دائماً أطبق مقولة وحكمة ونظرية فيحان غوس ( أذا زادت عليك الهموم .. فما عليك الا بالنوم ) لأنني حينها تجد النوم رآحة ووسيلة سريعة للهروب من واقعك المؤلم ، دائماً المقربين ينادوني ( نومان ) وليس ( بفيحان ) وكنت أضحك أمامهم ولكنني في الحقيقة أبكي وأتالم ، كنت أقول لهم وبصوت مرتفع ، ياهي الحياة حلوه وجميلة ، فكل الطرق أمامك تبتسم وكل الطرقات تناديك لكي تسير فيها وكل القلوب بيضاء لا تعرف الحقد والكراهية ، كنت أضحك عليهم وفي نفس الوقت أضحك على نفسي ، كتب علي أن أحب الكورة وأعشق فريقي ، فقد كنت فرحاً بحبي وايضاً فخوراً بعشقي ، لم أكن أتوقع يأتي يومً أكرءه فيه حبي وأجعل عشقي وحيداً يتنفس للذكريات الجميلة ، من حبي الشديد للرياضة وعشقي الفريد لفريقي ، أصبح العشق والحب يأتيان لي حتى في منامي ، وفي مره من الأيام الحزينة كالعاده ، دخلت غرفتي من شده همي وحزني على هذه الحياة التي جعلتني وجعلت الكثير غيري يجلس في البيت بلا وظيفة وبلا شغلة ، تعبت وأنا أطرق تلك الابواب التي قفلت أمامي والسبب أنني لا أحمل ( فيتامين واو ) ولا أحمل فصيلة دم ( قبلية ) ، دخلت غرفتي وقلت لنفسي مالي الا نصيحة ونظرية ( فيحان غوس ) ، أطفئت نور غرفتي وقلت للحياة ( إرحميني ) قليلاً ، فـ أنا بشر من لحم ودم وأريد الرآحة لا أكثر ، فجاء دخلني النوم وماهي ثواني معدودة وأنا أشاهد نفسي وقد أصبحت ( رئيس تحرير صحيفة رياضية ) ، لم أصدق الأمر وقلت حينها ، والله والدنياء ضحكتلك ، دخلت للرياضة وكنت أحمل صور كثير جميلة ورائعه ، كنت سعيداً وأنا أشاهد الكل يعمل بجد وأجتهاد للبحث عن الحقيقة وكشف الأخطاء التي تعج بها رياضتنا لتصحيحها ولجعلها تسير بلا أخطاء ، كنت سعيداً وأنا أجد الساحة المتاحة والحرية الشبه الكاملة لكي أمارس عملي على أكمل وجه ، ولكن لم أتوقع أن رحلتي سوف تتوقف عند هذا الحد ، فقد وجدت أتصالات ليلية تأتيني من أناس كنت أشاهد صورهم جميلة عبر الملئ ولكن في الخفئ كم صورتهم سيئة جداً ، وجدت أصوات تريد وقف عملنا ولا تفرق مابين النقد للأصلاح عن النقد للمصالح الآخرى ، لم يتوقف الأمر عند هذا الحد ، بل شاهدت كتاب الصحيفة وبعض الصحفين كيف أنقسموا وأصبحوا يكتبوا بلون فرقهم ويتحدثوا بصوت عاطفتهم ، والسبب الذي وصلني يقول أنه يعود الى الشرهات والهداياء التي تصل لهم مابين الحين والأخر ، سقطت الصحيفة في وحل التعصب ولكن في الجانب الأخر سجلت حضوري جماهيري كبير وحضور شخصي رفيع المستوى ، كنت فرحاً بتلك الشعبية وبتلك الأصوات الخاصه التي تأتيني كل صباح للشكر وللتقدير ولتقديم الشرهات والهداياء وأي شي نريده ، ولكن في الجانب الأخر كنت حزيناً أنني خسرت ظميري وخسرت أمانتي وأصبحت آله في يد أصحاب المعالي ( الشرفاء ) ، وفي يوم من الأيام وجدت تلفوني يرن ولكن هذه الرنه مختلفة عن جميع الرنات ، ترددت كثيراً في مسك تلفوني وكن خائفاً ولا أدري لماذا كنت خائفاً ، قلت نعم .. معك رئيس الصحيفة ، فقال لي : خاف الله .. خاف الله .. خاف الله .. هل تملك قلب .. هل تملك عقل .. هل أنت مسلم .. هل أنت ظالم .. صحيفتك قتلت التنافس الشريف من الوريد الى الوريد .. كتابك جعلوا الجماهير بكافه ميولها متشنجه ومحتقنه وقابلة للأنفجار في أي وقت وتحت أي ظرف .. صحفينك جعلوا الأندية تنصدم مع بعضها والكل أصبح يكرءه الأخر حتى كبرت الكراهية وأصبح عشاق الفرق تكره بعضها وتفرح لمصيبة غيرها ... أين هي الأمانة .. أين هي الكرامة .. هل الشهرة والمال هما من جعلتك تبيع ظميرك و تبيع كرامتك الى هذه الدرجة .. أفق .. أفق .. أفق .. فقد أصبح التعصب لدينا .. قاتل .. قاتل .. قاتل .. وأصبح الجيل الحالي .. الجيل المستقبل .. يتنفس تعصب .. يأكل حقد .. يشرب كراهية .. أفق .. أفق ..