر السماء مطراً أم حجراًًًًً .. هل سوف تعود الصحراء الى واحه من البساتين .. أم سوف تبقى صحراء تقتل من يسير فيها ..... !!!!!!!
قبل الختام /
خط ياقلم خطً يذكرني الأ مت .. خطً ياجعل من يقراءه يعزيني
بقلم كاتب البسطاء ( فيحان العتيبي )