أفق .. فقد تصبح يوماً .. رمزاً للتعصب وأسمً الكل يشتمه ويكرءه .. ، فجاء ... قفل السماعة بوجهي و الدنياء في الجانب الأخر قفلت بوجهي ، لم أتوقع يأتي شخصاً ويقول لي هذا الكلام ، كنت أسمعه في أيام متفوتة من بعض الناس ولكن لم يؤثر بي كما هذه المره ، حزمت حقائيبي وقلت لنفسي ، لن أعمل في الصحيفة مره أخرى ، مدام يتم شحنها عبر بطاريات رفيعه المستوى لكي تبقى منبر لهم وسلاح لهم وساحه رد لهم ، فالرياضة وجه خير ووجه جميل يعيش الكل من خلاله وليس ساحة قتال ودمار وأشهار وفساد ، فلن تنجح الصحيفة مدام الظمير لديها يفكر كم يدفع لي وكم صوتي يصبح سعره ، لن تصل الصحيفة الى قلوب الناس مدام كرامتها تباع بالريالات وبالشرهات وبالصوت العالي الحاد ، نعم .. نعم .. لا خير في صحافة بلا رسالة .. لا خير في قلم بلا هدف .. لا خير في ظمير بلا شرف ... حملت حقائيبي وجمعت أوراقي وذهبت لكي أسلم على من يعملون في صحيفتي ، ذهبت أليهم ولم أجدهم ، فسئالت عنهم ، فقال لي القهوجي ، الصحفي في زيارة عند ( ؟؟؟؟؟؟؟؟ ) بسبب الخبر الساخن ، الكاتب فلان في دعوه عشاء عند ( ؟؟؟؟؟؟؟؟ ) بسبب الصوت الساخن ، المصور فلان عند .......... خلاص .. خلاص .. لا تكمل .. لا تزيد .. الجرح أكثر .. فذهبت وسلمت على القهوجي الوحيد الأمين في عملة في الصحيفة ، فخرجت مسرعاً من الصحيفة والأسئلة كثيره تحيط بي وتبحث عن أجابة ، ركبت سيارتي وأنطلقت مسرعاً في شوارع المدينة ، وفجاء توقف الطريق وأصبحت أسمع أصوات الأسعاف ، نزلت من سيارتي لكي أشاهد قصه هذا الحادث ، أقتربت كثيراً لكي أشاهد الحادث من باب الفضول ، فجاء وجدت 4 أولاد لم يتعدى أعمارهم السن العشرين ، والدماء تحيط بهم من كل جهه ، وجدت 4 اولاد وكل ولد لبس فنيلة فريقه المفضل ، أقتربت الى المسؤال عن الحادث ، فقلت ماسبب الحادث ، فقال لي / أن هولاء الشباب يفحطون بسبب فوز فريق واحد منهم ، فقلت لا تكمل ... فذهبت سريعاً من الحادث ، وحال لساني يقول ( أين التوعية ) في صحيفتي أتجاه هولاء الشباب ، فقد أهملت دور التوعية ولم أضع لهم مساحات من التوجيه الصحيح والدور الإعلامي الحقيقي في نصح وأرشاد الشباب وخاصه الشباب الرياضي ، كم كنت حزيناً وأنا أضع المساحات الكبيرة لمواضيع عادية جداً وأضع التوعية أخير أهتماماتي وأخر شي أفكر فيه ، فقد كنت أنانياً وأنا أعيش خلف الشعات واللوان وخلف تلك الكرة المجنونة ، تركت أبناء بلدي وأخواني بلا توجية من صحيفتي التي ولا مره كتبت موضوعاً توعوعياً للشباب ، فجاء ... والا صوت أمي تقول لي ، قم .. قم .. قم .. يافيحان .. دقت شركة ( حط ملفك .. أنتظر حلمك ) يقولون .. راجعنا بعد أسبوع .. هات 8 صور .. ملف علاقي أخضر .. شهادة حسن وسلوك .. شهادة خبرة لا تقل عن 4 سنوات ... ووووو ... أمي .. أمي .. لا تزيدي .. من الحكي .. لكي .. لا تزيدي .. من جرحي .. أتركيني أنام قليلاً .. ورجائي أمي .. أدعي لي .. أدعي لي .. أن الله يوفقني .. يحفظ شباب الوطن من كل مكرءه ويجدوا عمل خالي من الشؤائب والمصاعب ، وأن أشاهد كورتي تبتسم لي بالتواضع وبالحب وبالأحترام وبالتنافس الشريف ... فجاء .. وجدت نفسي ، من كثر مافيني من هموم ، أن أعيش حلم في وسط حلم ..... تحياتي
للتوضيح : ليس كل شي في المقاله صحيح .. ولكن أحياناً نلبس جميع الشخصيات .. لكي تصبح الصورو واضحة بلا رتوش ... والله الموفق
بقلم / فيحان العتيبي